هل تجدين أن طفلك كثيرا ماينتابه السعال أثناء الخلود إلى فراشه من أجل الإستعداد للنوم ؟ حيث أن السعال أحد المشكلات الشائعة ذات الصلة بالجهاز التنفسي, والذي يشكل أحد الأعراض المعبرة عن رد فعل جسمك تجاه حدوث تهيج والتهاب في الممرات الهوائية ونتيجة رغبته الشديدة في طرد كل الإفرازات المخاطية المتراكمة والمزعجة والذي يؤثر على صحة الأشخاص سواء كانوا بالغين أو أطفالا وعلى الرغم أن توقيت حدوثه خلال فترات الليل يترك تأثيره السلبي على جودة نوم طفلك إلا أنه يتسبب في تطور ذلك إلى عدد من المضاعفات الصحية بمرور الوقت وهو أحد الامور التي كثيرا مايبحث الآباء عن حلول علاجية لها وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي طرق فعالة للوقاية من سعال الأطفال أثناء النوم؟
السعال الليلي لدى الأطفال
هل يستيقظ طفلك صباحا وهو يشعر بالإعياء الشديد الناجم عن استمرار نوبات سعاله طوال الليل إلى الدرجة التي تجعله لايمتلك القوة الكافية للنهوض من السرير للذهاب إلى المدرسة وتحديدا إذا كان يوما من أيام أجواء الشتاء الباردة .
تحتاج الأمهات إلى معرفة أساليب الرعاية الطبية المنزلية للتعامل مع حالات السعال الليلي المزعجة لدى الأطفال حيث أن ذلك يمكن أن يواجه طفلك في أي مرحلة عمرية فمثلا إذا كان طفلك يبلغ من العمر 3 سنوات ويضطر للمعاناة من نوبات سعال مستمريؤرق مضجعه كل ليلة مما يجعلك تجلسين حائرة متسائلة عما يجب فعله من أجل تهدئة سعال طفلك
أسباب السعال الليلي عند الأطفال
بما أن مناعة الأطفال تكون ضعيفة مقارنة بالبالغين فإنهم أكثر عرضة لكثيرا من المشكلات الصحية التي تتسبب في شعورهم بعدم الراحة نظرا لأن المنظومة المناعية لاتعمل على نحو سليم لهذا السبب ,عندما تطرأ التغيرات المناخية ويتحول الطقس ليصبح باردا فإن ذلك يشكل فرصا محتملة وظروف مهيئة للإصابة بالعديد من الأمراض التنفسية المتعلقة بالأنف والأذن والحنجرة ويشمل ذلك أيضا السعال
وتتعدد العوامل المسببة لهذا العرض الطبي المصاحب لنزلات البرد ,ومن ضمن الأسباب الأكثر شيوعا البيئة الخارجية المحيطة بالطفل ومدة اتساع حجرة المعيشة المخصصة للأطفال وأنماط النوم غير الصحية أو الغير منظمة وكلها تنشأ كنتيجة لمعدلات الأوساخ المتراكمة كما أن عدم الإهتمام بتهوية فراش الأطفال والبطانيات التي تستخدمها الأمهات بغرض تغطية الطفل بالإضافة إلى الوسائد والحيوانات الفراء حيث تكون مليئة بكثير من البكتيريا داخل طبقات الفروحيث من السهل أن تدخل إلى الممرات الأنفية للطفل من خلال استنشاقها أثناء النوم , مما يتسبب في هذا النوع من السعال الذي يأتي مصحوبا بحكة مثيرة في الأنف مع نوبات من العطس وإحساسا بعدم الراحة
يوجد سبب آخر تتم إضافته لأسباب سعال الطفل وهو مايمكن أن تسببه بعض المواد المثيرة للحساسية التي تزيد من تهيج أنف الطفل عقب استنشاقها ومن أمثلتها حبوب اللقاح، فرو الكلاب أو القطط، عث الغبار والتي ترتبط ببروز أعراض السعال المفرط جنبا إلى جنب مع أعراض حساسية الأنف ,العطس والالتهاب الحارق في الحلق , حكة مثيرة مسببة تهيج في العيون .
أنه لأمر شائع أيضا أن يكون سبب إصابة طفلك بحالات التهابية في الجهاز التنفس العلوى وخاصة احتقان الحلق , التهاب الشعب الهوائية وكلاهما من المشكلات المرضية المتعلقة بحدوث تغيرات في المناخ وعلى وجه الخصوص خلال مواسم الشتاء الباردة وبما أن الحلق يشهد نقطة تلاقي الأطعمة والممرات الهوائية وفي نفس الوقت يعد معرضا بدرجة كبيرة لما تحمله مختلف العوامل الداخلية والخارجية من تأثيرات عديدة
ومن الجدير بالذكر أن العدوى سواء كان سببها البكتيريا أو الفيروسات ليست هي السبب الوحيد وراء امتلاك طفلك لحلق محتقن وملتهب أو إصابة القصيبات الهوائية بالإلتهاب عند الأطفال بل توجد كثيرا من الأسباب الأخرى كالظروف البيئية المعيشية الملوثة التي يشوبها دخان السجائر والتي يمكن أن يستنشقها الطفل المعرض للتدخين السلبي ، اضطرابات ذات صلة بالجهاز التنفسي أو الهضمي علاوة على أن حكة الحلق الشديدة قد تنتج عن الإلتهاب الحاد في البلعوم والتي تأتي سواء مع افرازات من البلغم الكثيف أو السعال الجاف أما في حالة إصابة الطفل بإلتهاب شديد في الشعب الهوائية فإنه في العادة تحدث دورة استمرار الأعراض في فترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام وربما يتجاوز الأمر حدود ذلك . ولكن إذا تمت مراعاة الأساليب العلاجية الصحيحة فسوف نتلافى إحتمالات تكرار حدوث المرض .
علاوة على ماسبق من أسباب والتي تتعلق في الغالب بحالات مرضية تنفسية فهل تساءلت يوما عما إذا كان يوجد سبب يتعلق بأمراض الجهاز الهضمي وخاصة مشكلة الارتجاع المعدي المريئي التي تندرج ضمن قائمة أسباب السعال الليلي عند الاطفال والناجمة عن عود حمض المعدة وارتداده مرة أخرى إلى المرىء مما يتسبب في شعور طفلك بالحرقان وهذا أمر عادي بعدما حدث تهيج لأعصاب القصبة الهوائية مسببا حالة من الضيق المسئول عن السعال الليلي والذي يصادف وقت النوم
من الملاحظات الهامة التي يجب أن تقوم الأمهات بمراعاتها ألا تقوم بإطعام الطفل وجبة العشاء في وقت قريب من موعد نومه اليومي لأن الكميات الكبيرة من الطعام قبل النوم ثم استلقاء الطفل فورا سوف يعيق عملية هضم ماتناوله بشكل كامل وهذا عامل من عوامل خطر ارتجاع المرىء والتسبب في التهيج للأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي
طرق الوقاية من السعال الليلي لدى الأطفال
فيما يتعلق بما يجب أن تقوم به الأمهات لمنع إصابة أطفالهن بالسعال الليلي فسوف يرتكز ذلك في المقام الأول على مجموعة طرق وقائية فيمابين حرص على التنظيف الجيد لغرفة نوم الطفل حيث ينام ويحصل على الراحة اللازمة بأن تتمتع تلك الأجزاء من البيت بمزيد من النظافة والتهوية الجيدة بشكل يومي مع ضرورة ترتيب وتنظيم كل شىء بوضعه في مكانه وتبرز أهمية استعمال المكنسة الكهربائية لشفط شعر الحيوانات الملتصق بالسجاد والحفا على طفل بعيدا عن مهيجات الجهاز التنفسي المسببة للحساسية مثل الغبار وحبوب اللقاح وأعقاب السجائر
-استخدام جهاز ترطيب الممرات الأنفية
سوف يفيدك كثيرا في حالات جفاف الطقس استخدام جهاز ترطيب الممرات الهوائية بوضعه في غرفة نوم الطفل من أجل تحفيز الرطوبة الكافية في غرفة النوم والمساهمة في وقاية مجرى الهواء لدى الأطفال بعيدا عن الجفاف مما يخفف من كمية الإفرازات المخاطية المتكونة في الأنف مما ينعكس على حمايتك من نوبات السعال وانسداد الأنفد
-استعمال المحلول الملحي
يمكنك تجربة هذا الأسلوب العلاجي الأمثل والذي تتم تجربته بشكل شائع والقائم على شراء محلول ماء ملحي فيسيولوجي للتنظيف الفعال والتخلص من كميات المخاط المتراكمة المسببة لإنسداد الأنف فقط قومي بوضع مايتراوح بين 5 إلى 10 قطرات من المحلول في أنف الطفل قبل استعداده للدخول إلى الفراش للنوم , ولكن من الضروري الإنتباه أنه إذا كان عمر طفلك أقل من 3 أشهر فمن المهم جدا وكإجراء آمن أن تحرصي على شراء نوع معين من المحاليل المالحة الخالية من المواد الحافظة
اقرأ أيضا 7 نصائح للأطفال تساعدهم على الابتعاد عن الوجبات السريعة غير الصحية
-القيام بتدفئة طفلك
بما أننا مازلنا في موسم البرد ويزداد الجو برودة خلال فترات الليل فلا تتجاهلي الحفاظ على دفء طفلك بأن تهتمي بتدفئته بداية من رأسه مع رقبته وبطنه وأذنيه وانتهاءا لأخمص القدمين فهذا الإجراء البسيط في حد ذاته كفيل بوقاية طفلك من السعال الليلي
-استنشاق بخار الأعشاب
سوف يفيد هذا العلاج الشعبي القائم على استنشاق طفلك لمجموعة من النباتات العشبية حيث يساهم البخار المتصاعد من مزيج العسل والليمون وأوراق الريحان والزنجبيل والبرتقال والثوم المعمروالتي تدخل إلى مجرى تنفس الطفل وهذا بدوره يقلل من السعال بفاعلية حيث وجد أن لتلك الأعشاب تأثيرات إيجابية كمذيبات طبيعية للبلغم , مقاومة للإلتهابات , وفي نفس الوقت تعمل كمضاد فعال للبكتيريا , كما أنها أفضل من الأدوية الخافضة للحرارة .
-عدم تناول الطعام قريبا من وقت النوم
أما إذا ثبت أن السبب وراء سعال طفلك ليلا هو الارتجاع المريئي فتجنبي تماما إطعام طفلك خلال وقت قريب من موعد خلوده إلى الفراش لأن تناول الطفل للطعام ثم استلقاؤه فورا على السرير من شأنه التسبب في بقاء الطعام وركوده في المعدة مسببا تلك الحالة من السعال الحاد لدى الطفل
-تجنب الأطعمة الحارة والدهنية
لاتقدمي لطفلك أنواع الأطعمة الحريفة الحارة التي تسبب حرقان المعدة ، والأنواع الأخرى من الأطعمة المقلية الزيتية الدسمة ، والإفراط في تناول الأطعمة المالحة ، والأطعمة الصلبة، والمشروبات الغازية لأن كل أصناف الأطعمة مسئولة عن تهيجات الغشاء المخاطى للممرات الهوائية مما يجعل الطفل يعاني من السعال الكثيف
-شرب كمية كافية من الماء
لاتنسي أبدا أن تهتمي بإعطاء طفلك كمية مناسبة من الماء مما يعزز من ترطيب المسالك الهوائية ويفضل أن يكون ماءا دافئا وابتعدي عن المياة المثلجة حيث تسبب جعل حالة طفلك أكثر سوءا بالإضافة إلى أنواع الفاكهة الطازجة وخاصة الغنية بفيتامين سي كالبرتقال واليوسفي للحفاظ على صحة الرئة من الإلتهاب والإحتقان مع الإعتياد على أن يكون كوب الماء المقدم للطفل قبل الخلود إلى الفراش وبعد استيقاظه من نومه أي صباحا ومساءا فضلا عن ضرورة ان يتناول الطفل الماء الدافىء نظرا لتأثيره المذيب للبلغم المتراكم في حلقه مما يعمل على تنظيف الممرات الهوائية ويحسن كثيرا من حالات ضيق التنفس لدى الأطفال
-تعديل وضعية نوم الطفل
لابد أيضا من القيام بإجراء مجموعة من التعديلات على وضعيات نوم طفلك فربما كان لوضعية نومه الخاطئة لها تأثير سلبي على سعاله الليلي واسمحى له بأن يقوم له بالاستلقاء على ظهره بشكل مستقيم ، مع الإستعانة بوسادة لرفع رأسه بمقدار 15 – 20 سم.وهذا من شأنه تنشيط دوران المجرى الهوائي بمنتهى السهولة , وذلك للحد من مستويات الإفرازات المخاطية وصولا إلى أسفل الحلق مما يزيد من التهيج