في عالم حواء.. يقع على عاتق المرأة دائما العديد من المهام والضغوضات البدنية والنفسية، مما ينتج عن هذا الأمر حدوث المعاناة دائما من الإجهاد والقلق والتوتر وعدم الإستقرار. الجدير بالذكر أن هذا الوضع الإجهادي يؤثر على العديد من وظائف ومهام الجسم. ولكن سؤالنا اليوم يخص بالتحديد عملية الإباضة. فهل يؤثر أمر الإصابة بالإجهاد والتعب ومشاعر عدم القدرة على عملية الإباضة داخل جسم المرأة؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل توضيحي مفصل من خلال سطور مقالنا القادم.
جسم المرأة والإجهاد
عندما تعاني المرأة من حالة وبالأخص عند ممارستها لبعض مهام الحياة، فمن الوارد أن يقوم بنيانها الجسماني بالشروع في إطلاق كميات كبيرة من الهرمونات والمواد الكيميائية، والتي بدورها تؤدي إلى العديد من العواقب الوخيمة والسلبية على الصحة بوجه عام.
الجدير بالذكر أن هناك أنواع مختلفة ومتعددة من الإجهاد، والتي قد ينتج عنها العديد من العواقب العاطفية والجسدية والتي تبدو واضحة على المرأة، ويمكن رؤيتها من خلال ملاحظة العواقب الجسدية التي من الوارد أن تصيب دورتها التناسلية.
بمزيد من التوضيح، يجب العلم أن أنواع الإجهاد تشمل ما يلي:
- الإجهاد الحاد.
- الإجهاد المتقطع.
- الإجهاد المزمن.
بوجه عام يعمل الإجهاد على دعم العملية التنشيطة لمحور ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الكظرية حيث يعد هذا هو المسار الذي يتم من خلال التواصل من ما بين منطقة تحت المهاد والغدد الكظرية، فعند الرغبة في التعويض عن زيادة طلب الجسم على الجلوكوز أثناء المواقف العصيبة، فسوف يزداد مستوى الكورتيزول وهو الهرمون الذي يتم إنتاجه من الغدد الكظرية ويساعد الجسم على إدارة الإجهاد.
يقوم الجسم بإستقبال الكورتيزول أولا عن طريق تحويل الكوليسترول إلى بريجنينولون، ثم إلى البروجسترون وأخيرا الكورتيزول، وبالتالي خفض مستويات هرمون البروجسترون المتداولة، ومن هنا يمكننا القول أن هرمون البروجسترون هذا يقوم بالتأثر عند إنتاج هرمون الكورتيزول. لذا فيجب التأكيد على معلومة أن الإجهاد يقلل من مستويات البروجسترون، DHEA ، التستوستيرون والإستروجين.
إلى جانب هذا فمن الممكن أن يسبب الإجهاد أيضا زيادة في الهرمونات المثبطة للغدد التناسلية، مما يؤدي هذا إلى تثبيط إنتاج الـ FSH و LH. فمن الهام معرفة أنه إذا لم تكن هناك زيادة في هرمون الـ FSH، فلن يتم تحفيز أي جريب وبدون إنتاج الـ LH لا توجد أي عملية إباضة.
بالإضافة إلى ذلك، فيعد الإجهاد من أهم العوامل التي تعمل على تنشيط نظام النخاع الودي، والمكان مسؤول عن زيادة معدل ضربات القلب، وزيادة يقظة الجسم، وإرسال المزيد من الدم إلى العضلات حتى يتم الإستعداد للركض أو البقاء أو أي رد فعل طبيعي تلقائي عندما يكون الجسم في حالة خطر حيث يعتقد هنا أن هذا الأمر يغير من تدفق الدم عبر قناة فالوب ويعطل عملية نقل لحيوانات المنوية.
إقرأ أيضا: تحديد أيام الإباضة في حالة عدم إنتظام الدورة الشهرية
الإجهاد والتأثير على قدرة الإباضة لدى المرأة
يمكن أن يؤثر الإجهاد الحاد في حدوث المعاناة من الاضطرابات القصيرة التي تصيب الدورة الشهرية حيث يبدو هذا واضحا من خلال تأخير الإباضة لعدة أيام. فالجدير بالذكر أنه في حالة حدوث المعاناة من الإجهاد خلال فترة الخصوبة، فسوف تتقلص بصيلات النمو وستنخفض مستويات هرمون الاستروجين.
من الهام معرفة أنه إذا حدث الإجهاد بالقرب من الوقت الذي يكون فيه الـ LH مرتفعا، فقد يكون لدى المرأة كيس أصفر غير ممزق، أو قد تتواجد البويضة ولكنها قد تكون في المرحلة الصفراء المعيبة أو القصيرة والتي تبدو على غير وضعها الصحي الغير معتاد.
بوجه عام سوف يظهر الإجهاد المتقطع في نفس دورة الإجهاد الحاد، ومن خلال المعاناة من الضغط المزمن، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تأخير الإباضة لعدة أشهر. فعلى سبيل المثال، تحدث الشكوى من هذه الحالة سواء الأمر يتعلق بحالة صحية أو من خلال القيام بالمشاركة الرياضية في تدريب مكثف، أو عند التعرض لصدمة الموت المفاجئ لشخص مقرب أو فقدان الدخل أو الخوف.
من هنا يمكننا القول بأن عملية الإباضة هي أحد أهم العلامات الدالة على الصحة الجيدة للمرأة ولحياتها الإنجابية حيث أنها تحتاج إلى دورات ذات طابع منتظم يقوم من خلالها إظهار أن عملية الإباضة تحدث قبل 11-16 يوما من الحيض.
هناك علامات تدل على تدهور عملية الخصوبة خلال فترة التبويض، أي أن الذروة قد يتم تحديدها أو لا يتم تحديدها. فمن الوارد أن يحدث هذا الأمر بسبب:
- استجابة عنق الرحم المنزعجة من الإجهاد.
- يؤدي تعطيل آلية إطلاق البويضة إلى مرور المرأة فترة صفراء غير معتاد المرور بها.
أهم الإعتبارات التي يجب الآخذ بها لتحسين خصوبة المرأة
في كثير من الأوقات يقدم بعض الخبراء بأمراض النساء العديد من النصائح المفيدة لمحاولة تقليل التوتر لدى المرأة حيث يتم هذا عن طريق إجراء بعض التعديلات في أنماط الحياة أو قضاء بعض الوقت في الاسترخاء الذي يمكن أن يكون فعالا في التغلب على حالات الإرهاق والإجهاد.
الجدير بالذكر أنه إذا كان الموقف المجهد عابرا، فلا يتطلب الأمر سوى الصبر والدعم حتى تمر اللحظة المجهدة وتعود المراحل الطبيعية للدورة الحياتية وعملية الإباضة لطبيعتها المعتادة. فوجب التنويه على أن بعض النساء، على الرغم من تعرضهن للتوتر بشكل كبير، ولكن ليس لديهن أي تغييرات في مخططاتهن، وذلك لأن أجسامهم بعد الارتفاع الأولي في الكورتيزول استقرت وعادت لمنوالها بشكل سريع.
من هنا نستطيع تفسير لماذا يتأخر حلم الإنجاب لدى غالبية الأزواج الذين يجدون صعوبة في الحمل ويصبحوا في حالة توتر كبيرة، فالأمر هنا يرتبط بشكل وثيق كل منهما ملازم للآخر. لذلك، فمن المهم أن تكون حالة الأزواج النفسية مستقرة بنسبة كبيرة، وكذلك تدعيم عملية المعرفة حول علامات الخصوبة المثلى لزيادة احتمال حدوث الحمل.
إذا لزم الأمر فمن الضروري أن يتم استشارة الأطباء المختصين لمساعدتهم على اتخاذ القرارات بثقة والتي يمكن أن تغير حياتهم وتحسن وضعهم المجهد. أما بالنسبة للنساء اللواتي تكون مخططاتهن غير منتظمة ولكن ليس بسبب مراحل الحياة الحالية أو مستويات التوتر التي لا يبدو أنها السبب، فيجب الشروع نحو إجراء فحص طبي لاستبعاد أي أمراض كامنة أو حدوث أي خلل في المبيض.