مما لا شك فيه أن عنصر الكالسيوم يعد من العناصر الأساسية لصحة الجسم حيث أنه مفيد جدا للبنيان العظمي وكذلك للصحة العامة، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر ينطبق على جميع الفئات العمرية وكلا الجنسين. ولكن من الضروري معرفة أن هذا الأمر لا يترك بدون ضوابط وبالأخص فيما يخص المقدار الذي يتم تناولة من هذا العنصر حيث أن هناك أدلة كثيرة تثبت أن تناول الكثير من الكالسيوم يمكن أن يكون سيئا على صحة القلب والإخلال بوظائفه وكفاءته العملية. لذا سنقوم اليوم من خلال مقالنا التالي بطرح سؤال هام يتمثل في هل يمكن أن تؤثر كمية الكالسيوم الزائدة في الجسم على الحالة الصحية للقلب؟.
هل يضر تناول الكثير من الكالسيوم بصحة القلب؟
يعتقد معظم الناس أنه عند القيام بتناول مكملات الكالسيوم اليومية، فمن الممكن أن يساعد هذا الأمر على حماية العظام حيث يبدو هذا وكأنه تأمين قوي وفعال لعظامنا وعضلاتنا. لكن أطلت علينا في الفترة الأخيرة نتائج العديد من الدراسات التي قد أظهرت أنه عند القيام بتناول الكثير من عنصر الكالسيوم، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى زيادة المخاطر على صحة القلب.
فمن الهام معرفة، أن عنصر الكالسيوم الزائد يرتبط بمجموعة متنوعة من الآثار الجانبية الضارة والتي قد تتمثل في العديد من مشاكل القلب والأوعية الدموية حيث تراكم اللويحات في الشرايين المرتبطة بالقلب إنتقالا إلى بعض أمراض الجهاز الهضمي.
بمزيد من التوضيح، عند القيام بتناول جرعات عالية من الكالسيوم فمن الممكن أن يؤثر هذا الأمر على مستويات الكالسيوم في الدم مما يتسبب هذا الأمر في عدم انتظام ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك، فبسبب الكمية الكبيرة من هذا العنصر داخل الجسم، فسوف يتم إطلاق العديد من الهرمونات المختلفة التي تسبب النوبات القلبية، ومن ثم التأثير على نمو القلب بصورة واضحة.
وفقا لما قمنا بذكره، فيجب العلم أنه يمكن للكالسيوم الموجود في المكملات الغذائية أن يعمل على اختراق لويحات الدهون الموجودة في الشرايين، مما يتسبب هذا الأمر في تصلب اللويحة وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
ما هي أفضل طريقة للحصول على عنصر الكالسيوم؟
أن أفضل طريقة لتكملة الكالسيوم بصورة صحية سليمة داخل أجسامنا هي العمل على تناول نظام غذائي متوازن بدلا من الاعتماد على مكملات الكالسيوم الدوائية. لذلك، يوصي الخبراء بضرورة القيام بالحصول على الكالسيوم من الطعام حيث يعد هذا المسلك هو أفضل طريقة لحماية صحة القلب والعظام.
الجدير بالذكر أنه عند القيام بتناول الكالسيوم الغذائي، فإن هذا الأمر ليس له أي آثار سلبية على القلب مثل ما يحدث مع المكملات الغذائية. لذا فعند الرغبة في تناول مكملات هذا العنصر، فيجب أن يكون هذا الأمر تحت تشخيص سليم من قبل الطبيب المختص أو الخبير الغذائي المعني بمتابعة الحالة الصحية وهذا لكي نضمن الحصول على المنافع وتجنب الوقوع في أي براثن مرضية ضارة على الجسم.
يمكننا القول هنا أن عنصر الكالسيوم الغذائي هو أفضل الطرق التي يتم من خلالها العمل على تقوية العظام عن الكالسيوم التكميلي حيث لا يستغرق الأمر هنا وقتا طويلا للحصول على نتائج إيجابية. بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن تقوم حصة واحدة فقط من الجبن أو الزبادي يوميا بالتقليل من خطر الإصابة بأي خلل عظمي بنسبة 10-15٪ ، بينما يقلل شرب كوب واحد فقط من الحليب يوميا من خطر الإصابة بكسور منطقة الحوض بنسبة تصل إلى 9٪.
إقرأ أيضا: إختبار مستوى الكالسيوم في الدم ومتى يتم اللجوء إليه؟
ما هي أهم الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وينصح بتناولها؟
يعتقد أغلبنا عند القيام بذكر الكالسيوم أن هذا العنصر يتواجد فقط في الحليب ومشتقاته، ولكن هذا الأمر عار تماما عن الصحة ، فلقد أنعم الله علينا بنعمة كبيرة عندما قام بإعطاؤنا العديد من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وهذا حتي يستطيع من يعانوا من حساسية اللاكتوز أن يحصلوا على إحتياج أجسامهم اليومي من هذا العنصر الأساسي في الجسم وبصورة صحية سليمة.
عند رغبتنا في القيام بإكتساب مقدار 700 ملغ من الكالسيوم يوميا للحفاظ على صحة العظام والجسم، فيجب علينا أن نقوم بمعرفة كمية الكالسيوم التي سوف نقوم بإيجادها في 100 مقدار جرام من الطعام:
- الجبن: 450 ملغ
- السردين المعلب: 400 ملغ
- الزبادي الطبيعي: 138 ملغ
- الحليب الخالي من الدسم: 122 ملغ
- حليب الصويا: 120ملغ
- التوفو: 100 ملغ
- البروكلي: 83 ملغ
ما هي علاقة الكالسيوم ببعض الفيتامينات الأخرى؟
تأكيدا على ما قمنا بذكره سابقا، فيجب دائما محاولة الحصول على كمية الكالسيوم التي يحتاج لها الجسم حيث أنه من الهام جدا العمل على الجمع بين الأطعمة الغنية بالكالسيوم مع تلك الغنية بفيتامين (د) وهذا حتى نستطيع أن نقوم بمساعدة الجسم في امتصاص الكالسيوم بصورة مثالية.
يجب الإنتباه أيضا إلى ضرورة عدم تناول الطعام المالح وهذا حتى يستطيع الجسم أن يقوم بإمتصاص الكالسيوم بسهولة لأن تناول الملح بصورة مبالغ فيها من الأمور الهامة التي تتسبب في قيام الجسم بالتخلي عن عنصر الكالسيوم ومن ثم وقع الكثير من الأضرارا على الجسم.