مما لا شك فيه أن الفيتامينات والمعادن المتواجدة في الجسم تلعب دورا مهما في تحديد بنية الأسنان الصحية والحفاظ عليها في أتم صحة خلال مراحلنا العمرية كاملة، ولكن عند حدوث حالة من الضعف الجسدي أو نقص الفيتامينات فسوف يترتب على هذا الأمر حدوث ضعف بالأسنان وبنيانها ومن ثم قد يتسبب هذا الأمر في العديد والكثير من الأزمات التي تصيب الأسنان والفم بأكلمه. لهذا الأمر قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أهم الفيتامينات التي عندما يحدث نقصان فيها تصاب الاسنان بحالة من الضعف والوهن.
تأثير الفيتامينات على بنية الأسنان
تأثير الفيتامينات على بنية الأسنان
بوجه عام توفر الفيتامينات العناصر الغذائية الأساسية التي تعمل على تقوية الأسنان وتحارب من تسوسها، بالإضافة إلى قيامها بتقليل خطر الإصابة بأمراض اللثة. ومع ذلك، لا يدرك الكثير من الأفراد أهمية الفيتامينات لصحة الفم العامة. لذا ينبغي علينا لفهم دور الفيتامينات أن نتعرف الأول على المشاكل المتعلقة ببنية الأسنان التي تسبب ضعف الأسنان والتي سنقوم بذكرها فيما يلي:
أولا: الأسنان ناقصة التنسج
تعد الأسنان ناقصة التنسج هي عبارة عن أسنان ذات مينا واقية أو ما تعرف بالطبقة الخارجية الصلبة للأسنان المتخلفة. فالجدير بالذكر أنه من الوارد أن يتغير لون الأسنان هذه الأسنان أو تزداد حفرها أو تخددها.
يمكن أن تؤثر هذه الحالة على كل من أسنان الطفل والأسنان الدائمة حيث يمكن أن تحدث الأسنان ناقصة التنسج بسبب العديد من العوامل المختلفة، بما في ذلك نقص التغذية وخاصة الكالسيوم وفيتامين د.
ثانيا: ضعف تمعدن الأسنان
ضعف تمعدن الأسنان
تحتوي الأسنان ضعيفة التمعدن على نسبة معدنية أقل في المينا، مما يؤدي هذا إلى حدوث المعاناة من مينا أضعف وأكثر مسامية من الأسنان العادية حيث قد ينتج على هذا الأمر تغير لون الأسنان المصابة بنقص المعادن إلى جانب أنها تصبح أكثر عرضة للتجاويف.
عند حدوث عملية إعادة التمعدن للأسنان فيجب العلم أنها تساعد بشكل فعال على تقوية الأسنان مثلها مثل جميع العمليات الأخرى في جسم الإنسان، والتي تحتاج إلى العناصر الغذائية النافعة لكي تتم بسلاسة.
ثالثا: الأسنان المتكلسة
تعد الأسنان المتكلسة أكثر عرضة للإصابة بالكثير من الآفات التي تصيب الفم مثل الأسنان القيحية، وسهلة الكسر والتلف. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر ينتج بشكل رئيسي عن حدوث نقص في التغذية أثناء نمو الأسنان أو المعاناة من بعض الحالات المرضية أو نتيجة العوامل الوراثية.
إقرأ أيضا: 6 مظاهر هامة لتسوس الأسنان يجب وضعها في الاعتبار
أهم الفيتامينات التي تؤثر بشكل رئيسي على صحة الفم
أولا: فيتامين د
فيتامين د
يلعب فيتامين د دورا مهما في الحفاظ على صحة الأسنان وصحة الفم بشكل عام. فيجب العلم أنه أثناء عملية نمو الأسنان، يلزم وجود فيتامين (د) الكافي لضمان حدوث التمعدن المناسب لأنسجة الأسنان، بما في ذلك مينا الأسنان.
أما على النقيض وبدون ما يكفي من فيتامين (د)، فقد يواجه الجسم أيضا صعوبة في امتصاص الكالسيوم بشكل فعال مما يؤدي هذا إلى حدوث ضعف في مينا الأسنان وزيادة خطر التسوس بنسبة كبيرة.
الجدير بالذكر أنه قد يساعد فيتامين (د) في تقليل خطر تسوس الأسنان عن طريق تعزيز تكوين الببتيدات المضادة للبكتيريا في تجويف الفم حيث يمكن أن تمنع هذه الببتيدات نمو البكتيريا الضارة التي تساهم في تسوس الأسنان وأمراض اللثة. بالإضافة إلى هذا فمن الممكن أن يؤدي نقص فيتامين (د) أثناء الحمل إلى إحداث عيوب في مينا الأسنان ومشاكل أخرى في الأسنان التي قد تصيب الطفل.
لضمان الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) لصحة الفم الجيدة، فمن الضروري أن نعمل جاهدين نحو الحفاظ على نظام غذائي متوازن والتعرض المنتظم لأشعة الشمس في الأوقات الصحية المناسبة، حيث يمكن للجسم إنتاج فيتامين (د) عندما يتعرض الجلد لأشعة UVB.
تشمل المصادر الغذائية لفيتامين (د) الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون والماكريل ومنتجات الألبان والحبوب المدعمة وصفار البيض.
ثانيا: الكالسيوم
الكالسيوم
الكالسيوم معدن هام يلعب دورا رئيسيا في بنية العظام والأسنان. لذا يمكننا القول بأن نقص الكالسيوم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الأسنان، فبدون الحصول على كمية كافية منه، ستحدث حالة من ضعف العظام وتصبح الأسنان أكثر ليونة وأكثر مسامية.
تناول الكالسيوم مهم بشكل خاص في مرحلة الطفولة وبالأخص في أوقات تشكل العظام ومينا الأسنان. فيجب العلم أنه عندما يفتقر الجسم إلى الكالسيوم، فإنه يقوم بأخذ هذا العنصر من العظام والأسنان. لذلك، يجب علينا أن نعمل جاهدين لكي نقوم بإضافة المزيد من الأطعمة الغنية بالكالسيوم إلى أنظمتنا الغذائية اليومية.
تشمل الأطعمة الغنية بالكالسيوم الحليب واللبن والجبن وفول الصويا والخضروات الورقية الخضراء الداكنة.
ثالثا: فيتامين أ
فيتامين أ
يلعب فيتامين أ دورا مهما في الحفاظ على صحة الأسنان وأنسجة الفم. فيجب العلم أن المينا هي الطبقة الخارجية الصلبة الواقية للأسنان حيث يساهم فيتامين أ بشكل رئيسي في تكوين هذا المينا أثناء نمو الأسنان. يتكون مينا الأسنان بشكل أساسي من معادن رئيسية تتمثل في الكالسيوم والفوسفور، بالإضافة إلى مساعدة فيتامين أ في العمل على تنظيم الخلايا المسؤولة عن تكوين مينا الأسنان.
بوجه عام يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الأطعمة الغنية بفيتامين أ، مثل الخضروات الورقية والجزر والبطاطا الحلوة والكبد في ضمان الحصول على كميات كافية من هذا الفيتامين لدعم صحة الفم والصحة العامة بشكل شامل.
رابعا: فيتامينات ب
فيتامينات ب
تعد مجموعة فيتامينات ب هي عبارة عن الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء والتي تلعب أدوارا مختلفة في الحفاظ على الصحة العامة، بما في ذلك صحة الفم. فعلى الرغم من أن فيتامينات ب نفسها لا تؤثر بشكل مباشر على بنية الأسنان مثل الكالسيوم أو فيتامين أ، إلا أنها تؤثر على عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على صحة الأسنان.
في حين أن نقص فيتامين ب يمكن أن يؤثر على صحة الفم، فيجب علينا أن نقوم بالحفاظ على نظام غذائي متوازن يتضمن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك اللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان والخضروات الورقية والحبوب المدعمة ، فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر يمكنها أن تساعد في ضمان حصول الجسم على ما يكفي من هذا الفيتامين.
خامسا: فيتامين ك
فيتامين ك
لا يشارك فيتامين K عادة في التأثير المباشر على الأسنان لأنه يلعب دورا أساسيا في عمليات تخثر الدم وصحة العظام. ومع ذلك، فإنه يساهم بشكل غير مباشر في صحة الفم بشكل عام من خلال تأثيره على نمو العظام وصيانتها.
من الهام معرفة أن عظم الفك لابد أن يكون في حالة صحية للحفاظ على استقرار ومحاذاة الأسنان في تجويف الفم. فإذا كان عظم الفك ضعيفا أو تالفا بسبب نقص فيتامين K، فقد يؤثر ذلك على الهيكل العام للفك ويحتمل أن يؤدي إلى المعاناة من الأسنان المتذبذبة أو المنحرفة.
عادة ما يتم الحصول على فيتامين K من خلال نظام غذائي متوازن يتضمن الخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ واللفت والبروكلي وبعض الزيوت النباتية.
في النهاية يجب علينا جميعا العلم أن الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن وممارسة نظافة الفم الجيدة وفحوصات الأسنان المنتظمة من العوامل المهمة للحفاظ على صحة الفم المثلى. ففي حالة الشك من أننا نعاني من نقص الفيتامينات التي تضر بصحة الفم، فيجب على الفور القيام بإستشارة أخصائي الرعاية الصحية أو طبيب الأسنان للحصول على إرشادات، أو وصف مكملات غذائية حسب الحاجة الصحية، والتأكد من أننا نقوم بإتخاذ خطوات صحيحة للحفاظ على أسنان قوية.