بعد الإنتهاء من تناول المضادات الحيوية، فيجب العلم أن هذا الأمر سوف ينتج عنه العديد من التبعيات الصحية التي قد تكون مزعجة لدى البعض. الجدير بالذكر، أن من أهم هذه التداعيات يمكننا أن نتحدث عن تعرض الجهاز الهضمي لبعض الاضطرابات، ومن ثم فقد قررنا أن نقوم اليوم بذكر أهم 4 أنواع من الأطعمة الفعالة في دعم صحة الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية الموصوفة طبيا.
ماذا يمكن أن يحدث للجسم والأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية؟
ماذا يمكن أن يحدث للجسم والأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية؟
بعد دورة من المضادات الحيوية، يمكن للجسم وخاصة الجهاز الهضمي والجهاز المناعي، أن يخضع لبعض التغييرات المهمة.
على سبيل التوضيح، قد تم تصميم المضادات الحيوية لقتل البكتيريا المسببة للأمراض، لكنها غالبا ما تفشل في التمييز بين البكتيريا السيئة والجيدة ومن ثم يتعرض الجسم للعديد من العواقب السلبية والتي تتمثل في الآتي:
– ضعف ميكروبيوم الأمعاء: يعد هذا هو التأثير الأكثر وضوحا وشيوعا حيث تقوم المضادات الحيوية بالقضاء على كل من البكتيريا المفيدة (البروبيوتيك) جنبا إلى جنب مع البكتيريا المسببة للأمراض، مما يؤدي هذا إلى فقر ميكروبيوم الأمعاء وفقدان توازنها الطبيعي، ومن ثم يمكن أن يترتب على هذا الأمر نمو البكتيريا الضارة بشكل أقوى، وحدوث الكثير من الأزمات الصحية.
– المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي: غالبا ما يؤدي عدم توازن بكتيريا الأمعاء إلى حدوث الكثير من المشاكل في الجهاز الهضمي والتي قد تتمثل في الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية أو الانتفاخ أو تقلصات البطن أو الإمساك. الجدير بالذكر، أن هذا الأمر يحدث هذا لأن البروبيوتيك تلعب دورا مهما في هضم الطعام والحفاظ على صحة الأمعاء.
– ضعف وظيفة المناعة: بشكل رئيسي، يوجد حوالي 70-80٪ من الخلايا المناعية في الجسم بالأمعاء، ومن هنا وفي حال تلف ميكروبيوم الأمعاء، فمن الممكن أن تتأثر مناعة الجسم وتحدث حالة من الشعور بضعف المقاومة وبناء عليه يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الطفيفة.
– نقص الفيتامينات: تلعب بعض البكتيريا المفيدة في الأمعاء دورا مهما في تخليق الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين ك وبعض فيتامينات المجموعة ب.
– الشعور بالخمول والتعب: يمكن أن تجعل الاختلالات المعوية ونقص المناعة الجسم يشعر بنقص الطاقة والخمول ومن ثم الشعور بعدم القدرة على إنجاز المهام.
– التأثير على الحالة المزاجية: تشير الأبحاث بشكل متزايد إلى وجود صلة بين محور الدماغ والأمعاء حيث يمكن أن تؤثر أزمة عدم التوازن في ميكروبيوم الأمعاء على إنتاج الناقلات العصبية، ويحتمل أن يؤثر ذلك الأمر على الحالة المزاجية حتى يزيد من مخاطر القلق والاكتئاب لدى بعض الأشخاص.
إقرأ أيضا: الإمساك الناجم عن تناول المضادات الحيوية وكيف يتم التغلب عليه؟
ما هي أفضل 4 أطعمة لدعم صحة الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية؟
1) أطعمة البريبايوتكس
أطعمة البريبايوتكس
عند الحديث عن أطعمة البريبايوتكس، فيجب العلم أنها عبارة عن أنواع من الألياف والمركبات النباتية التي لا يتم هضمها في الأمعاء الدقيقة البشرية ولكنها تعد غذاء مفيد جدا للبكتيريا المتواجدة في الأمعاء.
بشكل أكثر توضيحا، تساعد آلية إضافة أطعمة البريبايوتكس في العمل على تغذية وتعزيز نمو ميكروبيوم الأمعاء الصحي، وهو أمر مهم بشكل خاص بعد تناول المضادات الحيوية.
من أهم أنواع الأطعمة الشائعة التي تحتوي على نسبة عالية من البريبايوتكس والتي يمكن إضافتها بكل سهولة إلى النظام الغذائي اليومي، فيمكننا أن نقوم بذكر الثوم والبصل والكراث والشوفان، والموز الأخضر، والخرشوف، والتفاح، وبذور الشيا، وبذور الكتان.
2) الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك
الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك
تلعب الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك دورا مهما للغاية في الحفاظ على صحة الأمعاء خاصة بعد تناول المضادات الحيوية.
الجدير بالذكر، أنه عند إضافة أطعمة البروبيوتيك إلى داخل أنماطنا الغذائية، فيجب العلم أنها تعمل على إعادة انتاج السلالات المفيدة من البكتيريا إلى الأمعاء، وبالتالي تعيد توازن الميكروبيوم المعوي الذي قد تم إضعافه، ومن ثم فقد يقلل هذا الأمر بشكل كبير من الآثار الجانبية التي من الوارد حدوثها في هذه الآونة مثل المعاناة من الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية
علاوة على ذلك، تعزز البروبيوتيك أيضا من وظيفة الحاجز المعوي، وتعمل على تقوية الغشاء المخاطي للحماية من البكتيريا الضارة حيث يعد ميكروبيوم الأمعاء الصحي هو أيضا الأساس للمساعدة في دعم المناعة وتحسين قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية.
من أفضل أنواع الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، يمكننا ذكر الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والمخللات المخمرة في محلول ملحي، بالإضافة إلى بعض أنواع الأجبان القديمة مثل جودة الشيدر والتي تحتوي أيضا على سلالات من البكتيريا المفيدة.
3) الأطعمة التي تحتوي على الدهون الصحية
الأطعمة التي تحتوي على الدهون الصحية
لمساعدة الأمعاء على التعافي بعد تناول المضادات الحيوية، فمن الضروري للغاية إضافة الدهون الصحية إلى داخل أنظمتنا الغذائية.
من الهام معرفة، أن الدهون الصحية ليست مفيدة لصحة القلب فقط، بل تلعب أيضا دورا مهما في دعم ميكروبيوم الأمعاء حيث تساعد هذه النوعية من الدهون البكتيريا النافعة على البقاء في رحلتها عبر الجهاز الهضمي خاصة من خلال البيئة الحمضية للمعدة، وهذا للوصول إلى الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة لتأدية وظائفها ودعم عملية إستقرارها في الغشاء المخاطي للأمعاء.
بناء على هذا، يمكننا القول أنه في حالة وجود الدهون الصحية، فسوف تعد هذه البيئة أكثر ملاءمة لبقاء ونمو البكتيريا المفيدة التي أضعفتها المضادات الحيوية.
يمكن إضافة هذه الدهون الصحية بسهولة إلى النظام الغذائي اليومي عن طريق تناول زيت الزيتون البكر الممتاز والأفوكادو والمكسرات (اللوز والجوز والفستق والكاجو).
4) الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
تعد الأطعمة الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة من أهم أنواع الأطعمة المفيدة للغاية في مساعدة الأمعاء على التعافي حيث تساعد في استعادة الخلايا المخاطية المعوية التي تضررت أو ضعفت بسبب الإجهاد التأكسدي الناجم عن المضادات الحيوية، بالإضافة إلى دورها في تحيد الجذور الحرة الضارة وتعزز عملية الشفاء الطبيعية للجسم.
علاوة على ذلك، ومن خلال دورها في مكافحة الإجهاد التأكسدي، فهي تعمل على حماية خلايا الأمعاء من التلف العميق، مما يساعد هذا على عودة الأمعاء بشكل سريع إلى حالتها الصحية.
لذا، وعند الرغبة في تعزيز مضادات الأكسدة المعوية بعد تناول المضادات الحيوية، فيجب إضافة الأطعمة التالية إلى النظام الغذائي:
– الفواكه: مثل العنب البري، والتوت، والفراولة، والتوت الأسود، والبرتقال، والليمون، والأناناس، والخوخ، والبطيخ.
– الخضروات ذات الألوان الداكنة: مثل الملفوف الأرجواني، والباذنجان، واللفت، والسبانخ، والخرشوف، والفلفل الرومي، والطماطم، والجزر، والبطاطا الحلوة.