هل تعلمين بخصوص الإصابة بمشكلات المناعة الذاتية ؟ إنها فئة من الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الذي يتولى في الأساس الدفاع عن الجسم ضد هجمات البكتيريا والفيروسات يمكن أن تخترق حصونه , ولكنه أيضا مثله مثل باقي أجهزة الجسم كالجهاز الهضمي مثلا يمكن أن يعاني من اضطرابات ولكن تلك المرة فإن الخلل لن يصيب جزء واحد في الجسم بل سوف يكون نطاق التأثير أكثر اتساعا ليصيب أحد الحواس الخمسة الرئيسية المسئولة عن الرؤية ألا وهي والعين مؤديا إلى طهور عدد من التأثيرات السلبية المهددة لصحتها .. ومن هنا سوف نقدم من خلال مقالنا التالي5 أنواع من اضطرابات المناعة الذاتية تؤدي إلى مضاعفات في العيون .
5 أنواع من اضطرابات المناعة الذاتية تؤدي إلى مضاعفات في العيون
حول الأمراض المناعية
كماهي معروفة طبيا بأمراض المناعة الذاتية فإنه توجد بعض الحقائق السريعة بشأنها حيث يتعلق بآلية عمل المنظومة المناعية في الجسم , والتي تعد بمثابة الحارس الأمني الذي يطلق كافة أسلحته وأجسامه المضادة لمكافحة أي كائنات متطفلة , يمكنها شن هجوم على الجسم , ولكن حدوث اختلال وظيفي سوف يقوم بقلب الأمور رأسا على عقب .حيث يواجه جهاز المناعة اخفاقات في قيامه بالتعرف على البصمة الجينية المختلفة التي تشكل خاصية تنفرد بها كل خلية من خلايا الجسم على حدة , وبالتالي يبدأ بمهاجمة خلايا الجسم ذاته على أنها أجسام غريبة وهذا مخالف تماما لإطار عمله الطبيعي مما ينم عن وجود مشكلة بالغة الأثر تستوجب توجيه الأنظار إليها في محاولة لتجنب المضاعفات المحتملة
ولكن الأمور قد تخرج عن نطاق السيطرة في بعض الأحيان ,لتقوم أحد تلك الأمراض البالغ عددها 80 مرض تقريبا بمحاربة خلايا الجسم السليمة كنوع من التقدير الخاطىء منه , وهنا سوف نتناول أحد تلك المضاعفات التي تنعكس سلبا على صحة العيون
اضطرابات مناعية مسببة لأمراض العيون
هذا العضو الحساس الذي يعتبر مرشدنا في الحياة حين يساعدنا على إبصار كل ماحولنا يجب أن يلقي مزيد من الرعاية والإهتمام حيث يمكن أن يصاب بالخلل جراء تشخيص الجسم بأحد الأمراض المناعية
1- الروماتويد
يعرف بإلتهاب المفاصل الروماتويدي , وهي حالة التهابية مزمنة تندرج ضمن أمراض المناعة الذاتية المسببة لآلام شديدة نتيجة حدوث التهاب وتهيج مفصلي , حيث يستهدف السائل الزلالي الموجود بين تجاويف المفاصل ويكون له دور بارز في منع احتكاك العظام ببعضها البعض , فضلا عن إضفاء ليونة ومرونة أثناء الحركة والمشي , ويمكن أن يصاب هذا السائل بالإلتهاب مما يجعل أكثر سمكا والذي يسبب انتقال تأثيره المدمر إلى الغضاريف والعظام التي ترتبط مع المفصل ويعد هذا أحد الأسباب الشائعة لتآكل وتلف المفصل والذي يتطور إلى تشوهات دائمة . ,ولكن التأثير السلبي لهذا المرض المناعي لايتوقف عند المفاصل والعظام فقط ,بل يمكن أن يشمل أيضا أعضاء حيوية وحواس رئيسية أخرى في الجسم كالقلب والرئتين , والعينين.
ووفقا لآراء الأطباء , فإن الروماتويد أيضا يسبب مضاعفات خاصة بصحة العيون والتي يمكن يقع الأشخاص في المراحل العمرية الصغيرة ضحية لها ومن أكثرها شيوعا مشكلة اعتام عدسة العين التي تعرف بين الأشخاص بالمياة البيضاء حين تفقد عدسة العين شفافيتها وتصاب بالعتامة مما يجعل الرؤية غير واضحة, كما أنه من المتوقع أيضا الإصابة بإلتهاب حاد واحمرار وتهيج في الجزء الأبيض من العين الذي يعرف بإسم الصلبة , وليس الشباب فقط مايكونوا أكثر عرضة لكل تلك المشكلات بل أن الأشخاص من كبار السن يعانون من مشكلات عديدة ومن ضمنها جفاف العيون الذي يشبه وجود حبات رمال في العين مؤدية إلى التهابها وتهيجها ويصاحب ذلك شعور بالوخز والحرقان , وكل ذلك نتاج لفقدان الرطوبة والإنتاجية الكافية من الدموع
2- الذئبة الحمراء
مرض آخر ينضم إلى صفوف الإضطرابات المناعية , والذي تهاجم فيه الأنسجة الذاتية ولكنه تلك المرة تظهر أعراضه على الجلد في صورة طفح جلدي أحمر على الوجه متخذا شكل فراشة مفرودة الجناحين على الخدين ولكن هذا العرض ليس شرطا أن يواجه جميع الأشخاص المصابين بالذئبة الحمراء , ولاتوجد علامات مشتركة بين المرضى حيث تختلف كل حالة عن غيرها إلا أن غالبية الأشخاص يعانون من نوبات يطلق عليها نوبات الإحتدام حيث تكون الأعراض سيئة لبعض الوقت, ولمدة قصيرة ثم بعد ذلك يطرأ عليها تحسنا حتى تتلاشى تماما لفترة أخرى.
وبالإضافة إلى ظهور مؤشرات معينة على مرض الذئبة على المصابين به مابين سيطرة الإرهاق الشديد, والحمى , والآفات الجلدية خاصة عند التعرض المفرط لأشعة الشمس, مع تحولات في لون جلد أصابع اليدين والقدمين لتكون باللون الأبيض أو الأزرق , وكل ذلك لايمنع التأثير الجسيم على صحة العينين حيث تظهر مشكلات اعتلال الشبكية الذي يعد من المشكلات ذات الصلة بمضاعفات مرض السكري ويستهدف الأوعية الدموية بالغة الدقة الموجودة في العيون ,ويرتبط بحدوث التهابات مستمرة ومتكررة , ومن بين المضايقات الشائعة أيضا تلك الإلتهابات التي تصيب الجزء الملون في العين ويعرف بالقزحية ,ويمكن أن يتطور إلى فقدان البصر
3- مرض بهجت
ربما نتعجب من اسم هذا المرض , لكنه يعبر عن أحد المشكلات الطبية النادرة ذات التأثير على العين نتيجة ارتباطه بحدوث التهابات في الأوعية الدموية الموجودة في كل أجزاء الجسم ومنها العين , وعلى أثره يمكن توقع إصابة الأوردة الدقيقة الموجودة في الشبكية بجلطة دموية , مما يقود إلى أضرار هائلة في الأنسجة العصبية مؤديا إلى تدميرها ,وبالتالي حدوث العمى الدائم.
اقرأ أيضا تحليل المناعة .. علامات تدفعك إلى ضروة اجرائه
4- تصلب الجلد
على الرغم أن وصف تصلب يطلق على العظام , إلا أن هذا المرض المناعي يفقد الجلد طبيعته ليكون أكثر صلابة وسماكه مما يعد أمر مخالف لصورته الطبيعة , ويحدث نتيجة تراكم بروتين الكولاجين الذي يـتالف من الأنسجة الضامة في أجزاء مختلفة من الجسم ويشمل ذلك أيضا الجلد , وبسبب تلك التجمعات المتراكمة فإن العين يمكن أن تتعرض أيضا لمشكلات صحية عديدة من أبرزها التهاب العنبية والذي يوجه على الطبقة الوسطى من العين مما يسبب احمرار العين , وفرط افراز الدموع , وتزايد رؤية جسيمات عائمة , مع ضبابية الرؤية.
5- التهاب العمود الفقري
حيث تصاب المفاصل الواقعة بين الفقرات بالتورم, والتهيج بسبب تأثير العدوى البكتيرية والفطرية لتكون ملتهبة الأمر الذي قد يتطور إلى حدوث مضاعفات وخيمة تتعلق بصحة العيون مسببة التهاب حاد في كلا من الملتحمة والقزحية مما ينعكس على الرؤية مسببا عدم وضوحها.