تختلف الرغبة الجنسية من شخص لآخر رجلا كان أو امراة حيث انها ترتبط بصورة مباشرة بالحياة الجنسية للزوجين معا. ولكن في حالة ملاحظة أن الرغبة الجنسية لدينا يحدث لها تغير إلى الأسوأ وبشكل سلبي كبير، فهنا يجب علينا أن نقف قليلا على هذا الامر ونبحث عن أهم أسباب حدوث هذه الحالة حتى نستطيع التعامل معها والعمل على إصلاحها قدر الإمكان. بشكل أكثر توضيحا قررنا اليوم ان نتحدث عن أهم 5 عادات سلبية تؤدي بشكل مباشر إلى قتل الرغبة الجنسية للزوجين ومن ثم التاثير بصورة سلبية عليهما.
الرغبة الجنسية والعوامل المحيطة
تختلف الرغبة الجنسية في جميع الأفراد وتتقلب بشكل طبيعي طوال فترات الحياة حيث من الوارد حدوث بعض الانخفاضات الطبيعية في أوقات التوتر والتقدم في العمر. ولكن في بعض الأحيان يزداد الأمر حتي يصل الوضع إلى عدم الإهتمام بالعلاقة الجنسية إطلاقا وفي حالة من عدم الشعور.
يعد هذا هو السبب أيضا في أن الكثير من الناس لا يستطيعون فهم السبب، بينما لا يزالون يبدون طبيعيين ولكن قد أصابتهم حالة من إنخفاض الرغبة الجنسية لديهم. الجدير بالذكر أن عملية فهم ما يدفع عن الرغبة الجنسية حقا يعد أمر معقد في حين أن العواطف قد تكون قوية ومؤثرة، إلا أنه في بعض الأحيان يمكن لعوامل أخرى مثل النظام الغذائي، وخاصة نمط الحياة والعادات، أن تقلل بل تقتل الرغبة الجنسية بشكل مباشر.
أهم 5 عادات سلبية تقوم بقتل الرغبة الجنسية
أولا: القلق والتوتر والإكتئاب
بصورة مباشرة تساعد العلاقة الجنسية السليمة في العمل على تقليل التوتر، ولكن في حالة إستمرارية القلق والحزن والإكتئاب، فمن الوارد أن ينتج عن هذا الوضع فقدان القدرة الكاملة على ممارسة العلاقة الجنسية.
مما لا شك فيه أن القلق والتوتر من المشاكل الشائعة في بعض مراحل الحياة بل ويكاد أغلبها في هذه الآونة. ولكن يعد القلق المستمر من الأمور المرضية التي يجب عدم غض الطرف عنها لأنها تعد سببا رئيسيا وواضحا في انخفاض الرغبة الجنسية كما ذكرنا من قبل.
إلى جانب ما سبق ذكره، فيعد الإجهاد أيضا من العوامل المباشرة التي لها تأثير مباشر على المشاكل الجنسية في كل من الرجال والنساء، وذلك لأن الإجهاد يمكن أن يعبث بمستويات الهرمونات، ومن ثم ينتج عن هذا الأمر تضيق الشرايين في أوقات التوتر حيث أن هذا التضيق يقيد تدفق الدم ويحتمل أن يسبب مشكلة عدم القدرة في الحفاظ على الانتصاب لفترة كافية لخلق حالة الرضا خلال العلاقة الجنسية.
بشكل محدد يمكن للاكتئاب أن يغير جميع تفاصيل الحياة حيث يشعر الأشخاص المصابون بعدم الاهتمام تماما بالأنشطة التي وجدوها ممتعة من قبل، بما في ذلك العلاقة الجنسية.
إقرأ أيضا: إرتفاع ضغط الدم وتأثيره السلبي على الحياة الجنسية
ثانيا: الخجل من البنيان الجسماني
يتم تعريف احترام الذات على أنه نظرة الشخص العامة عن نفسه والتي تحمل بداخلها العديد من معاني تقدير الذات. ولكن من الممكن أن يؤثر الخلل في احترام الذات وتدني الثقة بالنفس وضعف صورة البنيان الجسدي على عواطف الشخص ورفاهيته.
من الهام معرفة أنه في حالة الشعور دائما بعدم الجاذبية أو المعاناة من بعض المشاكل الجسدية، فقد يعيق ذلك الأمر من أداء العلاقة الجنسية حيث أن الدونية الجسدية تجعل الفرد أكثر ميلا إلى الرغبة في تجنب ممارسة العلاقة الجنسية، بل قد يصل الأمر إلى عدم تواجد الرغبة إطلاقا.
بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي تدني احترام الذات إلى حدوث الإصابة ببعض المشاكل الصحية والعقلية مثل المعاناة من الاكتئاب والإضطرابات.
ثالثا: ممارسة التمارين الرياضية بصورة غير متوازنة
عند القيام بممارسة القليل جدا أو الكثير من التمارين الرياضية فمن الممكن أن يتم ترجمة هذا الأمر إلى حدوث انخفاض في الرغبة الجنسية وبالأخص لدى الرجال.
فيجب العلم أن القليل من التمارين أو عدم ممارسة الرياضة من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية والتي بدورها يمكن أن تؤثر على الرغبة والإثارة الجنسية.
أما عند ممارسة التمارين الرياضية بانتظام فإن هذا الأمر يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري، وكلها عوامل مرتبطة بالرغبة الجنسية. فالجدير بالذكر أن التمارين المنتظمة والمعتدلة تساعد بصورة مباشرة على خفض مستويات الكورتيزول في الليل وتقليل التوتر، مما يترتب على هذا الأمر حدوث زيادة في الرغبة الجنسية.
من ناحية أخرى، ثبت أيضا أن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية من الأمور التي لها تأثير سلبي على الصحة الجنسية حيث ترتبط المستويات المنتظمة من تمارين التحمل طويلة الأجل وعالية الكثافة ارتباطا وثيقا بانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال.
رابعا: تناول المزيد من الأطعمة المصنعة
يعتمد إنتاج الهرمونات الصحية والمتوازنة بداخل الجسم على العديد من العناصر الغذائية المحددة مثل أحماض الأوميغا 3 الدهنية والأحماض الأمينية والألياف. فهذه العناصر الغذائية الأساسية توجد بشكل رئيسي في الأطعمة غير المصنعة مثل اللحوم والأسماك والخضروات الخضراء والفواكه والحبوب الكاملة.
الجدير بالذكر أن المعالجة للأطعمة تقوم بإزالة معظم العناصر الغذائية الموجودة في الطعام، لذا فإن تناول الكثير من الأطعمة المصنعة بانتظام يمكن أن يؤدي إلى نقص المغذيات، وعلى المدى الطويل يمكن للسكر والدهون غير المشبعة فيها أن تلحق أضرارا جسيمة بالهرمونات والرغبة الجنسية لدى الرجل والمرأة.
فعلى سبيل المثال، عندما تتم معالجة القمح إلى دقيق أبيض ، فإنه يفقد حوالي 3/4 من عنصر الزنك، وهو معدن ضروري لممارسة العلاقة الجنسية من جانب الذكور بالإضافة إلى إمكانية تسبب تناول الحبوب المكررة في حدوث مقاومة الأنسولين مما يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة بمرض السكري الذي يعمل على تسريع تضيق الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ومن ثم حدوث ضعف الانتصاب.
تُزيد الحلويات أيضا من مستويات هرمون الأنسولين، مما قد يتسبب هذا في تخزين دهون البطن، وفقدان كتلة العضلات، والتسبب في انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، فيجب العلم أنه في الرجال تزيد دهون البطن من مستويات هرمون الاستروجين مما قد يؤدي هذا إلى حدوث انخفاض بالرغبة الجنسية وضعف في الإنتصاب.
أهم الحلول المقترحة للعمل على تحسين الرغبة الجنسية
يختلف أمر تحسن انخفاض الرغبة الجنسية من شخص لآخر، ولكن مع معرفة جذر المشكلة التي تؤثر على حياتك الجنسية سيسهل عليك إيجاد حلول فعالة لها، ولكن بوجه عام يقترح الأطباء بعض الحلول لتحسين إنخفاض الرغبة الجنسية مثل:
– إتباع أسلوب حياة صحي قدر الإمكان.
– الحصول على الإسترخاء والراحة عند الحاجة.
– ممارسة التمارين الرياضية بشكل صحي معتدل.
– إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
– الحد من الأطعمة المصنعة.
– تعزيز المشاركة والتواصل مع الشريك.
– إذا كانت هناك مشاكل مرضية قد تؤثر في القدرة على الرغبة الجنسية، فيوصى بضرورة تلقي العلاج الفوري.