طوال مراحل عمر الطفل تحدث في كثير من الأوقات المعاناة من بعض المشكلات الصحية، والأزمات الغير متوقعة حتى قد يتطلب الأمر إلى التدخل الجراحي على الفور. من أهم هذه المشاكل هو خضوع الطفل لجراحة إستئصال الزائدة الدودية، ومن ثم قيامه مرة أخرى بممارسة حياته الطبيعية، وتناول الطعام حيث يجب عليكِ عزيزتي الأم آنذاك الوقت الإهتمام بتغذية الطفل بصورة كبيرة، لأن هذا يؤثر بشكل مباشر على الشفاء، والصحة العامة للطفل خلال هذه الفترة. لذا فسوف نتعرف من خلال مقالنا اليوم عن أهم العناصر الغذائية التي يجب أن يقوم الطفل بتناولها بعد جراحة إستئصال الزائدة الدودية، وهذا لمساعدته على الشفاء والتعافي بشكل سريع.
ماذا يجب أن يتناول الطفل بعد استئصال الزائدة الدودية؟
عندما يتعرض الطفل لعملية إستئصال الزائدة الدودية تعاني الأم من مشاعر الخوف والقلق الشديدة على طفلها، ومع إنهاء الأطباء هذا الإجراء الجراحي تستطيع الأم تنفس الصعداء، ولكن يسيطر عليها مرة أخرى قلق تناول الطعام حيث تتساءل بشكل دائم، ما الذي يجب أن يكون جيدا للأكل بعد هذا الإجراء الطبي، وما هي أهم الأطعمة المناسبة لهذه الفترة؟
في العموم يجب عدم القلق عزيزتي الأم، فقد قدم خبراء التغذية نصائح محددة حول كل نوع من أنواع الطعام المناسبة لكل مرحلة من مراحل التقدم في الوقت بعد جراحة إستئصال الطفل للزائدة الدودية، وسوف نتعرف عليها من خلال السطور التالية.
أولا: العناصر سهلة الهضم (الغذاء الإنتقالي)
من الهام معرفة أن بعد استئصال الزائدة الدودية، فإن أفضل الأطعمة للأطفال التي يجب على الأطفال تناولها هي تلك التي يسهل هضمها، وتكون مريحة للمعدة بصورة ملحوظة مثل الحليب، والزبادي، والحساء. فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأطباق تضمن العناصر الغذائية الضرورية للأطفال كل يوم، حيث تعد سهلة البلع ويقوم جسم الطفل بإمتصاصها بشكل سريع.
يجب العلم أن الأطعمة التي يسهل هضمها وتترك بقايا أقل في الأمعاء سوف تقوم بالعمل على تسريع عملية الشفاء عند الأطفال بمعدل كبير وملحوظ. ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أن هذا نظاما غذائيا انتقاليا، حيث يجب أن يتم تناوله لفترة قصيرة فقط، قبل أن يتمكن الطفل من تناول المزيد من الأطعمة، والعودة إلى النظم الغذائية الطبيعية.
إقرأ أيضا: اللوز وفوائده العديدة لصحة وذكاء طفلك
ثانيا: التنوع الغذائي
في حالة ملاحظتك عزيزتي الأم أن طفلك لا يعاني من آلام في البطن، أو غثيان، أو قيء، أو إسهال بعد بضعة أيام من تناول الغذاء الإنتقالي، فمن الممكن في ذلك الوقت القيام بتنويع النظام الغذائي اليومي له لعدة أيام، وهذا لك يتم تعزيز الشفاء.
وفقا لما سبق ذكره، فقد تحتاج الأمهات خلال هذه الفترة إلى إمداد الأطفال بمجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالمغذيات من جميع المجموعات الغذائية، بما في ذلك الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، والحليب، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والبروتين من الدواجن الخالية من الدهون، والمأكولات البحرية حيث يجب أن يتم هذا بصورة متنوعة وبشكل يومي.
قام خبراء التغذية بالتأكيد على أن هذه الأطعمة غنية بالعناصر الغذائية التي تساعد الجسم على تكوين خلايا جديدة، وتعمل على إلتئام الجروح، وتمنع مضاعفات ما بعد الجراحة التي يمكن أن تحدث للأطفال بسبب ضعف المناعة لديهم.
ثالثا: الأطعمة التي تساعد على التئام الجروح
بغض النظر عن مرحلة التعافي التي يمر بها طفلك بعد جراحة استئصال الزائدة الدودية، يجب عليكِ سيدتي التأكد من أن الطفل لديه نظام غذائي متوازن، لكي يضمن له هذا كميات كافية من البروتين، والكربوهيدرات والدهون. فالجدير بالذكر أن كل عنصر غذائي يقدم مساهمة مهمة في الشفاء السريع للجرح، وكذلك الشفاء المبكر للطفل.
- يقوم البروتين بتوفير المواد الخام لكي يتم العمل على تشكيل الكولاجين، وهو جزء هام جدا من النسيج الضام الذي يساعد على تسريع عملية الشفاء بصورة ملحوظة.
- الكربوهيدرات هي مصدر الطاقة للجسم حيث تعمل على تشكيل الأنسجة والأوعية الدموية الجديدة، مما يسرع هذا عملية الشفاء من الجروح. فالجدير بالذكر أنه يمكن للأمهات تعزيز مصادر الكربوهيدرات الصحية للأطفال الذين خضعوا للتو لجراحة استئصال الزائدة الدودية من خلال تناول البقوليات، وخبز الحبوب الكاملة، والأرز البني، والفواكه، والخضروات الطازجة.
- تعد الدهون من العناصر الضرورية في تكوين أغشية الخلايا الجديدة حيث تساعد على تقليل الإلتهابات بصورة جيدة. لذا يوصي خبراء التغذية بضرورة تناول مصادر الدهون النباتية مثل زيت الزيتون، وبذور السمسم، والفاصوليا، والأفوكادو.
رابعا: الأطعمة التي تعمل على تقوية جهاز المناعة
يؤكد العديد من الأطباء أن رعاية الأطفال بعد جراحة الزائدة الدودية يجب ألا تهتم فقط بالجرح. فالجدير بالذكر أن الجهاز المناعي في هذا الوقت يلعب أيضا دورا مهما جدا للأطفال لزيادة قدرتهم على مكافحة الأمراض، ومنع خطر الإصابة بعد الجراحة ببعض أنوع العدوى. لذا، ما الذي يجب أن يأكله الأطفال الذين يعانون من استئصال الزائدة الدودية لتعزيز جهاز المناعة لديهم خلال هذه الفترة؟
الجواب هنا يكون أنه يجب على الأمهات تكملة الأطعمة الغنية بالفيتامينات، والمعادن ببعض العناصر الغذائية المتمثلة فيما يلي:
- فيتامين(C) حيث يعد ضروري في إنتاج الأجسام المضادة ضد بعض الفيروسات التي تسبب المرض
- فيتامين (E)حيث تساعد الخصائص المضادة للأكسدة المتواجده فيه على حماية الخلايا من التلف الذي يحدث بسبب تأثير الجذور الحرة حيث ثبت أن هذه الجذور تقوم بالعمل على إتلاف أغشية الخلايا، وحتى الحمض النووي، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض الأخرى لدى الأطفال.
- من الهام القيام بتناول مكملات الزنك لأنها تقوم بمحاربة الالتهابات بشكل جيد للغاية. فالجدير بالذكر أن هذا العنصر مكون أساسي لخلايا الدم البيضاء، والتي بدورها تساعد الجسم على تكوين الأجسام المضادة، وأداء وظائف المناعة الأخرى.
- يجب العمل على تناول الخضراوات الورقية الخضراء، والجزر والطماطم حيث تحتوي جميع هذه العناصر على الكثير من الفيتامينات مثل الـ (A)، و(C)، في حين أن اللوز، والسبانخ من الأطعمة الغنية بفيتامين (E) أما بالنسبة للمأكولات البحرية، والحليب، والفاصوليا، والمكسرات فهي مصادر جيدة لعنصر الزنك.
في النهاية يجب العلم أن استئصال الزائدة الدودية هو تدخل جراحي من الوارد أن يحدث للأطفال الصغار. لذلك، تتطلب رعاية الأطفال بعد الجراحة التنسيق بين الطبيب المعالج، والأسرة لكي نستطيع أن ننهض بالطفل كي يتعافي بشكل صحي، وسليم.