يعد الحصول على قسط كاف من النوم هو أحد أهم العوامل الإيجابية للحفاظ على نوعية الحياة بصورة جيدة. فعند حدوث المعاناة من الأرق يصاب الفرد بكثير من الخلل وعدم القدرة على التعايش خلال فترات النهار. الجدير بالذكر أنه عند الشكوى من هذه الحالة، فسوف يتم اللجوء نحو تناول حبوب الميلاتونين رغبة منا في التغلب على قلة النوم والأرق. لذا سنقوم اليوم بالتعرف على ما هي حبوب الميلاتونين؟ وما هي أهم فوائدها وآثارها الجانبية؟ وهذا حتى نقوم بإستخدامها بمزيد من الوعي والفهم.
حبوب الميلاتونين
إذا قمنا بالحديث عن مادة الميلاتونين فيجب العلم أنه يتم إنتاجها بشكل طبيعي في الغدة الصنوبرية للدماغ حيث تعد هي المسؤولة عن تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم. فمن الهام معرفة أن كمية هذا الهرمون منخفضة خلال النهار، ولكن يتم إطلاقها أكثر مع الظلام.
مع تقدمنا في العمر، تقل كمية الميلاتونين التي يتم إفرازها، وهذا هو السبب في أن اضطرابات النوم أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 60 عاما مقارنة بالفئات العمرية الأخرى. فالجدير بالذكر أنه من خلال تنظيم ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم والتفاعلات مع الهرمونات الأخرى، فإن هرمون الميلاتونين يعد الجسم في النهاية للحصول على النوم الصحيح.
يقوم الميلاتونين بإرسال إشارات مثبطة إلى منطقة ما تحت المهاد في الدماغ لتقليل هرمون الدوبامين، مما يقلل هذا من مستويات الطاقة في الجسم. لذا يمكننا القول بأنه إذا تعطل إيقاع النوم الطبيعي، فيمكننا التحكم في مستويات هذا الهرمون عن طريق تناول الميلاتونين.
من هنا يلجأ الكثير من الناس نحو إستخدام الحبوب المهدئة عندما يعانون من الأرق، ولكن يجب العلم أن هذه الحبوب يمكن أن يكون لها العديد من الآثار الجانبية إلى جانب المنافع وهذا ما سنقوم بالتعرف عليه فيما يلي.
فوائد واستخدامات حبوب الميلاتونين
أولا: ضبط أوقات النوم
من الفوائد الرئيسية لحبوب الميلاتونين هو المساعدة في تنظيم دورات النوم والساعات البيولوجية حيث يمكن أن تكون العديد من الحالات الغير معتادة هي سبب المعاناة من هذه الحالة. فعلى سبيل المثال يعد اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الذي يتطور عند السفر لفترة طويلة بالطائرة أحد هذه الحالات حيث تنهار إيقاعات الساعة البيولوجية أثناء السفر عبر القارات، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يستطيع الفرد ضبط ساعات نومه مرة أخرى.
لذا فعند الرغبة في التعامل مع هذه الحالة يمكننا أن نلجأ للمختصين لمعرفة كيفية تناول الميلاتونين، للعمل على حل هذه المشكلة.
ثانيا: زيادة مستويات هرمون النمو
يرتبط أعلى قدر من إفراز هرمون نمو البشرة بفترات النوم الصحية ليلا حيث يتم هذا عن طريق تناول حبوب الميلاتونين وتحسين نوعية النوم، ومن ثم سوف يتم المساعدة في إطلاق المزيد من هذا الهرمون وزيادة مستويات هرمون النمو.
ثالثا: العمل على تحسين صحة العين
أظهرت العديد من الأبحاث أن تناول جرعة مضبوطة من أقراص الميلاتونين من الأمور التي يمكن أن تكون فعالة إلى حد ما في الوقاية من تدمير الشبكية التدريجي لدى كبار السن. فالجدير بالذكر أنه عند تناول ثلاثة ملليغرام من أقراص الميلاتونين من الخطوات الهامة التي يمكنها أن تعمل على إبطاء حالة التنكس العصبي المعرض إصابة كبار السن بها بنسبة كبيرة.
رابعا: المساعدة في علاج ارتجاع الحمض
يمكن أن يكون الميلاتونين من العناصر الفعالة جدا في السيطرة على ارتجاع الحمض في المعدة، فعند القيام بتناول مكملاته فإنه من الممكن أن يقلل من مستويات حمض النيتريك ويمنع الحمض من مغادرة المعدة إلى المريء ومن ثم تحدث الشكوى من حموضة المعدة المؤلمة.
إقرأ أيضا: مكملات الميلاتونين وأهميتها في نوم الأطفال الصغار
الآثار الجانبية لحبوب الميلاتونين
بوجه عام، إذا تم تناول مكملات الميلاتونين بشكل صحيح وتحت إشراف طبي من قبل المختصين، فسوف تكون الآثار الجانبية محدودة للغاية. ولكن في حالة الإسراف وعدم ضبط المعدلات فسوف ينتج عن هذا الأمر العديد من الأعراض الجانبية التي تتمثل فيما يلي:
- انخفاض مستوى التركيز البؤري.
- الشعور الدائم بالنعاس.
- انخفاض مؤقت في مستويات الطاقة.
- الصداع.
- الدوخة.
- إنخفاض ضغط الدم.
- وجع العضلات.
- الشعور بالغثيان.
موانع إستخدام حبوب الميلاتونين
توجد عدة فئات من الأفراد يجب عليهم أن يمتنعو نهائيا عن تناول حبوب الميلاتونين، فالأمر هنا يحمل صفة الخطورة طبقا لحالتهم الصحية. فيجب العلم أه هذه الفئات تتمثل في الآتي:
- النساء الحوامل.
- فترة الرضاعة الطبيعية.
- الأطفال الصغار.
- المعاناة من بعض الحالات المرضية مثل اضطرابات النزيف والنوبات القلبية، وإرتفاع ضغط الدم.
- مرضى الإكتئاب.
- من قامو بزراعة الاعضاء.
- أصحاب الجهاز المناعي الضعيف.
حبوب الميلاتونين والتفاعلات الدوائية
تعد الصيغة الكيميائية للميلاتونين غير متوافقة مع بعض الأدوية. لذا فيجب قبل تناول هذه النوعية من المكملات أن نقوم بإخبار الطبيب بقائمة الادوية التي يتم تناولها بصورة كاملة.
يمكننا القول بأنه يحظر استخدام الميلاتونين عند تناول الأدوية التالية:
- الأدوية المضادة للتخثر مثل الهيبارين والوارفارين.
- أدوية ضغط الدم مثل نيفيديبين.
- الأدوية التي تؤثر على الجهاز المناعي مثل الآزوثيوبرين والسيكلوسبورين وبريدنيزولونز
- الأدوية المضادة للإجهاد مثل الديازيبام والألبرازولام.
- مضادات الهيستامين مثل ديفينهيدرامين.
- مرخيات العضلات روبوكسين.
- مسكنات الألم مثل الكودايين.
- مضادات الاكتئاب مثل فلوفوكسامين.