اعتدنا جميعا عند القيام بتناول الفواكه ذات البذور الداخلية أن نعمل على تنظيف هذه البذور أولا ثم تقطيع الفاكهة وتجهيزها للتقديم، ولكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق وخاصة مع بذور البابايا التي تحمل بداخلها العديد من الفوائد التي تعود على الجسم. بمزيد من التوضيح سنتعرف الآن من خلال سطورنا القادمة على أهم المنافع التي تعود على الجسم عند القيام بتناول بذور البابايا داخل أنظمتنا الغذائية اليومية.
البابايا
تعد فاكهة البابايا هي أحد أنواع الفواكه الإستوائية الذي أصبحت تتواجد في الآنة الأخيرة بشكل ملحوظ، فالجدير بالذكر أنها تُعرف بشكلها البيضاوي الطويل ولونها البرتقالي الذي يميل إلى الأصفر.
بوجه عام تعتبر البابايا مصدرا رائعا للفيتامينات والألياف الغذائية حيث من الممكن أن يتم تناولها في صورتها النيئة أو استخدامها في العديد من الوصفات كالسلطات أو العصائر.
التركيب الكيميائي لبذور البابايا
على سبيل التوضيح أظهرت دراسات التوصيف الكيميائي النباتي أن بذور البابايا تحتوي على العديد من العناصر الممتازة لصحة الجسم والمتمثلة فيما يلي:
- مركبات الفلافونويد.
- العفص.
- السكريات المخفضة.
- القلويات.
- الفينولات.
- الصابونين.
- التربينويدات.
- البروتين الخام.
- الألياف الخام.
- الأحماض الدهنية.
- الزيوت الطبيعية.
- الكاربين.
- البنزيل أيزوثيوسينات.
- البنزيل ثيوريا.
- الجلوكوتراباكولين.
- البنزيل جلوكوزينولات.
- الهنترياكونتان.
- β-سيستوستيرول.
- الكاريسين.
- إنزيم النيروسين.
أما فيما يخص عملية تقييم كمية الزيت المستخرج من البذور، فيجب معرفة أن الأحماض الدهنية مثل حمض الأوليك تمثل نسبة (71.30٪) يليه حمض البالمتيك (16.16٪) وحمض اللينوليك (6.06٪) وحمض دهني (4.73٪).
أهم الفوائد والتأثيرات الإيجابية على الصحة لبذور فاكهة البابايا
أولا: الآثار المضادة للبكتيريا والطفيليات والفطريات
تعتبر بذور البابايا من أفضل البذور التي قد تم إستخدامها كعلاج ذاتي للتعامل مع حالات التسمم الغذائي الناجم عن الالتهابات الطفيلية، والإشريكية القولونية، والالتهابات الفيروسية والبكتيريا الأخرى.
الجدير بالذكر أن بذور البابايا سواء كانت الناضجة أو غير الناضجة تعتبر مرشح فعال كدواء محتمل ضد البكتيريا التي تسبب إصابة البشر بالعديد من الأمراض. لذا يمكننا القول أن مستخلص بذور البابايا له خصائص مضادة للجراثيم محتملة مع نشاط خفيف للخلايا السامة.
إلى جانب هذا، فقد أظهر مستخلص زيت بذور البابايا نشاطا مضادا للفطريات حيث أن الأحماض الدهنية المحددة في مستخلص بذور البابايا وخاصة من الثمار الناضجة قد تقلل من طفيليات المثقبية الكروزية. كما أظهر مستخلص الميثانول من البذور نشاطا مضادا للكثير من أنواع الفطريات.
ثانيا: مكافحة مرض السرطان
يمكن استخدام بذور البابايا للعمل على منع وعلاج الاضطرابات التي تصيب الجسم وترتبط ببعض الالتهابات، بما في ذلك الأورام السرطانية.
فعلى سبيل التوضيح تعد مادة بنزيل أيزوثيوسيانات (BITC) هي مادة نشطة بيولوجيا موجودة في بذور البابايا والتي لها دور فعال وقوي توسع الأوعية وتثبيط انتشار الخلايا السرطانية.
ثالثا: التأثيرات المضادة للأكسدة
تحتوي بذور البابايا على العديد من المركبات الهامة للجسم مثل (أسيتات الإيثيل – ن بيوتانول – فينوليك)، فالجدير بالذكر أن هذه المركبات يمكن إستخدامها كمضادات طبيعية للأكسدة، تعمل على التخلص من الجذور الحرة وتقاوم عملية تدمير الخلايا داخل الجسم.
رابعا: التأثيرات الإيجابية على مرض السكري
فيما يتعلق ببذور البابايا ومرضى السكري فقد أظهرت بعض الأبحاث أن هذه البذور قامت بالتقليل تدريجيا من نسبة الجلوكوز في الدم الصائم والدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول الحميد في الجسم.
بشكل أكثر تفسيرا، قد أثبتت بعض التحليلات الكيميائية النباتية عن وجود (قلويدات – فلافونويد – سابونين – تانينات – أنثراكينون – أنثوسيانوسيدات وسكريات مخفضة في بذور البابايا)، ومن ثم تصبح هذه البذور رائعة مع المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بمرض السكري من النوع 2.
خامسا: التأثير الوقائي على المعدة
قد يكون لمستخلص بذور البابايا تأثير وقائي على المعدة وخاصة مع المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة التي يسببها مركب الإيثانول حيث أن هذه البذور تعمل على تقليل إفراز عصير المعدة وحماية الغشاء المخاطي في المعدة من الآثار السامة لهذا المركب.
من خلال بذور البابايا قد يتم التغلب على مشاكل المعدة أيضا من خلال المركبات النشطة لمستخلصات البوليفينول أحد أهم مضادات الأكسدة، والقلويات والفلافونويد، فالجدير بالذكر أن هذه العناصر تُعرف بأنها مفيدة للتعامل مع اضطرابات وضعف الجهاز الهضمي.
سادسا: التأثير الإيجابي على أمراض الكبد والكلى
أظهرت بعض الدراسات أن عدد من المركبات النشطة المتواجدة في بذور البابايا لها العديد من الأنشطة التنظيمية الكبدية ذات التأثيرات الإيجابية عليه أما فيما يخص الكلى، فيجب العلم أن لهذه البذور دورا فعالا في علاج العديد من اضطرابات الكلى.
سابعا: وسيلة طبيعية لمنع الحمل
عند الحديث عن بذور البابايا، فيجب علينا ألا نغض الطرف على دور هذه البذور في منع الحمل حيث أنها تعيق عملية إخصاب البويضات ، وتقلل من عدد الخلايا المنوية، وتقوم بتدمير خلايا الخصية، وتسبب العقم عند الذكور، ومن هنا يمكن أن يتم استخدامها لتطوير أدوية منع الحمل وخاصة المتعلقة بالرجال.
إلى جانب هذا أيضا فقد أظهر مستخلص الكلوروفورم من بذور البابايا تأثير مانع للحمل وفعال دون التسبب في أي مشاكل صحية، والتي من خلالها يتم التحكم في حركة الحيوانات المنوية.
طرق إستخدام بذور البابايا
يمكننا أن نستعين ببذور البابايا وإستخدامها من خلال أشكال متعددة تتمثل فيما يلي:
1) العمل على تجفيف هذه البذور وطحنها وإستخدامها كأحد أنواع التابل مثل الفلفل الأسود.
2) العمل على مزج بذور البابايا مع العسل لقتل الطفيليات بشكل فعال حيث يتم هذا من خلال أخذ حوالي ملعقتين صغيرتين من مسحوق بذور البابايا وأضف 20 مل من العسل إليه، مع التحريك المستمر لتشكيل خليط يتم تناوله كل صباح، وفي غضون شهر سيقوم بحل مشكلة الطفيليات وإزالة السموم من الجهاز الهضمي.
3) استخدم المنتجات التي تحتوي على مستخلص بذور البابايا على أن تكون هذه الجرعة وفقا لإرشادات المختصين.
4) استخدام زيت بذور البابايا في المطبخ ولبعض الأغراض الجمالية.
5) يتم دمج بذور البابايا المجففة مع بعض الأعشاب للتطبيق على منطقة العمود الفقري لعلاج التنكس وتخفيف الألم والالتهابات.
ملحوظة هامة
على الرغم من أن هذه البذور تعتبر آمنة، إلا أنه يجب ألا يتم تناول الكثير منها وخاصة مع الرجال والنساء الذين يخططون لإنجاب الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.