الربو القصبي من الحالات المرضية الشائعة التي تصيب الأطفال وهو عبارة عن حالة تلتهب فيها الممرات الهوائية والرئتين للطفل وبالأخص عندما تغزو مسببات الحساسية هذا الجهاز حيث يحدث هذا عن طريق التعرض للإصابة بنزلات البرد أو استنشاق حبوب اللقاح أو الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي. في العموم يتساءل الكثير من الوالدين عن كم الوقت الذي يستغرقه الأطفال للتخلص من هذه الحالة المرضية الشائعة (الربو القصبي)؟ وهذا لكي يتم التعامل مع هذا الامر بمزيد من الفهم والفطنة.
كيف يظهر الربو القصبي عند الأطفال؟
يعد الربو القصبي أحد الأمراض الإلتهابية المزمنة التي تصيب الجهاز التنفسي للأطفال، ومن ثم قد تسبب ذه الحالة المرضية حدوث انسداد داخل مجرى الهواء المتقطع، فيجب العلم ان هذا الأمر شائع جدا عند الأطفال الصغار دون سن الـ 5 سنوات وغالبا ما يتكرر مع أعراض صفير وضيق تنفس.
من الضروري معرفة أنه إذا كان الطفل يعاني من الصفير فقط فهنا لا يمكننا أن نقوم بتصنيف هذا الأمر بمسمى الربو، ولكن هناك خطر الإصابة بالربو فعليا عندما تستمر أعراض الصفير المصحوب بالسعال الخفيف ومن ثم يتطور إلى السعال المرضي في حالة من غفلة الوالدين تجاه هذا الأمر.
متى تظهر أعراض الإصابة بالربو القصبي؟
غالبا ما تظهر ملامح أعراض الصفير مع الربو القصبي بشكل متقطع أو عابر أو مقترن بالإلتهابات الفيروسية أو بسبب التعرض للعديد من العوامل المسببة لهذه الحالة المرضية مثل التغيرات المناخية والحساسية الموسمية.
الجدير بالذكر أنه في العادة تظهر أعراض الصفير قبل سن الـ 3 سنوات وتستمر لبعد سن الـ 6 سنوات، ولكن من الوارد أن يحدث الصفير المتأخر بعد سن 3 سنوات بشكل متقطع أو بسبب محفزات متعددة. لذلك، عندما يظهر على الطفل علامات الصفير، فسوف تحتاج الأسرة إلى ضرورة إصطحاب الطفل لفحص الجهاز التنفسي على الفور، وهذا لمنع خطر الإصابة بالربو القصبي.
إقرأ أيضا: 5 تدابير فعالة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال
ما هي تداعيات التهاون في التعامل الطبي مع الربو القصبي؟
في غياب الكشف عن المرض في الوقت المناسب وخاصة في مرحلة الصفير، فسوف يظهر الربو القصبي تدريجيا مع أعراض أكثر وضوحا حيث يبدأ الأطفال في المعاناة من التهابات تصيب طول الجهاز التنفسي العلوي ويتم ترجمتها في صورة أعراض مرضية مثل العطس وسيلان الأنف ونوبة ربو مع أعراض الصفير، خاصة في منتصف الليل وفي فترات الصباح، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة شديدة في الزفير.
عندما يكون لدى الطفل العلامات الواضحة المذكورة أعلاه، فمن الهام معرفة أن الرئتان ستصابان بالوخز، وسوف يظهر في اختبار الدم الذي ينصح بضرورة إجراؤه مع هذه الحالة المرضية أن عدد خلايا الدم البيضاء لا يزيد مع حالة فرط الحمضات. أما في حالة عدوى الربو، فسوف تزداد عدد كريات الدم البيضاء والعدلات متعددة الأشكال. بالإضافة إلى ضرورة القيام بإجراء كشف فحص الرئة للتعرف على حالة ركود الهواء الرئوي.
غالبا ما يعاني الأطفال المصابون بالربو القصبي من أعراض مزعجة وغير سارة والتي تتداخل مع التعلم واللعب والمعيشة والحركة والنوم. فيجب العلم أن الكثير من حالات الإصابة هذه يمكن أن تؤدي على حدوث الإصابة بنوبات ربو حادة خطيرة للغاية.
كم من الوقت يستغرق الربو القصبي حتي يتم التعافي منه؟
يمكن القول أن الربو القصبي هو شكل من أشكال الأمراض التي لا يوجد لها علاج محدد، لذلك فمن الممكن أن تستمر الأعراض بل تزداد سوءا حتى مرحلة البلوغ. فيجب العلم أنه في المرحلة الحادة، تستمر مظاهر المرض من 7 إلى 10 أيام أو أكثر. ولكن إذا تم علاجه بشكل صحيح، فلن يتكرر المرض مرارا وتكرارا.
أما بالنسبة للمرحلة المزمنة، فسوف تبدو هنا المظاهر ثابتة والتي يمكن أن تستمر لعدة أشهر وقد يصل الأمر حتى سنوات. فمن الهام معرفة أن هذه الحالة يمكنها أن تقوم بإضعاف وظائف الرئة، وتتسبب في حدوث الأضرار الصحية المستمرة والدائمة، مما يؤثر هذا الأمر على الجهاز التنفسي للطفل حتى بعد تلقي العلاج، فمن الوارد أن يتم تكرار التعرض للمرض مرة أخرى.
ما هي أهم العوامل المسببة لحدوث إصابة الأطفال بالربو القصبي؟
من أهم العوامل التي تهيئ الأطفال لحدوث الإصابة بنوبات الربو ما يلي:هي حدوث
- الإصابة بإلتهابات الجهاز التنفسي (السبب الأكثر شيوعا).
- تغيرات الطقس.
- المجهود البدني والإجهاد.
- الروائح القوية والعطور.
- الغبار.
- دخان السجائر.
- التعامل مع الحيوانات ذات الفراء (الكلاب ، القطط).
- عث غبار المنزل.
- العفن.
- بعض أنواع الأطعمة المسببة للحساسية.
يجب العلم أن نوبات الربو الحادة تختلف لدى الأطفال من خفيفة إلى معتدلة حيث يمكن أن تكون شديدة وحرجة في كل مرة يصاب فيها الطفل، فعلى أسوأ الأحوال يمكن أن يواجه الصغير خطر التعرض للموت فالأمر هنا غير مستحيل.
لذلك، فإن معرفة كيفية اكتشاف علامات هذه النوبات المرضية وكيف نستطيع أن نقوم بتقديم الإسعافات الأولية المعنية بهذا الوضع الصحي من أهم طرق الوقاية التي تساعد الطفل للتغلب على هذه الوضع الصحي الخطير.
تجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي أن يقوم الوالدان بالعمل على إعطاء أطفالهم المصابون بالربو القصبي أي أدوية عن طريق الفم لوقف نوبات الربو، لأن هذا الامر له تأثيرات ضعيفة وبطيئة وقد يكون له آثار جانبية أيضا. حتى لو تحسنت حالة الطفل، فمن الضروري إعطائه الراحة لمدة ساعة حتي يتم ملاحظة نتيجة هذا الإجراء العلاجي.
كيف يتم التعامل بشكل طبي مع الربو القصبي عند الاطفال؟
الربو عند الأطفال هو في الغالب نوع من أنواع الربو التحسسي، والذي يستجيب عادة بشكل جيد للوقاية عند القيام بإستخدام الكورتيكوستيرويدات المستنشقة (ICS) بالإضافة إلى موسعات الشعب الهوائية طويلة المفعول (ICS-LABA).
بشكل عام يجب على الآباء معرفة ضرورة اصطحاب أطفالهم لإجراء فحوصات منتظمة وفقا لتعليمات المتخصصين، وهذا حتى يتم تقييم وظيفة الجهاز التنفسي، وحالة السيطرة على الربو. بالإضافة إلى أهمية الاستماع إلى المهنيين الطبيين لتقديم المشورة للعائلات حول الأسباب الشائعة لنوبات الربو الحادة لكي يتم العمل على إبقاء الطفل بعيدا عن الأذى، والحفاظ على وظائف الرئة، وتحسين نوعية حياته من خلال الرعاية المناسبة.