من منا يستطيع إنكار أن التدخين من أبشع العادات والسلوكيات التي يقوم الكثير من الأشخاص بممارستها وبشكل دائم ومستمر قد يشبه الإدمان، فالجدير بالذكر أن هذه العادة البغضاء تحمل بين ثناياها العديد من المخاطر والمشاكل الصحية والأضرار حتى قد يصل الأمر إلى حدوث نقص في المغذيات والفيتامينات الموجودة في الجسم. بوجه عام جئنا اليوم من خلال مقالنا التالي لكي نتعرف على أهم 5 فيتامينات ومعادن قد يحدث لها نقصان داخل جسم المدخنين وهذا لكي يتم العمل على تعويضها قدر الإمكان.
لماذا يعاني المدخنون من نقص المعادن والفيتامينات؟
تعد عادة تدخين السجائر من العادات الخطيرة التي تعمل على تفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي، مما قد يؤدي ذلك أيضا إلى حدوث نقص في المغذيات الدقيقة وهذا بسبب تأثير التبغ على استقلاب المغذيات.
الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يكون هذا التأثير مباشرا أو غير مباشر، بما في ذلك:
-
ضعف الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام
تعد مادة النيكوتين الموجودة في السجائر من أهم المواد التي لها تأثير كبير على هرمون (اللبتين) الذي يعزز الشعور بالشبع ويقلل من الشهية ويزيد أيضا من إنفاق الطاقة. لذا فيمكننا القول بأن السجائر تسبب تغيرات جذرية في سلوكيات تناول الطعام.
من الهام أيضا معرفة أن ضعف حاسة الشم والتذوق بسبب ممارسة عادة التدخين من الأمور التي تعمل على جفاف الفم ويقلل من شهية تناوال الطعام. بالإضافة إلى ذلك فمن المرجح أيضا أن يكون لدى المدخنين عادات غذائية سيئة مثل استهلاك الكثير من القهوة ومشروبات الكافيين والأطعمة الدهنية وعدم تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات المفيدة للجسم.
-
التداخل مع امتصاص العناصر الغذائية
يعتبر التدخين من الأمور التي لها تأثير سلبي على كيفية استخدام الجسم للفيتامينات والمواد المغذية. فيجب العلم أن النيكوتين والمواد السامة الموجودة في السجائر لا تسبب فقط فقدان الجسم للفيتامينات والمعادن ولكنها أيضا تقوم بمنع امتصاص العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج لها الجسم بصورة كبيرة.
-
التأثيرات السلبية على الجهاز الهضمي
يقلل تدخين السجائر من إفراز العصارات الهضمية في المعدة ويسبب الكثير من المشاكل في الجهاز الهضمي والتي تتمثل في حرقة المعدة، والارتجاع المعدي، والاثني عشر. بالإضافة إلى قيامه بالعمل على تقليل القدرة على امتصاص العناصر الغذائية من الأطعمة التي يتم تناولها.
-
حدوث تلف الكبد
يجب علينا معرفة أن الكبد هو المسؤول عن استقلاب وتخزين العديد من العناصر الغذائية، ومع ممارسة عادة التدخين فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث ضعف بوظائف الكبد حيث تؤثر هذه الحالة المرضية بشكل مباشر على قدرة الجسم في توصيل العناصر الغذائية المهمة.
-
التداخل مع الجهاز المناعي
يمكن للسجائر أن تقلل من وظيفة الجهاز المناعي ومن ثم يتسبب هذا الأمر في ضعف مقاومة الجسم حيث تجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ونقص المغذيات.
لذلك، يحتاج المدخنون إلى إيلاء اهتمام خاص بالتغذية للحفاظ على نظام غذائي متوازن ومغذي، وهذا حتى يتم تعويض الجسم عن الآثار السلبية التي يتركها التبغ على الصحة.
إقرأ أيضا: ما هي الفيتامينات اللازمة للجسم عند تناول أدوية إنقاص الوزن؟
ما هي أهم 5 فيتامينات والمعادن يعاني المدخنين من نقصانها؟
توجد العديد والكثير من الفيتامينات التي يعاني المدخنون من نقصانها في الجسم. فالجدير بالذكر أنها تتمثل فيما يلي:
أولا: فيتامين C
يعتبر فيتامين C من الفيتامينات الضرورية للجسم لكي يقوم الجسم بأدائه الطبيعي، ويساعد على تقوية القوة، ويحارب الأمراض الفيروسية أو البكتيرية أو المعدية حيث أنه له وظيفة هامة ألا وهي العمل على إزالة السموم. فمن الهام معرفة أن الأشخاص الذين يدخنون بشراهة يعانون بصورة كبيرة من نقص الفيتامينات، وخاصة فيتامين C.
عند ممارسة عادة التدخين، تزداد الحاجة إلى فيتامين C مما يقلل هذا من كمية مخازن الفيتامينات في الجسم. فوفقا للعديد من الابحاث والدراسات، فإن تدخين سيجارة واحدة يسلب الجسم 25 ملغ من فيتامين C أي ما يعادل محتوى فيتامين C برتقالة واحدة.
ثانيا: فيتامين E
كما حدث مع فيتامين C فيحدث الشيء نفسه مع فيتامين E، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية الذي يلعب دورا مهما في الوقاية من العديد من الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وباركنسون، ومرض الزهايمر وحتى السرطان.
ثالثا: الحديد
نظرا لأن التبغ يؤدي إلى نقص فيتامين C، وهو أمر ضروري لامتصاص الحديد، فإن التدخين يؤدي أيضا إلى نقص الحديد. فالجديربالذكر أن الحديد هو عنصر أساسي في إنتاج خلايا الدم الحمراء حيث يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى حدوث الإصابة بفقر الدم الوخيم، والعديد من الأعراض المرضية مثل التعب، والإسهال، وضعف العضلات، والتهيج، والارتباك أو فقدان الذاكرة.
رابعا: فيتامين د والكالسيوم
يؤثر التدخين على امتصاص فيتامين د في الجسم والذي يلعب دورا مهما في امتصاص الكالسيوم. فيجب العلم أن إنخفاض امتصاص الكالسيوم يأتي جنبا إلى جنب مع انخفاض امتصاص فيتامين (د) ومن ثم تحدث حالة مرضية تعمل على تسريع فقدان العظام مما يؤدي هذا إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام أو حتى الكسور.
خامسا: فيتامين أ
فيما يخص نقص هذا الفيتامين فقد أظهرت العديد من الدراسات حدوث نقص فيتامين (أ) لدى المدخنين، والذي يمكن أن يؤدي تطور نقصانه إلى حدوث فقدان في البصر وتطور أمراض العيون الخطيرة. بالإضافة إلى إمكانية حدوث فشل في الجهاز التنفسي أو الإصابة بمشاكل فرط النشاط.
في النهاية يمكننا القول بأن هذه المغذيات الدقيقة كلها مهمة للحفاظ على الصحة العامة. لذلك، يحتاج المدخنون إلى إيجاد طريقة للتخلص من هذه العادة السيئة ومحاولة التركيز على أمر الحفاظ على نظام غذائي متوازن ومتنوع ومغذي. وإذا لزم الأمر، يمكن طلب المساعدة من خبراء التغذية والمهنيين الطبيين للتحقق من الحالة الصحية وتقديم المشورة السليمة والصحيحة بشأن النظام الغذائي وضمان التغذية الكافية للجسم.