في كثير من الأوقات تلجأ العديد من النساء نحو القيام بإتباع حمية غذائية حتي يتم التخلص من الوزن الزائد، ولكن عند تطبيق نظام غذائي صارم للعمل على فقدان الوزن بشكل سريع، فمن الممكن أن يؤثر هذا الامر على نمو الشعر، حتى قد يصل الوضع إلى أنه يتسبب في تساقطه. لذا سنحاول اليوم تفصيليا الحديث عن أسباب تساقط الشعر الناتج عن فقدان الوزن وكيف نستطيع التغلب على هذه المشكلة بشكل آمن وصحي؟
لماذا يمكن أن يسبب فقدان الوزن السريع تساقط الشعر؟
كما نعلم جميعا أن الحفاظ على وزن صحي يساعدنا بشكل رئيسي في الحصول على لياقة بدنية جيدة المظهر مع حدوث الوقاية من بعض الأمراض مثل السمنة والقلب والأوعية الدموية وضغط الدم ومرض السكري. لذلك، يحاول الكثير من متبعي أنظمة الحمية الغذائية من النساء تطبيق التدابير الغذائية لفقدان الوزن حتى وإن كان هذا الأمر بشكل حاد وصارم. ولكن يجب العلم أنه من الممكن أن يسبب فقدان الوزن غير السليم الكثير من الضرر على الصحة ويمكن أن يؤدي إلى حدوث تساقط الشعر.
بوجه عام يمكننا القول بأن عادات الأكل غير الصحية، وتناول الوجبات الغذائية السريعة، والأنظمة الغذائية النباتية أو النباتية منخفضة البروتين، وكذلك التعرض لسوء التغذية الحاد من الأمور الهامة الرئيسية التي تسبب جميعها العديد من التأثيرات الضارة على نمو الشعر.
كيف يحدث تساقط الشعر الناتج عن فقدان الوزن؟
عند حدوث اتباع نظام غذائي غير لائق لفقدان الوزن فمن الممكن أن ينتج عن هذا الأمر حدوث تساقط للشعر، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يتضح من خلال مايلي:
أولا: نقص المغذيات
* الفيتامينات والمعادن: يحتاج الشعر إلى تغذية كافية حتي يحصل على كامل النمو. ولكن غالبا ما تسبب الأنظمة الغذائية لفقدان الوزن بسرعة حدوث إنخفاض شديد في السعرات الحرارية ومن ثم المعاناة من نقص في المغذيات الدقيقة الضرورية لنمو الشعر مثل فيتامينات ب وفيتامينات ج وهـ والزنك وأوميغا 3 والحديد، ومن هنا تحدث مشكلة تساقط الشعر.
* البروتين: غالبا ما تكون الأنظمة الغذائية لفقدان الوزن مصحوبة بانخفاض شديد في تناول البروتين. فيجب العلم أن هناك حاجة إلى البروتين لإنتاج الكيراتين الذي يلعب دورا مهما في تعزيز نمو الشعر. لذا يمكننا القول بأن نقص البروتين هو سبب رئيسي لضعف الشعر ومن ثم يساهم بشكل رئيسي في حدوث تساقطه.
ثانيا: التغيرات الهرمونية
* انخفاض هرمون الاستروجين: قد تعاني النساء اللائي يفقدن الوزن من انخفاض هرمون الاستروجين، وهو هرمون أنثوي هام جدا قد يتسبب حدوث الخلل فيه إلى إضعاف الشعر والتسبب في فقدانه.
* زيادة الكورتيزول: على الرغم من أهمية النشاط الصحي، إلا أن زيادة النشاط عالي الكثافة دون تعويض السعرات الحرارية الكافية يمكن أن يزيد من الضغط على الجسم. ومن هنا يدفع هذا الإجهاد الجسم إلى إنتاج الكورتيزول، وهو هرمون يمكن أن يؤثر على دورة الشعر ويؤدي إلى حدوث تساقطه.
ثالثا: التغيرات في دورات الشعر
من الممكن أن يتسبب اتباع نظام غذائي لفقدان الوزن بشكل سريع إلى تعطيل دورة نمو الشعر، والتي لديها متغير شائع يسمى تساقط الشعر الكربي. فالجدير بالذكر أن هذا النوع من التساقط المفاجئ يتسبب في انتقال الشعر من مرحلة التنامي (دورة النمو) إلى مرحلة التيلوجين (دورة الراحة) وبشكل سريع.
يجب العلم انه عادة ما يكون تساقط الشعر الكربي ظاهرة مؤقتة، ويمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى بعد القيام بإيجاد الحلول للاسباب الجذرية المؤدية لهذا الأمر. ومع ذلك، إذا استمر تساقط الشعر فمن الضروري زيارة طبيب الأمراض الجلدية لتقييم حالة صحة الشعر واقتراح الحلول المناسبة لهذا الأمر.
إقرأ أيضا: تساقط الشعر ومرض السكري.. ما العلاقة بينهما؟
كيف نستطيع التغلب على تساقط الشعر الناتج عن فقدان الوزن؟
يعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من الإجراءات الهامة لوقف تساقط الشعر أثناء فقدان الوزن. وفيما يلي سنقوم بذكر بعض الإرشادات والاقتراحات المحددة لتنفيذ هذا الأمر:
– ضمان تناول كمية كافية من البروتين: من الضروري عند إتباع حمية غذائيى أن يتم العمل على تناول كمية كافية من البروتين، فيجب العلم أن هذا الأمر يعد هام لتوفير الأحماض الأمينية اللازمة لنمو الشعر الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير ما يكفي من البروتين للجسم يدعم أيضا عملية إنقاص الوزن وبشكل سليم وصحي.
الجدير بالذكر أن أغنى مصادر البروتين تأتي من المنتجات الحيوانية مثل الدواجن والمأكولات البحرية ولحم البقر والبيض. بالإضافة إلى منتجات الألبان التي تعد هي أيضا مصدر غني ومريح للبروتين، والبقوليات غالنية بالبروتين مثل فول الصويا.
– الإستعانة بالدهون الصحية: عند اللجوء إلى تناول الدهون الصحية مثل أوميغا 3 وأوميغا 6، فإن هذا الأمر يعد مفيد جدا لصحة الشعر. فيجب العلم أن هذه الأحماض الدهنية تغذي الشعر وتزود بصيلاته بالعناصر الغذائية التي تحتاجها للنمو بشكل أكثر سمكا.
من الضروري معرفة أن المصادر الجيدة للدهون الصحية تشمل السلمون والتونة وزيت بذور عباد الشمس.
– تناول مكملات الفيتامينات والمعادن: بوجه عام يجب التأكد دائما من حصول الجسم على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين د وفيتامين هـ والحديد والزنك. فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر الغذائية مهمة لصحة الشعر وفروة الرأس.
– شرب كميات كافية من الماء: الماء هي الحياه لمن خلقه الله على الأرض. لذا فيعد شرب كمية كافية من الماء يوميا هو خطوة مهمة لوقف تساقط الشعر لأنه يوفر الرطوبة اللازمة لفروة الرأس ويساعد على نمو الشعر بشكل سليم وصحي.
– إجراء مراقبة صحية وتعديلات غذائية: من الهام على متبعي الأنظمة الغذائية والحمية البدنية العمل على مراقبة الجسم للنظام الغذائي والقيام بإجراء التعديلات المناسبة إذا لزم الأمر. فمن الهام معرفة أن كل شخص مختلف ويجب أن تعكس التعديلات الغذائية احتياجاته المحددة.
يوصى دائما بضرورة التحكم في السعرات الحرارية اليومية، وعدم التقليل منها كثيرا، وبسرعة كبيرة لتجنب حدوث التصادم والخلل في الجسم.
– استشارة مختصي التغذية: إذا أمكن الأمر، فيجب العمل بشكل دوري على استشارة مختصي التغذية وهذا حتى يتم التأكد من تلبية الجسم لإحتياجاته الغذائية بشكل كافي.
بشكل عام يمكننا القول بأن أمر الحفاظ على نظام غذائي متوازن ليس هام وضروري فقط لفقدان الوزن ولكن أيضا للحفاظ على الصحة العامة، بما في ذلك صحة الشعر وفروة الرأس والبشرة والجسم كامل. لذلك، فينصح دائما بضرورة إعتماد نظام مستدام لفقدان الوزن لتقليل الآثار الجانبية لفقدان الوزن السريع.