يعد مرض السكري من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به، ولا يقتصر هذا المرض على البالغين فقط، بل يمكن أن يصيب الأطفال أيضا. فالجدير بالذكر أن الأطفال يتعرضون لمخاطر خاصة عند إصابتهم بمرض السكري، حيث يمكن أن يشكل هذا الأمر ضغطا نفسيًا وجسديًا عليهم وعلى أفراد عائلتهم. في هذا المقال، سوف نستعرض أسباب الإصابة بمرض السكري عند الأطفال وعواقبه وطرق العلاج والتعامل معه بصورة صحيحة.
ما هو السكري عند الأطفال؟
مرض السكري عند الأطفال هو عبارة عن اضطراب مزمن يؤثر على نظم الغدة الدرقية في جسم الإنسان حيث يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم بسبب نقص أو انعدام إنتاج الأنسولين في البنكرياس، أو بسبب فشل الجسم في استخدام الأنسولين الموجود بشكل صحيح. فمن الهام معرفة أن الأنسولين هو هرمون يُفرز بواسطة خلايا البيتا في البنكرياس ويمكنه أن يقوم بخفض مستوى الجلوكوز في الدم وإعطاء الخلايا اللازمة من الطاقة.
ما هي أعراض إصابة الأطفال بمرض السكري؟
تتمثل أعراض اصابة الاطفال بمرض السكري بشكل عام في الآتي:
— العطش المفرط حيث يبدأ الطفل في تجربة عطش غير طبيعي ومستمر، ويظهر ذلك من خلال رغبته الدائمة في شرب الماء حتى بعد تناوله كميات كبيرة منها.
— يلاحظ الآباء أن الطفل يذهب إلى الحمام للتبول بشكل متكرر وغير عادي، حيث يزداد هذا الأمر أيضا مع مرور الوقت.
— يشعر الطفل المصاب بمرض السكري بالجوع المزمن ويقوم بتناول كميات كبيرة من الطعام بدون أن يشبع.
— قد يحدث للطفل فقدانا سريعا للوزن رغم تناول كميات كبيرة من الطعام، حيث يعتمد الجسم على الدهون بدلاً من السكر للحصول على الطاقة.
— يعاني الأطفال المصابون بمرض السكري من الشعور بالتعب والإرهاق الزائد رغم عدم ممارسته أي أنشطة جسدية بصورة مفرطة.
— يشهد الطفل صعوبة في التعافي من الأمراض والجروح، حيث يؤثر ارتفاع مستوى السكر في الدم على قدرة الجسم على شفاء الجروح.
— يعاني الأطفال من التغيرات المفاجئة في المزاج بسبب تأثير السكر غير المنتظم في الدم، فقد يصبحوا متهيجين أو غاضبين بشكل غير عادي وبصورة غير طبيعية.
عند الرغبة في معرفة ما إذا كان الطفل مصابا بمرض السكري أم لا، فيجب على الأهل مراقبة هذه الأعراض بعناية وعدم تجاهل أي تغييرات تطرأ على صحة وسلوك الطفل. علاوة على ذلك، يجب أن يتم إجراء اختبار السكر في الدم للتأكد من تشخيص المرض بشكل دقيق.
مل هي أسباب إصابة الأطفال بمرض السكري؟
هناك عدة عوامل تتسبب وبشكل مباشر في حدوث إصابة الأطفال بمرض السكري حيث أنها تتمثل في الآتي:
أولا: العوامل الوراثية
يعتبر العامل الوراثي من أهم العوامل المؤثرة في إصابة الأطفال بمرض السكري. فإذا كان أحد الوالدين يعاني من السكري، فإن احتمال إصابة الطفل بالمرض يزداد. وهنا يلعب الجين المسبب للمرض دورا كبيرا في تحديد احتمالية حدوث الإصابة، حيث يتم تنقل الجين من الوالدين إلى الطفل ويؤثر في وظيفة البنكرياس وإنتاج الأنسولين.
ثانيا: العوامل البيئية
يمكن أن تزيد العوامل البيئية المحيطة من احتمالية إصابة الأطفال بمرض السكري. فعلى سبيل المثال، عند التعرض المبكر لفيروسات معينة فقد يزيد هذا الأمر من فرص حدوث المرض.
يشير الباحثون إلى أن بعض الفيروسات مثل فيروس كوكساكي وأدينوفيروس وفيروس الأرباين يقومو بلعب دورا في تدمير خلايا البنكرياس وتقليل قدرتها على إنتاج الأنسولين في الجسم.
ثالثا: أنماط المعيشة الغير صحية
تعد التغذية غير الصحية والنمط الحياتي الغير نشط من أهم الأسباب التي تزيد من احتمالية إصابة الأطفال بمرض السكري حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتناولون الكثير من الأطعمة ذات السعرات العالية والدهون قد يكونون أكثر عرضة للسمنة والاكتساب الزائد للوزن، وهو عامل يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري بنسبة كبيرة.
رابعا: العوامل النفسية
يمكن أن تزيد العوامل النفسية من احتمالية إصابة الأطفال بمرض السكري حيث يعتبر التوتر والضغوط النفسية والتعرض المبكر للأزمات من أهم العوامل المحتملة التي تزيد من فرص حدوث الإصابة بالمرض.
فيجب العلم أن الضغوط النفسية المستمرة يمكن أن تؤثر على جهاز المناعة وتسهم في تعطيل وظيفة البنكرياس بشكل ملحوظ.
ما هي الطرق العلاجية المناسبة للأطفال للتعامل مع مرض السكري؟
توجد بعض من الطرق المختلفة التي يمكن استخدامها لعلاج الأطفال المصابين بمرض السكري، والتي تتمثل فيما يلي:
1) عند القيام بإدارة السكري لدى الأطفال يجب أن يتضمن هذا الأمر التواصل المستمر بين الطفل وأفراد العائلة وفريق الرعاية الصحية، وذلك للحصول على الدعم والمشورة الصحيحة.
2) يجب أن يكون لدى الأسرة مفهوم جيد عن المرض وكيفية علاجه ومتطلباته حيث يمكن للأطفال أن يصابو بالقلق والغضب والاكتئاب بسبب مرضهم، ولذلك يجب أن يتم تقديم لهم الدعم العاطفي والنفسي اللازم.
3) يعتبر التحكم في مستوى السكر في الدم من أهم الجوانب في علاج مرض السكري للأطفال حيث يتضمن هذا الوضع القيام بتناول الأدوية المناسبة التي يتم وصفها من جانب المختصين. فالجدير بالذكر أنه في هذه الأوقات يستخدم الأطفال حقن الأنسولين أو مضخة الأنسولين بانتظام حسب توجيهات الأطباء.
4) يجب على الأطفال أن يتناولوا وجبات غذائية متوازنة تحتوي على كميات معتدلة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
5) يفضل وبشكل قاطع البعد تماما عن تناول المشروبات الغازية والحلوى ذات نسب السكر المرتفعة والألوان الصناعية إلى ضرورة تجنب تناول المقليات والسناكس ذات المواد الحافظة قدر الإمكان.
6) يلعب النشاط البدني دورا هاما في علاج مرض السكري لدى الأطفال حيث يجب أن يتمتع الأطفال بنشاط بدني منتظم للمساعدة في تحسين التحكم في مستوى السكر في الدم.
7) توجد تكنولوجيا حديثة تساهم في تسهيل علاج الأطفال المصابين بمرض السكري. مثال على ذلك هو الإستعانة بجهاز قياس الجلوكوز المستمر، الذي يسمح للأطفال بقياس مستوى السكر في الدم بشكل مستمر وهذا عن طريق تركيب جهاز صغير تحت الجلد.
بوجه عام، يجب أن يكون هدف علاج الأطفال المصابين بمرض السكري هو تحقيق توازن صحي ومستقر في مستوى السكر في الدم، لكي يتم تجنب حدوث أي مضاعفات صحية.
في النهاية من الضروري علينا العلم أن مرض السكري عند الأطفال يعد من الأمراض التي تتطلب عناية كبيرة ومشددة، وهذا بسبب مغريات هذه المرحلة العمرية التي من الوارد أن تسبب تفاقم هذه الحالة المرضية في كثير من الأوقات.