عند قولنا بضرورة شرب الماء حتى لو لم نكن في حالة من العطش، فيجب علينا معرفة أن هذه نصيحة مباشرة من خبراء التغذية والمختصين. فالماء كما نعلم جميعا هو سر الوجود والحياة، وفي حال التخاذل والتهاون في تناوله حيث عدم تناول الكميات الكافية التي يحتاج لها الجسم منه، فسوف ينتج عن هذا الأمر العديد من العواقب الصحية الضارة. بوجه عام سنتعرف اليوم على أهم 10 عواقب ضارة قد تصيب الصحة والبدن عند إفتقار الجسم للماء وهذا بشكل توضيحي مفصل.
جسم الانسان والماء
أثبت العلم بشكل يقيني أن الماء عنصر هام جدا يمثل 70٪ من كتلة الجسم ولكن بمزيد من الإهمال لا يهتم الكثير من الناس بالحصول على ما يكفي منه لتوفير حاجة الجسم والبعد عن الإصابة بأي مشاكل صحية.
يجب العلم أنه في ظل الظروف العادية، تكون كمية الماء اللازمة للكيلوغرام الواحد من الجسم 40 مل، لذا فإن الشخص الذي يزن 50 كجم يجب عليه أن يقوم بشرب 2 لتر من الماء يوميا. لذا فمن الهام معرفة أنه في حال تناول القليل من الماء، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في إصابة أجسامنا بسلسلة من الأمراض وفي أي مرحلة عمرية.
تناول الماء بصورة سليمة
في ظل الظروف العادية يجب أن يتم تنظيم استقلاب الماء بشكل صارم، وكمية الماء التي يتم إدخالها إلى الجسم يوميا من الضروري أن توازن دائما كمية الماء التي تفرز من الجسم. فمن الهام معرفة أن هذا التوازن يحافظ على استقرار وزن الجسم البالغ لفترة طويلة.
يدخل الماء الجسم بشكل رئيسي من خلال القناة الهضمية، فعندما يكون الطقس حارا يحتاج الجسم إلى تجديد المياه دائما، وتجنب نقصانه حتى يكون هناك مظهر من مظاهر جفاف الفم، وإفراز اللعاب. بالإضافة إلى ذلك فيجب أن يتم تناول مياه الشرب تدريجيا والبعد عن تناول الكثير دفعة واحدة حيث يعد هذا الأمر مفيدا للصحة.
يجب العلم أن شرب الكثير من الماء في نفس الوقت يجعل كمية العرق تفرز أكثر، والجسم يكون تعبا أكثر بسبب فقدان الكثير من الشوارد. ولكن عندما يتم تناول الماء ببطء قدر الإمكان، فسوف يقلل هذا من العطش وبشكل أفضل.
من الضروري البعد عن تناول الماء البارد والثلج عندما يكون الطقس حارا لأن الفرق في درجة الحرارة كبير جدا مقارنة بدرجة حرارة الجسم، وشرب الماء المثلج يؤدي بسهولة إلى حدوث الإصابة بالتهاب الحلق، وبالنسبة لمن يعانون من تسوس الأسنان فسوف يشكون من الألم والخدر.
إقرأ أيضا: اكتشفي الفوائد المذهلة لشرب الماء الساخن على الريق
الآثار الصحية الضارة الـ 10 التي تصيب الجسم إذا كان يفتقر إلى الماء
أولا: شيخوخة الجلد المبكرة
عندما يكون الجسم في حالة جافة فسوف تحدث حالة من إنتقال الماء من الأنسجة إلى الجلد للحفاظ على مستويات الدم. لذا فيمكننا القول بأن نقص المياه يمنع تجديد الجلد. لذلك، سيبدو الجلد جافا وأقل مرونة، وهذا هو ما يسبب ظهور علامات الشيخوخة في وقت مبكر ومن ثم يترتب عليه حدوث تدهور في الجلد.
على صعيد أخر وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يشربون الكثير من الماء فسوف تظهر لديهم علامات الشيخوخة على وجوههم بصورة بطيئة جدا. لذا، يقدم جميع خبراء التجميل دائما نصيحة تناول الماء الكافي للجسم للحفاظ على البشرة وجمالها.
ثانيا: الشعور بالتعب والإرهاق
تشمل العلامات الأولى عندما يفتقر الجسم إلى الماء الشعور بالصداع والجفاف والالتصاق في اللسان أو الفم، وعندما تكون الحالة أكثر حدة، فقد تظهر العديد من الأعراض مثل التعب أو الدوخة أو ألم الصدر.
من هنا يمكننا القول بأنه عندما نشعر في كثير من الأحيان بالتعب الغير مبرر، فمن المحتمل أن يكون هذا الأمر نتاج عدم تناول ما يكفي الجسم من الماء.
ثالثا: الإمساك المستمر
شرب كميات قليلة من الماء تعد من أهم الأسباب التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي. فالجدير بالذكر أن بسبب هذا الوضع لن يكون لدى المعدة ما يكفي من الماء لكي تعمل على هضم كل الطعام. فعند القيام بشرب كميات أقل من الماء بشكل مستمر فسوف ينتج عن هذا الأمر حدوث بطء في عملية الهضم.
إلى جانب هذا فسوف يتم امتصاص كمية العناصر الغذائية من الطعام الذي نأكله بشكل سيئ. بالإضافة إلى معاناة الجهاز الهضمي من المشاكل العديدة مثل الإمساك أو ارتجاع الحمض أو قرحة المعدة.
إقرأ أيضا: متى يمكن للطفل الرضيع شرب الماء؟
رابعا: النقرس
يحدث النقرس المعروف أيضا باسم الجذام، بسبب زيادة كمية حمض اليوريك في الجسم حيث يتم بناء على ذلك ترسيب هذا الحمض في المفاصل والكلى وأجزاء أخرى تشكل مرضا مرتبطا بعملية التمثيل الغذائي.
لمنع الإصابة بهذه الحالة المرضية يجب العمل على الاهتمام بالتغذية السليمة والنظام الغذائي المتوازن، إلى جانب ضرورة شرب الكثير من الماء، بحيث يمكن إفراز حمض اليوريك من خلال الكلى بشكل أسرع.
خامسا: الإصابة باضطرابات المنحل بالكهرباء
يعد الماء هو العنصر المذيب الرئيسي الذي يساعد على إذابة المواد في الجسم، مع الحفاظ على تركيز المواد دائما عند مستوى متوازن حتى يعمل الجسم بشكل طبيعي. ومع ذلك، فإن شرب كميات أقل من الماء من الأمور التي تؤدي إلى حدوث جفاف الجسم، مما قد يتسبب هذا في تغيير تركيز المواد الذائبة، وخاصة الشوارد ، ويتعطل التوازن، مما يسبب اضطرابات الكهرباء في الجسم.
يمكن أن تتسبب المستويات الأكثر شدة في إصابة الجسم باضطرابات حادة في الكهارل، والتي من الوارد أن تهدد الحياة إذا لم يتم علاجها بشكل فوري.
سادسا: رائحة الفم الكريهة
اللعاب له وظيفة تطهير والقضاء على البكتيريا في الفم. ففي حالة عدم تناول كمية كافية من الماء، فلن يقوم الجسم بإفراز ما يكفي من اللعاب المبيد للجراثيم، مما يتسبب هذا الأمر في تكاثرها بسرعة وجعل رائحة الأنفاس كريهة.
عند القيام بتنظيف الأسنان بصورة صحيحة وإستمرارية المعاناة من هذه الحالة، فقد تكون عادة الكسل تجاه شرب الماء هي السبب لأن اللعاب له تأثير مضاد للبكتيريا وهو مطهر طبيعي. فيجب العلم أنه عندما يفتقر الجسم إلى الماء، فإن كمية اللعاب المنتجة لن تكون كافية، ومن هنا سوف تنمو البكتيريا في تجويف الفم وتسبب رائحة الفم الكريهة.
سابعا: إصابة الذكور بالخلل الفسيولوجي
عند قيام الرجال بعدم تناول ما يكفي من الماء، فسوف يؤثر هذا الأمر بصورة سلبية كبيرة على قدرتهم الجنسية وهذا بسبب أن الجسم وهو في حالة الجفاف يقوم بإنتاج كمية أكبر من الأنجيوتنسين، وهو هرمون شائع لدى الرجال الذين يجدون صعوبة في تحقيق انتصاب مستقر.
لذا عند الرغبة في الحصول على قدرة جنسية متوازنة يجب العمل على تناول إحتياج الجسم من المياه وعدم التغافل عن هذا الأمر قدر المستطاع.
إقرأ أيضا: قلة شرب الماء وحدوث المشكلات الجنسية للرجال
ثامنا: الصداع
عند حدوث نقص في المياه بداخل الجسم فسوف يترتب على هذا الأمر الشعور بالصداع المستمر. لأنه عندما يفقد الجسم الماء، فإنه يتسبب في تقلص أنسجة المخ، مما يؤدي إلى المعاناة المستمرة من هذه الحالة المزعجة.
بالإضافة إلى ذلك وعند حدوث الجفاف فإن كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ تكون غير كافية ومن هنا يعتبر هذا أيضا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الشكوى من الصداع.
تاسعا: آلام العضلات والمفاصل
يمكن أن يسبب عدم كفاية محتوى الماء في الجسم إلى إصابة العضلات بالألم والتورم، خاصة بعد القيام بأداء الأنشطة البدنية. الجدير بالذكر أن الماء يساعد بصورة مباشرة في دعم عمل طبقة الغضروف بين المفاصل. لذا عند المعاناة في كثير من الأحيان من آلام العضلات، فقد يكون نقص المياه هو السبب في حدوث ذلك.
عاشرا: الإصابة بالإغماء
عندما الشعور بالدوار والارتباك بسبب الجفاف، فسوف يميل جسمك إلى أن يكون قريبا من الأرض قدر الإمكان ومن هنا تعد هذه هي ظاهرة الإغماء.
لذا فيجب العلم أن الجفاف أمر خطير للغاية حيث أنه لا يكون لدى الجسم ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين لكي يعمل على تغذية الدماغ، مما يؤدي هذا الامر إلى حدوث فقدان الوعي والدوخة والارتباك وعدم الإتزان.
نصيحة طبية هامة
من الهام والضروري علينا عدم إنتظار شعورنا بالعطش حتى نقوم بشرب الماء، لأن شعور العطش هذا هو بالفعل يعد علامة تحذير على أن الجسم يعاني من الجفاف كثيرا. لذلك ، يجب أن تشرب الماء بنشاط في أوقات عديدة من اليوم لننعم بصحة أفضل.
إلى جانب هذا فيجب العمل على مراقبة البول لمعرفة ما إذا كان تناولنا اليومي من الماء كافيا أم لا، فالبول الأصفر الداكن يعني أننا بحاجة إلى شرب المزيد من الماء، في حين أن البول الأصفر الفاتح يدل على تناول الكميات الكافية بشكل يومي.