تعد الرؤية المزدوجة من المشكلات المرضية التي تصيب العين والتي تعتبر من الحالات الغير شائعة، ولكن إذا كان المريض يعاني من هذا الوضع، فسوف تسبب هذه الحالة المرضية العديد من الآثار السلبية على الرؤية، إلى جانب مشاعر عدم الراحة التي يتم خلقها أثناء ممارسة مهام الحياة اليومية، ومن ثم يؤثر هذا الأمر عليها بصورة سلبية كبيرة. إذن قررنا اليوم أن نقوم بالتعرف على ما هي أسباب وأعراض الرؤية المزدوجة؟ وهذا حتى يستطيع المريض إكتشاف هذا المرض والتعامل معه بشكل سليم قدر المستطاع.
ما هي الرؤية المزدوجة؟
تتمثل الرؤية المزدوجة في حالة رؤية كائن واحد في شكلين أو أكثر، والتي يمكن أن تحدث عند عرضها بإحدى العينين أو كلتيهما. الجدير بالذكر أنه مع هذه الحالة المرضية يعاني المرضى من صعوبات في المشي والمعيشة، ولا يحددون بوضوح ما هي الصورة الحقيقية، وغالبا ما يكون لديهم شعور بالدوار والحول في العين عند النظر.
وفقا لآراء الكثير من الباحثين فإن حالة الرؤية المزدوجة تحدث نتيجة التلف المباشر للعضلة الحركية العينية وبشكل غير مباشر للأعصاب الثالث والرابع والسادس أما عن الحالات المصاحبة لهذه المشكلة فهي تتمثل في الوهن العضلي الوبيل، ومرض الغدة الدرقية في العين، وانحشار العضلات في ثقب الكسر المداري بعد الإصابة أو الأمراض الناجمة عن تلف العصب العيني مثل مرض السكري، التهاب المناعة الذاتية أو العدوى الفيروسية، وحالات ما بعد الصدمة، وضغط بعض الأورام.
إقرأ أيضا: آلام العين الواحدة وأهم مسببات حدوثها
ما هي أسباب حدوث الإصابة بالرؤية المزدوجة؟
يمكن أن تحدث المعاناة من الرؤية المزدوجة كحالة من المشكلات الخلقية أو بسبب التعرض للصدمة أو الاعتلال العصبي أو الشكوى أمراض العيون نفسها.
الجدير بالذكر أيضا أن من الممكن أن يكون سبب حدوث الرؤية المزدوجة في أحادي العين هو الاستجماتيزم، أو التهاب القرنية، أو الانحراف أو إعتام عدسة العين، أو تلف البقعة.
ما هي أشكال الرؤية المزدوجة؟
يجب العلم أن حالة الرؤية المزدوجة من الحالات المرضية التي لها شكلان حيث يتمثلا فيما يلي:
أولا: الرؤية المزدوجة البيولوجية
تحدث حالة الرؤية المزدوجة للعينين بسبب أنه عندما نقوم بتغطية عين واحدة، فننظر إلى العين الأخرى حيث يتم رؤية كائن واحد في شكلين. فالجدير بالذكر أن السبب الرئيسي في هذا الأمر يرجع إلى اختلال محور مقلة العين، لذلك عندما ينظر الآخرون أو يلتقطون الصور، يرون الحول وصفار أسود.
أذا قمنا بالعمل على تفسير هذا الوضع بشكل علمي فيمكننا القول بأنه عندما يكون اللون الأسود غير محاذ، فتقوم العينان بالنظر في اتجاهين مختلفين بحيث يرون شكلين في نفس الوقت. فإذا قمنا بتغطية عين واحدة، فلن يتبقى سوى صورة واحدة، لذلك اختفت ظاهرة الرؤية المزدوجة.
ولكن للحظة من اللحظات هنا نتساءل لماذا محور مقلة العين غير محاذ؟ الجدير بالذكر أن هذا الامر يحدث عند اللمس، أو التعرض للصدمات، أو المعاناة من الأورام، ومضاعفات مرض السكري، أو بعد التدخلات الجراحية، والحوادث. بالإضافة إلى تسبب شلل الأعصاب رقم 3 ، 4 ، 6 في حدوث شلل بعضلات العين التي لا تنقبض للسيطرة على الأسود للتحرك في الإرادة حيث يجب أن تكون غير محاذية.
– ينحرف البياض الأسود إلى الخارج بسبب شلل العصب رقم 3 (الفرع الذي يتحكم في العضلة الخطية الداخلية)
– ينحرف البياض الأسود إلى الداخل بسبب شلل الأعصاب رقم 6
– ينحرف البياض الأسود إلى أعلى بسبب شلل الأعصاب رقم 4
– لا يمكن للصفار الأسود التحرك لأعلى بسبب شلل العصب رقم 3 (الفرع الذي يتحكم في العضلة الحاسمة السفلية)
ثانيا: الرؤية المزدوجة أحادية العين
تحدث هذه الحالة من الرؤية المزدوجة غالبا عندما يكون خط نقل الضوء مشوها، أو غير محاذ بسبب وسيط النقل غير المتجانس، والناجم عن إعتام عدسة العين أو تلف القرنية، أو حدوث مشاكل في شكل القرنية بسبب الخطأ الانكساري، وغالبا من يكون بسبب الاستجماتيزم.
كيف نستطيع العمل على تحسين آلية الرؤية المزدوجة؟
اعتمادا على سبب ظاهرة الرؤية المزدوجة أو كما يعرفه البعض بالحول عند النظر عن بعد، فسوف يتم توجيه المرضى نحو المشورة السليمة للطرق العلاجية المناسبة والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
– وصف النظارات الطبية: قد يتم تشخيص البعض بالرؤية المزدوجة بسبب وجود خلل في العين الحاجزة، فالجدير بالذكر أن هذه الأمر هو المسؤول عن توجيه الضوء بطريقة سليمة إلى العين. لذا يمكن أن يكون الحل الأمثل في مثل هذه الحالات هو استخدام النظارات الطبية التي تساعد في تصحيح الرؤية وتحسين وضوح الصورة المرئية الذي يتم تكرارها بشكل مرضي.
– علاج أمراض العين: في بعض الأوقات من الوارد أن يكون هناك مشاكل صحية أخرى في العين مثل الجفاف العيني أو التهابات العين. فمن الهام معرفة أنه عند علاج مشاكل العين الأساسية، فمن الوارد أن يحدث تحسن في الرؤية المزدوجة.
– تدريب العضلات: قد يوصي طبيب العيون المختص بضرورة القيام بعمل تمارين لتقوية العضلات العينية والتحكم بشكل أفضل في حركتها، قالجدير بالذكر أن هذه التمارين تشمل القيام بحركات عين منتظمة ودوران للعينين وممارسة التركيز على نقطة واحدة حيث أنه مع الوقت، يمكن أن تساعد هذه التمارين في تحسين الرؤية المزدوجة قدر الإمكان.
– العلاج الدوائي: قد يوصي الطبيب بضرورة القيام بتناول بعض الأدوية لتقليل الأعراض التي تصاحب الرؤية المزدوجة مثل الدوار أو الغثيان حيث يتم ذلك من خلال تناول أدوية مضادات الهيستامين .
– التدخلات الجراحية: في بعض الأوقات قد يحتاج الأشخاص المصابون بالرؤية المزدوجة إلى اللجوء للتدخلات الجراحية لتصحيح حدوث التشوه في العين أو في الجهاز العصبي المرتبط بالعين حيث يتم تحديد هذا الأمر بناء على تشخيص وتقييم الطبيب المخت بمتابعة الحالة الصحية.
بشكل عام، يجب على المريض زيارة طبيب العيون لتحديد سبب الرؤية المزدوجة وتقديم العلاج المناسب حيث قد يستلزم هذا الأمر إجراء فحوصات واختبارات محددة للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية أخرى تؤثر على الرؤية.
يجب التنبيه أيضا أنه من الهام جدا أن يتعاون المريض بشكل كامل مع الطبيب ويتبع التعليمات الطبية الصارمة لضمان الحصول على أفضل نتائج علاجية تقوم بالتغلب على هذه الحالة المرضية.