من بين أمراض القلب والأوعية الدموية شائعة الحدوث، يمكننا أن نقوم بالحديث عن مرض الشريان التاجي الخطير والذي يتسبب بشكل رئيسي في ارتفاع معدل الوفيات. الجدير بالذكر ومثير للقلق في نفس الوقت هو أن هذه الحالة المرضية يزداد أمر ظهورها أكثر فأكثر ولا يقتصر الأمر فقط على كبار السن ولكنه يمتد إلى الشباب أيضا. من هنا قررنا أن نتحدث اليوم بشكل شامل على مرض الشريان التاجي وما هي أهم أسباب حدوثه ومضاعفاته والأنماط العلاجية الخاصة به.
ما هي أسباب الإصابة بمرض الشريان التاجي؟
ما هي أسباب الإصابة بمرض الشريان التاجي؟
يحدث مرض الشريان التاجي بسبب حدوث حالة من ترسب الكوليسترول في الدم، والتي من الوارد أن ينتج عنها حدوث تلف في البطانة المتواجدة على جدار الأوعية الدموية، مما يتسبب هذا الأمر في التهاب المنطقة بشكل مزمن، ومن بعد معاناة الجسم من الالتهابات فسوف يتم إنتاج بعض الإستجابات الالتهابية الخاصة، مما يتسبب هذا في تعبئة عدد كبير من الصفائح الدموية والخلايا المناعية هنا لشفاء الجرح.
مع مرور الوقت، سوف ترتبط هذه الخلايا بالكالسيوم والكوليسترول لتشكيل لويحات تصلب الشرايين على جدران الأوعية الدموية، ومن ثم يمكن أن تتقشر هذه اللويحات أو تتكاثف ثم تتلف الشرايين، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل يمتد الأمر إلى أنه عندما تتشقق هذه اللويحات، فإنها تزداد أيضا تدريجيا في الحجم وتشكل جلطات دموية تعيق تدفق الدم، ومع حلول الوقت الذي تصل فيه اللويحات إلى حجم كبير بما يكفي ، فسوف يتسبب هذا في حدوث أزمة انسداد الشريان التاجي بأكمله والنتيجة هنا ستكون الإصابة بالنوبة القلبية.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تحدث الشكوى من مرض الشريان التاجي نتيجة بعض الأمراض الخلقية المتعلقة بالشرايين التاجية ، والتشوهات ، والناسور مثل مرض كاواساكي، وانسداد الشريان التاجي الناجم عن انسداد من مكان آخر، وتشنجات الشريان التاجي غير المرتبطة بتصلب الشرايين … إلخ.
ما هي مظاهر الإصابة بمرض الشريان التاجي؟
ما هي مظاهر الإصابة بمرض الشريان التاجي؟
تعد الذبحة الصدرية من أهم العلامات الشائعة لحدوث الإصابة بمرض الشريان التاجي حيث من الممكن أن يكون الألم في هذه الاوقات خلف القص، وفي منتصف الصدر للحظة، مما ينتج على هذا الأمر حدوث ضيقا في التنفس.
من الممكن أيضا أن تنتشر هذه الآلام في الرأس وتنتقل إلى الكتفين والذقن والأطراف العلوية والظهر، فالجدير بالذكر أن هذه الأعراض تزداد عند القلق والتوتر وتنخفض عند الحصول على فترات الراحة المناسبة أو تناول موسعات الأوعية التاجية.
عادة ما يكون وقت ظهور الألم قصيرا حيث يتراوح من 10 إلى 30 ثانية أو بضع دقائق، ومع بعض الحالات الأخرى قد تستمر هذه المشاعر لأكثر من 15 دقيقة، ولا توجد أي علامات دالة على الراحة، ومن ثم تزداد مخاطر التعرض للنوبات القلبية أو قد تكون حدثت بالفعل.
توجد بعض العلامات الأخرى التي يمكن أن تحدث مع مرض الشريان التاجي، والتي من الوارد أن تتمثل في العصبية وضيق التنفس والدوخة المتكررة والتعب وإرهاق الصدر والغثيان وضيق التنفس والتعرق.
ما هي المضاعفات الصحية الناتجة عن مرض الشريان التاجي؟
ما هي المضاعفات الصحية الناتجة عن مرض الشريان التاجي؟
من المحتمل أن يؤدي مرض الشريان التاجي إلى حدوث بعض المضاعفات الصحية الخطيرة حتى قد يصل الأمر إلى زيادة نسب الموت المفاجئ، وخاصة مع المرضى الذين يعانون من احتشاء عضلة القلب الحاد فجأة قبل القدوم إلى المستشفى.
بشكل أكثر توضيحا، فمن الوارد أن يتم التعرض لأزمة قصور القلب والتي من الوارد أن تحدث بسبب نقص تروية عضلة القلب لفترات طويلة أو بعد المعاناة من بعض الحالات المرضية مثل (احتشاء عضلة القلب- تضخم القلب – الانقباضات السيئة – قلس صمام القلب). الجدير بالذكر أن أزمة القلس الشديد في صمام القلب تحدث بسبب تمزق أربطة صمام القلب، وتدلي الصمام وفي النهاية يزداد حجم القلب ويتقدم قصور القلب.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أن تحدث المعاناة من أزمة عدم انتظام ضربات القلب، والأكثر خطورة من ذلك هو حدوث حالة من عدم انتظام دقات القلب البطيني أو الرجفان البطيني وزيادة فرص الموت المفاجئ.
ما هي طرق علاج مرض الشريان التاجي؟
ما هي طرق علاج مرض الشريان التاجي؟
هناك 3 طرق علاجية معنية بالتعامل مع مرض الشريان التاجي حيث أنها تتمثل في الآتي:
1) النمط العلاجي الطبي الوقائي: حيث تعد هذه الطريقة هي عبارة عن نمط علاجي شامل حيث يجب على المرضى تغيير أنماط حياتهم بوجه عام، والبعد تماما عن العادات اليومية السيئة مثل تناول المشروبات الكحولية والتدخين. إلى جانب هذا، فينصح أيضا بأهمية تلقي أنماط التغذية السليمة وممارسة الرياضة، وتناول الأدوية الموصوفة حسب تعليمات الطبيب والتي من الوارد أن تتمثل في (الأدوية المضادة للصفيحات والمسببة لتجلط الدم – الأدوية المضادة لآلام الصدر – أدوية لعلاج عسر شحميات الدم). في الوقت نفسه، فينصح بعدم التهاون في التعامل مع الأمراض المزمنة والمسببة لمرض الشريان التاجي مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
2) الجراحة والدعامات: إذا كان المريض يعاني من مرض الشريان التاجي الحاد، فسوف يقوم الطبيب بتوجيهه إلى ضرورة إجراء التدخل الجراحي، وسوف يتم تحقيق ذلك من خلال وضع دعامات الشريان التاجي لإعادة فتح التدفق، بالإضافة إلى جراحة مجازة الشريان التاجي للعمل على إعادة فتح الأوعية الدموية المسدودة.