مع بلوغ طفلك سيدتي الـ 5 سنوات وتخطي مراحل النمو الأولى، فمن الوارد أن تصابي بحالة من الفتور وعدم الإهتمام تجاه آلية إعطاء الطفل بعض المغذيات الدقيقة خاصة عند امداده مسبقا بما يحتاج إليه. فهل هذا الأمر آمن وصحيح؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم بشكل توضيحي من خلال مقالنا اليوم.
أطفال الـ 5 سنوات والمغذيات الدقيقة للجسم
أطفال الـ 5 سنوات والمغذيات الدقيقة للجسم
بوجه عام، غالبا ما يركز العديد من الآباء على أعطاء أطفالهم المغذيات الدقيقة في طور نموهم الأول أو بمعنى أدق بداية من الحمل امتدادا إلى عمر عامين، مع إيلاء اهتمام أقل عندما يدخل الأطفال سن المدرسة.
في الواقع ، لا تتوقف الحاجة إلى المغذيات الدقيقة عندما يمر الأطفال بمرحلة الطفولة أو مرحلة ما قبل المدرسة، ولكنها تستمر في مرافقة نمو الجسم طوال الحياة أما بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات، فلا تزال مكملات المغذيات الدقيقة ضرورية للغاية، لأن هذا هو العصر الذهبي للنمو البدني والفكري وتشكيل أساس صحي طويل الأجل يمتد معهم طوال مراحل عمرهم.
المغذيات الدقيقة التي يحتاج لها الأطفال فوق الـ 5 سنوات
المغذيات الدقيقة التي يحتاج لها الأطفال فوق الـ 5 سنوات
في بداية الأمر، يجب العلم أن المغذيات الدقيقة هذه هي عبارة عن معادن وفيتامينات يحتاجها الجسم فقط بكميات صغيرة جدا ولكن لها دور مهم للغاية في معظم عمليات النمو والمناعة واستقلاب الطاقة ونمو الدماغ.
على سبيل التوضيح، تتمثل المغذيات الدقيقة في الآتي:
– يساعد الحديد والزنك واليود في الحفاظ على المناعة ودعم نمو الطول والوزن ومنع الإصابة بفقر الدم وتأخر النمو.
– يساهم فيتامين د والكالسيوم والمغنيسيوم في تكوين العظام والحفاظ على نظام هيكلي وأسنان قوية، وهو أمر مهم بشكل خاص خلال الفترة التي ينمو فيها الأطفال بمعدلات سريعة.
– تعمل الفيتامينات A و C و E ومضادات الأكسدة على حماية الجسم من مسببات الأمراض وتدعم من عملية الرؤية ونمو الجلد.
– فيتامينات المجموعة B والتي تتمثل في (B1 ، B6 ، B12 ، حمض الفوليك) من الفيتامينات الضرورية للنشاط العصبي والدورة الدموية والتركيز الأكاديمي لدى الأطفال خاصة في سن المدرسة.
وفقا لآراء الكثير من خبراء التغذية، فإن أزمة نقص المغذيات الدقيقة لا تبدو واضحة على الإطلاق لأن الأطفال في هذه الآونة يأكلون بشكل طبيعي ولكن فيما يخص نموهم فيبطئ بهدوء، أو يمرضون، أو يجدون صعوبة في التركيز، أو يتعبون بسهولة أو جميع هذه الأعراض مجتمعة سويا.
من الهام معرفة، أن أوجه القصور الصغيرة هذه تتراكم على المدى الطويل وتؤثر على الطول والوزن والفكر وحتى الصحة عند البالغين.
فترة النمو عند الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات
فترة النمو عند الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات
بشكل رئيسي، تعد المرحلة العمرية التي تتراوح من الـ 5 إلى 12 عاما هي الفترة التي يحتاج فيها الأطفال إلى الكثير من الطاقة للتعلم واللعب والنشاط البدني، بالإضافة إلى دخول أجسامهم في السباق الطبيعي للنمو الدراماتيكي في الطول والوزن عند البلوغ، فالجدير بالذكر، أنه إذا تم تلقي التغذية بشكل كاف في هذه الأوقات، فيمكن للأطفال اكتساب متوسط 5-7 سم في الطول و 2-3 كجم في السنة.
بالرغم من ذلك، فمن المتوقع أن يقع العديد من الأطفال أصحاب هذه الفئة العمرية في أزمة الأكل الغير صحي بسبب رغبتهم الزائدة نحو تناول الحلويات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة وتغاضيهم عن الخضروات والحليب والأطعمة المغذية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تتسبب بيئة التعلم المزدحمة في جعل العديد من الأمهات يتجاهلن التركز على الوجبات الخفيفة الصحية للأطفال، مما يترتب على ذلك تعرضهم لأزمة لنقص المغذيات الدقيقة المهمة، ومن ثم التأثير بشكل مباشر على نموهم البدني والفكري.
لذلك، لا يزال الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات بحاجة إلى امداهم بالمغذيات الدقيقة بالإضافة إلى مراعاتهم لأنظمتهم الغذائية الصحية المعنية بتلبية احتياجات النمو الحالية، ولخلق أيضا أساسا صحيا للطول والصحة والقدرة على التعلم في المستقبل.
مكملات المغذيات الدقيقة لمن تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات
مكملات المغذيات الدقيقة لمن تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات
في هذه الأوقات، كان من الواجب علينا ذكر حقيقة هامة جدا يجهلها الكثير منا آلا وهي أن آلية الحاجة إلى المغذيات الدقيقة لا تتوقف عند الأطفال وتمتد حتى تصل إلى البالغين وكبار السن للحفاظ على صحتهم وعلى وظائفهم الجسمانية مدى الحياة.
على وجه الخصوص، وبالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات، فيمكن للوالدين اتباع الآتي لامداد اطفالهم بالمغذيات الدقيقة:
– زيادة الأطعمة الغنية بالمغذيات الدقيقة في الوجبات الرئيسية والوجبات الجانبية مثل اللحوم والأسماك والبيض والحليب والبقوليات والخضروات الخضراء والفواكه الطازجة.
– تنويع القائمة لتجنب أزمة تناول طبق غذائي مفضل، مما يقلل هذا من القدرة على الامتصاص.
– اختيار بعض المكملات الغذائية الصحية مثل الحليب المدعم بالمغذيات الدقيقة، ودقيق الحبوب، ومكملات الفيتامينات والمعادن خاصة عندما لا يكون النظام الغذائي اليومي كافيا.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أن هذا الأمر يتطلب إرشادات الطبيب، لأنه في بعض الأوقات لا يحتاج الأطفال دائما إلى تناول المكملات الغذائية، ومن الممكن أن تكون المكملات المفرطة هنا ضارة على حالتهم الصحية.
على سبيل المثال، يمكن أن يسبب فيتامين أ الزائد في حدوث المعاناة من سمية الكبد، ويؤدي الحديد الزائد إلى المعاناة من اضطرابات في الجهاز الهضمي، والترسب في الكبد.