تعد آلية الحفاظ على ثبات نسبة السكر في الدم بعد تناول الوجبات الغذائية من الأمور الهامة التي تساعد مرضى السكري على الشعور بالصحة، بالإضافة أيضا إلى كونها حلا طويل الأمد يساعد أصحاب هذه الحالة المرضية في التعايش مع المرض بأمان ومن ثم منع التعرض للكثير من مضاعفاته. لذا، فسوف نتعرف اليوم على أهم 4 أشياء يجب فعلها بعد تناول الوجبات الغذائية للحفاظ على مستويات الجلوكوز بالدم في معدلاتها المستقرة.
أهمية حفاظ مرضى السكري على استقرار نسبة السكر في الدم بعد الوجبات
أهمية حفاظ مرضى السكري على استقرار نسبة السكر في الدم بعد الوجبات
يمكننا وبشكل رئيسي اعتبار آلية الحفاظ على ثبات نسبة السكر في الدم بعد تناول الوجبات هي أحد أهم العوامل في إدارة مرض السكري.
يرجع السبب في ذلك إلى أنه إذا لم يتم التحكم في مستويات الجلوكوز بالدم، فسوف ترتفع نسبة السكر وتظل مرتفعة حتى بعد موعد تناول الوجبات لفترة زمنية طويلة، مما يتسبب هذا الأمر في تلف تدريجي يصيب الأوعية الدموية والأعصاب، وتباعا يعدهذا هو السبب الرئيسي لحدوث بعض المضاعفات الصحية الخطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، وتلف الكلى والعين والأعصاب.
بوجه عام، سوف يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الأكل إلى إصابة المرضى ببعض أعراض التعب وعدم وضوح الرؤية والعطش والتبول المفرط أما في حال الحفاظ على استقرار نسبة السكر فسوف يساعد ذلك المريض في الحصول على المزيد من الطاقة ويكون أكثر راحة عقليا وجسمانيا.
إلى جانب هذا، فتعد مستويات الجلوكوز في الدم بعد الأكل مؤشرا مهما لتقييم مدى فاعلية الأدوية المتناولة والأنسولين والنظام الغذائي المتبع، فإذا كان سكر الدم لا يزال مرتفعا، فسوف يحتاج المرضى إلى استشارة الطبيب لإجراء التعديلات المناسبة.
4 أشياء يتم فعلها بعد الوجبات للحفاظ على استقرار الجلوكوز في الدم
عند الرغبة في الحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم بعد تناول الوجبات الغذائية، يمكن للمرضى القيام بعدد من الأشياء البسيطة والفعالة بما في ذلك:
1) عدم الاستلقاء بعد تناول الوجبات
عدم الاستلقاء بعد تناول الوجبات
يقوم الكثير منا بعد تناول الطعام بالجلوس لفترات زمنية في حالة من الكسل والخمول، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر غير صحي على الإطلاق مع العامة ومع مرضى السكري خاصة.
على سبيل التوضيح، يؤدي الجلوس أو الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة إلى إبطاء عملية الهضم حيث بقاء الطعام في المعدة لفترة أطول، مما يؤدي ذلك إلى إطالة امتصاص الكربوهيدرات، فبدلا من استخدامها للحصول على الطاقة، فسوف تؤدي إلى تراكم الجلوكوز في مجرى الدم، وتباعا سوف ترتفع نسبة السكر في الدم فجأة.
إقرأ أيضا: 7 مبادئ غذائية هامة يجب على مرضى السكري اتباعها
2) القيام ببعض التمارين اللطيفة
القيام ببعض التمارين اللطيفة
يساعد هذا النشاط الحركي العضلات على استهلاك كميات أقل من الجلوكوز في الدم، مما يقلل هذا الوضع الصحي من ذروة نسبة السكر داخل الجسم خاصة بعد تناول الطعام.
يتم القيام بذلك بعد مرور 10-15 دقيقة من تناول الطعام عن طريق المشي بلطف مثلا لمدة 15-20 دقيقة حيث تعد هذه الطريقة هي الأكثر فاعلية وتساعد على استخدام نسبة الجلوكوز في الدم للحصول على الطاقة ، وبالتالي خفض مستويات السكر بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرضى أيضا ممارسة اليوجا أو تمارين الإطالة البسيطة حيث يساعد هذا الأمر على تحسين عملية الهضم وتعزيز آلية استخدام الأنسولين بشكل أكثر فاعلية.
3) تدوين البيانات الخاصة بالمريض
تدوين البيانات الخاصة بالمريض
في هذه الآونة، ينصح الخبراء بأهمية تسجيل الوقت ومستوى الجلوكوز في الدم حتى يتمكن المرضى من مراقبة وتقييم تأثير نظامهم الغذائي على حالتهم المرضية ومن ثم يمكن للمرضى التعرف على الأطعمة التي ترفع نسبة السكر في الدم أكثر من غيرها. على سبيل المثال ، يمكن أن يؤدي روتين تناول المزيد من الأرز الأبيض إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل أسرع من الأرز البني.
بناء على هذا، وعند رؤية التغيرات في نسبة السكر بالدم بعد كل وجبة، فسوف يكون المرضى أكثر وعيا عند القيام باختيار الأطعمة والتحكم في الأجزاء وتعديل وقت تناول الطعام وفقا لذلك.
من هنا، يمكننا القول بأن البيانات الواردة من تدوينات المريض تعد معلومات مهمة جدا للطبيب أو اختصاصي التغذية لإجراء التعديلات السليمة والأكثر منطقية.
4) مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم بعد الأكل (1-2 ساعة)
مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم بعد الأكل (1-2 ساعة)
يعد روتين مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم بعد الأكل بفترة زمنية تتراوح من (1-2 ساعة) من الأمور الهامة جدا للتحكم في نسبة السكر بشكل عام، فعندما تصل مستوياته إلى نسب محددة فسوف يساعدنا هذا الأمر على تقييم استجابة الجسم للوجبات المتناولة بدقة.
يساعد هذا المريض على فهم كيفية تفاعل الجسم مع الأطعمة المختلفة وبالتالي تعديل النظام الغذائي وفقا لذلك.
خلاصة الأمر، وفي حال ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل كبير، فسوف يحتاج المريض إلى إبلاغ الطبيب للتدخل في الوقت المناسب. إلى جانب هذا، فتوفر المراقبة المنتظمة لمعلومات نسبة الجلوكوز في الدم أيضا البيانات اللازمة للأطباء لتقييم مدى فاعلية الأنظمة العلاجية التي تساعد على تحسين إدارة مرض السكري.