عند الخوض تجربة تركيب الدعامات التاجية، فمن الهام معرفة أن سُبل الرعاية والعلاج من أهم الانماط الحياتية التي تعمل على استعادة الصحة والحالة البدنية بصورة سريعة حيث العمل على تقليل المضاعفات، وخاصة مع لأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب التاجية. بوجه عام قررنا أن نتعرف اليوم على أهم 4 إعتبارات يجب الآخذ بهم في عين الإعتبار بعد إتمام عملية تركيب دعامات الشريان التاجي وهذا للحفاظ على الحالة الصحية في صورتها الآمنة قدر الإمكان.
مرض الشريان التاجي
يحدث مرض الشريان التاجي بسبب حدوث حالة من تراكم الدهون والتي تقوم بخلق ما يسمى بتصلب الشرايين الذي يسبب ضيق أو انسداد واحد أو أكثر من الشرايين. فيجب العلم أنه عادة ما تظهر أعراض الألم أو الانزعاج في الصدر، بسبب عدم كفاية تدفق الدم إلى عضلة القلب، والتي تسمى بالذبحة الصدرية.
الجدير بالذكر أنه عندما يتم حظر الشريان التاجي تماما، فإنه يسبب حالة من النوبة القلبية، ومن ثم يتم اللجوء إلى تركيب دعامات الشريان التاجي حيث يعد هذا الإجراء من أهم الإجراءات المستخدمة لعلاج ضيق الشريان التاجي أو انسداده.
4 اعتبارات هامة يجب الإهتمام بها بعد تركيب دعامات الشريان التاجي
يجب على المرضى بعد القيام بتركيب دعامات الشريان التاجي أن يقوموا بملاحظة ما يلي:
أولا: تناول الأدوية الموصوفة والفحص الدوري
بعد القيام بتركيب دعامات الشريان التاجي، يحتاج المرضى إلى القيام بتناول بعض الأنواع من الأدوية الموصوفة طبيا على مدى الحياة وهذا للعمل على منع تكون جلطات الدم في دعامات الشريان التاجي. وبالتالي الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية واحتشاء عضلة القلب وغيرها من مخاطر القلب والأوعية الدموية.
الجدير بالذكر أنه من أهم الأحداث التي تلي وضع الدعامة التاجية والتي يجب التعامل معها بشكل دوائي طبي هي حدوث حالة من تجلط الدم المبكر خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد هذا الإجراء الطبي حيث يظهر ذلك في كل من الدعامات العادية والمغطاة بالأدوية. بالإضافة إلى تجلط الدم المبكر، فمن الوارد أيضا حدوث الجلطة المتأخرة والانسداد بعد تدخل الشريان التاجي حيث يعد هذان الأمران من أهم المضاعفات وأكثرها شيوعا.
على وجه التحديد، وعند حدوث حالة من تجلط الدم في الدعامة فسوف يؤدي هذا إلى احتشاء عضلة القلب مع ظهور مظاهر مرضية مفاجئة تتمثل في معاناة المريض من ألم مستمر في الصدر، يرافقه عرق بارد في الرأس والرقبة. لذا فعند التعرض لهذه الأعراض يجب الإنتقال على الفور إلى المشفى والعرض على الطبيب المختص.
من الهام أيضا معرفة أن الاستخدام طويل الأمد لمضادات التخثر يعني زيادة خطر النزيف. لذلك، أثناء القيام بإستخدام هذا النوع من الأدوية كروتين علاجي موصوف، فينبغي أن يتم الإنتباه لبعض العلامات مثل وجود كدمات تحت الجلد، ونزيف في الجذور، والمعدة، والأنف، وتحول البراز للون الداكن.
في العموم يحتاج المرضى إلى الإلتزام بإعادة الفحص لضبط الجرعة المناسبة من الدواء، ويجب عدم التعامل إطلاقا مع الأمر بشكل ذاتي دون استشارة الطبيب. بالإضافة إلى ضرورة اتباع أنماط نظم زيارات المتابعة الدورية وفقا لموعد الطبيب.
ثانيا: الإلتزام بروتين غذائي صحي
يجب مع هذه الحالة المرضية العمل على إتباع نظام غذائي صحي لضمان التغذية والمساعدة على التئام الجروح بصورة سريعة حيث يجب على المرضى الانتباه إلى تناول الأطعمة الغنية بالبروتين حيث يوصى بتناول كميات معتدلة من اللحوم الخالية من الدهون والدجاج منزوع الجلد والبيض، ولكن يجب الإنتباه إلى تجنب تناول اللحوم الحمراء الصافية مثل لحم البقر، وهذا لتجنب رفع الكوليسترول وتفاقم تصلب الشرايين التاجية.
إلى جانب هذا فمن الضروري أن يتم تناول كل أسبوع عدد 2 وجبة من الأسماك مثل سمك السلمون والماكريل أو السردين، وهذا للعمل على تزويد الجسم بالمزيد من الدهون أوميغا 3 صحية للقلب أما فيما يتعلق بالدهون، فيوصى بضرورة استخدام الدهون سهلة الهضم (الدهون غير المشبعة) والمتمثلة في الزيوت النباتية مثل (زيت الزيتون، وعباد الشمس، وزيت الكانولا …) أو في المكسرات والأفوكادو وزيت السمك.
من الضروري أيضا أن نقوم بإضافة المزيد من الفواكه الطازجة والخضراوات، والعمل على شرب الكثير من السوائل باستثناء المرضى الذين يعانون من قصور القلب الحاد حيث يوصى بضرورة شرب 8-10 أكواب من الماء يوميا لزيادة التخلص من مادة التباين المستخدمة أثناء هذا التدخل الجراحي.
بالإضافة إلى الماء، فمن الضروري أيضا أن يقوم المريض بشرب الحليب قليل الدسم أو الزبادي أو الحليب غير المحلى أو حليب الصويا المفضل.تجدر الإشارة أيضا إلى ضرورة إتباع سُبل الطهي الخفيف، والحد من تناول الملح الكثير والتوابل المتنوعة والأطعمة الحارة، وهذا لتجنب ارتفاع ضغط الدم، والحد من الوذمات.
ثالثا: معدل الحركة المثالي والصحي
بعد تركيب الدعامات، لا يزال بإمكان المريض أن يقوم بممارسة مهامه الحياتية بشكل طبيعي ولكن يجب مراعاة المشي بلطف بعد حوالي يومان من تلقي هذا الإجراء، وتجنب ممارسة التمارين الرياضية القوية التي تؤثر على الجرح والحالة المرضية.
بوجه عام وفي الأسبوع الأول يمكن للمرضى ممارسة المشي على الأسطح المستوية، ويجب عليهم عدم خوض تجربة القيادة أو السفر لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات أو المشاركة في الأنشطة البدنية الشاقة، ومن الأسبوع الثاني ينصح بزيادة مستوى اللياقة البدنية تدريجيا ضمن الراحة المسموح بها، والمشي أبعد قليلا ولكن البعد تماما عن الركض.
على المدى الطويل، سوف يقوم المريض بعد تركيب الدعامات بممارسة حياته بشكل طبيعي حيث يقوم بلعب الرياضة وتنفيذ بعض المهان البدنية ولكن يجب أن يتم هذا تحت إشراف طبي مختص حيث أن من أهم الطرق الرياضية الموصى بها مع هذه الحالة المرضية هو العمل على المشي ≥30 دقيقة مرة واحدة و 5 مرات في الأسبوع، ولكن في حالةظهور آلام في الصدر أو ضيق في التنفس، فيجب التوقف عن الحركة بشكل فوري والتواصل مع الطبيب لتلقي العلاج.
رابعا: النشاط الجنسي
يجب على المرضى بعد القيام بتركيب الدعامات عدم ممارسة العلاقة الجنسية لأول أسبوعين بعد العملية. فالجدير بالذكر أنه في الغالب عادة يمكن ممارسة الحياة الجنسية بعد تمام الشفاء والشعور بحالة صحية جيدة، وإذا تطلب الأمر فيجب خوض تجربة الفحص والإطمئنان، لتحديد هل يمكن التعامل مع هذا الامر بشكل طبيعي أن يُفضل أن يتم الإنتظار قدر الإمكان.