مما لا شك فيه أن فصل الشتاء والطقس البارد من أهم العوامل الرئيسية لعملية إنتشار الكائنات الحية الدقيقة المسببة للكثير من الأمراض والتي تتطور وتتفاقم بكل سهولة في الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. الجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية غالبا ما تصيب كبار السن والأطفال الصغار والالتهاب الرئوي إلى الومن ثم يتطور المرض بشكل أكثر حدة. لذا، سنتعرف الآن على أهم 4 مبادئ يجب الإلتزام بها والسير عليها للوقاية من الالتهاب الرئوي خلال فصل الشتاء والمعاناة من الطقس البارد.
ما هي أهم 4 مبادئ للوقاية من الالتهاب الرئوي أثناء التعرض للطقس البارد؟
1) الحفاظ على دفء الجسم
مع إنخفاض درجات الحرارة، وعندما يصبح الطقس باردا، فمن الضروري والواجب علينا الانتباه إلى روتين الحفاظ على دفء الجسم، خاصة عندما نضطر إلى الخروج في الصباح الباكر والمساء.
يتم تحقيق هذا الأمر من خلال العمل على ارتداء الملابس بدرجة كافية وفقا لمستوى البرودة في الخارج، وارتداء المزيد من الملابس الدافئة إذا تطلب الأمر، بالإضافة إلى أهمية القبعات الصوفية، والقفازات والجوارب والمناشف وارتداء الأقنعة عند الخروج إلى الشارع، والعمل على تغطية الأذنين، واستخدام الماء الدافئ إذا تطلب الأمر.
2) التغذية الصحية المناسبة
عند الرغبة في الوقاية بشكل استباقي من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي بشكل عام والالتهاب الرئوي بشكل خاص والتي من الوارد حدوث المعاناة منها بصورة كبيرة في فصل الشتاء، فسوف يحتاج كل فرد إلى تحسين مقاومة الجسم.
عند إتخاذ القرار بالقيام بذلك، فمن الهام معرفة أن التغذية السليمة تلعب دورا مهما للغاية حيث يجب ضمان جودة وكمية كل وجبة. إلى جانب أهمية تناول مجموعات متنوعة من الأطعمة مع جميع مجموعات العناصر الغذائية الأربعة مع مراعاة أن يكون الطعام طازجا ونظيفا دائما.
إلى جانب ذلك، فمن الواجب علينا أن نتناول ما يكفي من الوجبات وبكميات مناسبة وهذا لتجنب عادة تناول الكثير من الطعام وإكتساب الوزن الزائد. على سبيل التوضيح، وبالنسبة لكبار السن والأطفال الصغار، فمن الضروري تقسيم الوجبات الصغيرة أو زيادة الوجبات حسب الاحتياجات حيث ينصح بأهمية تخزين الأغذية ومعالجتها بشكل معقول، والمحافظة على سلامة الأغذية والنظافة العامة، بالإضافة إلى أهمية تجنب تناول الأطعمة الباردة حيث ينصح بضرورة إعادة تسخينها قبل الأكل.
يجب العلم أيضا أن هناك بعض الأطعمة الموسمية الجيدة للوقاية من أمراض الشتاء والتي من الوارد أن تتمثل في اللحوم الخالية من الدهون والأسماك الدهنية التي تحتوي على أوميغا 3 مثل السلمون وسمك القاروص، والبيض والحليب وفول الصويا، وبعض أنواع الفواكه والخضروات الطازجة مثل الكرنب والقرنبيط والملفوف والبرتقال والمانجو والبابايا والموز، ومن ثم زويد الجسم بالفيتامينات والمعادن الوفيرة.
ينصح أيضا بأهمية تضمين بعض التوابل الطبيعية داخل وجباتنا الغذائية اليومية مثل الثوم والزنجبيل وبعض الأعشاب مثل الكزبرة والريحان وما إلى ذلك حيث يجب أن يتم تنفيذ ذلك بانتظام في الوجبات المتناولة يوميا للمساعدة في زيادة الشهية والحفاظ على دفء الجسم، وكذلك لتدعيم سبل الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي بسبب وجود المضادات الحيوية النباتية.
لا يقتصر الأمر على الطعام فقط، بل يمتد الوضع الغذائي ليشمل مكملات المياه الكافية والتي تساعد بشكل رئيسي في أداء أنشطة التمثيل الغذائي في داخل الجسم وبشكل طبيعي حيث من الممكن أن يتم تناول الماء النقي والمفلتر أو المرق أو عصير الفاكهة ، مما يضمن هذا حصول الجسم على 1.5-2 لتر من الماء يوميا.
3) التطعيم ضد الأمراض
يقوم الطقس البارد بالعمل على خلق ظروفا مناسبة لمسببات الأمراض المعدية حيث التطور والانتشار بكل سهولة داخل المجتمع، فالجدير بالذكر أن العديد من حالات التفشي تتسبب وبشكل رئيسي في زيادة مخاطر الإصابة بالعدوى المشتركة أو العدوى الفائقة.
على أرض الواقع، يجب العلم أن معظم الفيروسات والبكتيريا الأكثر شيوعا التي تسبب الالتهاب الرئوي لديها لقاحات للوقاية من المرض، فبالإضافة إلى اللقاحات المعتادة، إلا أنه من الضروري حقن عدد من اللقاحات الأخرى للوقاية من أمراض الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا والحصبة ولقاحات المكورات الرئوية وما إلى ذلك.
بوجه عام، وللوقاية من أمراض الطفولة بشكل استباقي، فيوصى بضرورة تطعيم البالغين الذين يعانون من ضعف المناعة والأمراض الأساسية، وخاصة كبار السن.
4) الحفاظ على معايير النظافة
تعد النظافة الشخصية والمكان النظيف هما أيضا من أهم التدابير الفعالة للوقاية من الأمراض الكثيرة حيث يجب غسل اليدين بانتظام بالصابون قبل وبعد الأكل، أو بعد ملامسة الأسطح المعرضة لمخاطر الإصابة بالعدوى.
من ناحية أخرى، يجب على الأطفال تجنب الاتصال الوثيق مع البالغين أو الأطفال الآخرين الذين يسعلون حتى لو كان هذا الأمر مجرد سعال شائع، فمن الهام معرفة أن الفيروس المسبب للالتهاب الرئوي القصبي هو فيروس شديد العدوى ويسبب المرض لدى أغلب البشر.
بالرغم من ذلك، وإذا أصيب الأطفال الأكبر سنا والبالغون بهذا الفيروس، فإنهم سوف يعانون فقط من نزلات البرد والسعال، ولكنه سيكون مصدرا مهما للعدوى وخاصة مع الأطفال الصغار دون سن الثانية، ومن ثم سيتطور المرض حتى يصل إلى التهاب القصيبات والتهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، فالجدير بالذكر أنه كلما كان الطفل أصغر سنا كلما زادت حدة المرض.