من المعتاد أن آلام الدورة الشهرية تؤثر على أغلب بنات حواء حيث تقوم هذه الأوجاع بالتسبب في الكثير من مشاعر عدم الراحة والتعب والإنهاك الحاد في كثير من الأوقات، ومن ثم يلجأن أغلب البنات والنساء إلى الإعتماد على بعض من العناصر الدوائية، ومن هنا يتواجد تساؤل يطرح نفسة بصورة رئيسية آلا وهو ما مدى خطورة تناول الكثير من مسكنات الألم على جسم المرأة خاصة عند الرغبة في التغلب على آلام الدورة الشهرية؟ هذا ما سنقوم بالإجابة عنه اليوم.
المسكنات وآلام الدورة الشهرية
لا يغفل على أحد منا أن مسكنات الألم تقوم بلعب دورا فعالا ورائعا في السيطرة على تقلصات الدورة الشهرية حيث تقوم أغلب النساء بالإستعانة بهذه النوعية من الأدوية وخاصة التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والأسبرين والأسيتامينوفين للعمل على إدارة هذه الحالة المزعجة.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه من الممكن أن يؤدي روتين الاعتماد المفرط على هذه الأدوية إلى حدوث المعانا من بعض الأزمات والمشكلات الصحية.
مخاطر الجرعات الزائدة من مسكنات آلام الدورة الشهرية
تتسبب مسكنات آلام الدورة الشهرية بشكل مباشر وخاصة عند تناولها بجرعات زائدة في حدوث بعض من المخاطر والأزمات الصحية والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
أولا: مشاكل في الجهاز الهضمي
أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعا للإفراط في استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين هو حدوث الشكوى من مشاكل عديدة في الجهاز الهضمي.
على سبيل التوضيح، يمكن أن تتسبب هذه الأدوية بشكل مباشر في حدوث تهيج بطانة المعدة، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث قرحة والتهاب المعدة حتى قد يصل الأمر إلى المعاناة من النزيف في الحالات الشديدة.
من هنا يجب الإنتباه أنه من الممكن أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد إلى تفاقم هذه الحالات السابق ذكرها، مما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات تهدد الحياة.
ثانيا: تلف الكبد والكلى
غالبا ما تتواجد مادة الأسيتامينوفين في بعض أنواع مسكنات الألم حيث يقوم الكبد بالتعامل ومعالجة هذه المادة ومن ثم يمكن أن يكون الاستخدام المفرط لهذه النوعية من المسكنات ساما وخطيرا على صحة الكبد ويتسبب في إصابته بالتلف الشديد.
بالمثل، يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إلى الضغط على الكلى، مما يزيد هذا أيضا من خطر الإصابة بأمراض الكلى أو الفشل الكلوي وخاصة مع مرور الوقت.
ثالثا: مخاطر القلب والأوعية الدموية
تم ربط الاستخدام طويل الأمد لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
الجدير بالذكر، أن هذا الخطر مرتفع بشكل خاص مع النساء اللواتي يعانين بالفعل من مشاكل في القلب والأوعية الدموية أو المعرضات لبعض المخاطر الصحية نتيجة إرتفاع ضغط الدم.
تدابير لتجنب المخاطر التي تسببها مسكنات الألم أثناء الدورة الشهرية
بالنظر إلى المخاطر المرتبطة على تناول جرعات زائدة من مسكنات الألم، فمن المهم أن يتم اتخاذ الاحتياطات عند استخدام هذه النوعية العلاجية لعلاج تقلصات الدورة الشهرية، والتي تتمثل في الآتي:
– اتبع تعليمات الجرعة: ينصح دائما بضرورة الإلتزام بالجرعة الموصى بها على الملصق أو على النحو الذي يحدده الطبيب، لأنه في حال تناول أكثر من الجرعة الموصى بها، فقد يزيد هذا الأمر من خطر الآثار الجانبية والمشاكل الصحية الطويلة الأجل.
– الحد الزمني للاستخدام: تعطى مسكنات الألم لفترة قصيرة من الزمن، ولكن في حال إستمرار معاناتك الصحية سيدتي لأكثر من بضعة أيام في الشهر، فيجب على الفور عرض الأمر على الأطباء المختصين.
– تجنب التركيبات الدوائية: يمكن أن يؤدي أمر الجمع بين مسكنات الألم المختلفة إلى حدوث العديد من المخاطر الصحية. على سبيل المثال، قد يؤدي الجمع بين مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والأسيتامينوفين إلى زيادة مخاطر تلف الكبد والكلى. لذا، فينبغي البعد تماما عن الجمع بين أي منتجات دوائية أن تناول أي تركيبات بشكل ذاتي.
– العلم بالحالات الصحية المحتملة: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية موجودة أو كامنة مثل أمراض الكبد أو الكلى أو مشاكل القلب والأوعية الدموية، فمن الضروري توخي الحذر بشكل خاص عند تناول مسكنات الألم حيث ينصح دائما وأبدا بأهمية استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لضمان السلامة البدنية والصحية.
نصائح للحد من تناول مسكنات الألم أثناء الدورة الشهرية
في حين أن الأدوية يمكن أن تكون فعالة، إلا أن بعض الطرق البديلة يمكن أن تساعد في إدارة تقلصات الدورة الشهرية، وتقلل من الحاجة إلى مسكنات الألم حيث تتمثل هذه البدائل في الآتي:
– العلاج الحراري: يمكن أن يؤدي روتين وضع وسادة تدفئة أو زجاجة ماء ساخن أو قربة من الماء الدافئة على أسفل البطن إلى إرخاء العضلات وتخفيف آلام البطن، فمن الهام معرفة أن العلاج الحراري هذا هو طريقة بسيطة ولكنها فعالة للتحكم في الألم بدون أدوية.
– ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن يساعد النشاط البدني المنتظم في تقليل شدة تقلصات الدورة الشهرية حيث تزيد التمارين الرياضية من تدفق الدم وتقوم بإطلاق الإندورفين، والتي تعد مسكنات للألم بشكل طبيعي في الجسم، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف مشاعر عدم الراحة قدر المستطاع.
– التغييرات الغذائية: يمكن أن تساعد بعض التغييرات الغذائية في إدارة تقلصات الدورة الشهرية حيث يمكن أن يؤدي روتين تقليل تناول الكافيين والسكر إلى تقليل الالتهابات والتشنجات، وخاصة عند الجمع بينه وبين الأطعمة المضادة للالتهابات مثل الزنجبيل والكركم والأطعمة الغنية بأوميغا 3.
– المنتجات العشبية: تم استخدام الأدوية العشبية مثل شاي البابونج وشاي الزنجبيل وبذور الشمر لعدة قرون للسيطرة على تقلصات الدورة الشهرية حيث يمكن أن تساعد هذه الخيارات الطبيعية في تخفيف الألم دون التعرض للمخاطر المرتبطة بالأدوية.
– إدارة الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد الشديد والقلق والتوتر إلى تفاقم تقلصات الدورة الشهرية، لذا فينصح بأهمية دمج تقنيات تخفيف التوتر مثل اليوجا والتأمل وتمارين التنفس العميق، للمساعدة بشكل مباشر في إدارة الألم، وتحسين الصحة العامة.