قد يبالغ زوجك في تدليل طفلكما رغم محاولاتك المتكررة لحثه على تجنب الإفراط في التدليل حتى لايؤدي ذلك إلى إفساد الطفل وتمرده على القواعد المنزلية فإذا كان طفلك مدللا فكوني دائما على استعداد لسماع عبارة سوف تفسدي هذا الصغير وسنتعرف من خلال مقالنا التالي على طرق التعامل مع طفلك المدلل .
كيف أتعامل مع طفلي المدلل ؟
عزيزتي الأم لست وحدك من تتعرضين للإحراج من تصرفات طفلك المدلل ولكن ماذا نعني حقا بالطفل المدلل ؟ وكيف تعرفين عما إذا كان طفلك مدللا أم لا وماذا يمكنك فعله لتجنب إفساده إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل؟
هل من العدل استخدام مصطلح مدلل لوصف سلوك طفلك ؟
يستنكر معظم خبراء تنمية الطفل استخدام مصطلح “الطفل المدلل”. بينما يشير ديفيد إلكيند ، أستاذ تنمية الطفل بجامعة تافتس ومؤلف كتاب The Hurried Child: Growing Up Too Fast Soon ، إلى أن هذا المصطلح من حقبة مختلفة. حيث أن الآباء الذين يدللون أبنائهم غالبًا مايفعلون هذا بدافع النوايا الحسنة ،حيث يريدون حقًا منح أطفالهم كل شيء دون حاجتهم إلى العمل وبذل الجهد من أجله. لكن العالم لا يعمل بهذه الطريقة.
متى تصبح تنفيذ رغبات طفلك تدليلا ؟
من الطبيعي أن طفلك حديث الولادة لايتدلل حين يبكي وترتفع صرخاته فلايمكن أبدا توقع أن الذهاب إليه مسرعة وتلبية إحتياجاته سوف يساهم في إفساده فمن الصعب إفساد الأطفال الرضع لأنهم لا يحاولون التلاعب أو المناورة. أما بمجرد وصول طفلك إلى مرحلة الطفولة ، فأنت مازلتي تحتاجين حقًا إلى بناء الشعور بأن العالم مكان آمن بالنسبة لهم .
ببلوغ طفلك مرحلة عمرية تبدأ من سن ثلاثة سنوات ونصف فيما فوق فيمكنك توقع إفساده في حالة تلبية كافة طلباته من خلال إعطائه الكثير دون وضع حدود وعدم توقع قيام طفلك بما هو صحي. لكن لا يوجد أي إفساد لطفل عمره 6 أشهر.
بينما تشير أبحاث أخرى إلى أن الأطفال الذين يستجيب آباؤهم بشكل أسرع لاحتياجاتهم ، بما في ذلك صرخاتهم ، يكونون أكثر سعادة واستقلالية بوصولهم إلى العام الأول من العمر، كما يقول غورسكي. حيث يقومون ببناء ثقة مع آبائهم وانهم موجودون دائما عندما يحتاجون إليهم .
ماذا عن نوبات الغضب عند الأطفال ؟ هل هؤلاء الأطفال مدللون؟
تشير الدراسات إلى أن نوبات الغضب تعد بمثابة جزء من التطور الطبيعيك لطفلك. ويشار إليها بأنها الوقت الذي يميز فيه الأطفال أنفسهم ، ويفعلون ذلك بقولهم لا واعتراضهم المستمر على الأشياء بالرفض فلا تفقدين أعصابك حيث يعد هذا من الأمور العاديةوفي نفس الوقت هذا لا يعني أنك لست بحاجة إلى وضع حدود لطفلك أو أنه يجب عليك دائمًا الاستسلام. لكن تكرار قول “لا لا لا لا لا!” في كل مرة تطلبي منه ارتداء ملابسه أو تناول الطعام لا يعني بالضرورة أن الطفل مدلل. وإنما يعني فقط أنه يعمل على بناء شخصيته .
علامات تدل على أنك تدلل طفلك
قد تقدمين العشاء لطفلك كل ليلة ويرفض الأطعمة الذي قمتي بوضعها على الطاولة وفي تلك الحالة ننصحك بألا تبدأي بالصراخ والشجار وابذلي قصارى جهدك في إعداد وجبة خاصة لما يفضله من الأطعمة مرة أو مرتين مع مراعاة استيعاب أن بعض الأطفال لديهم احتياجات غذائية معينة نتيجة حالة من الحساسية الغذائية لكن إصرار طفلك المتزايد كل ليلة على رفض الطعام أو أوامر خاصة واستجابتك دائما لرفضه قد يشكل طريقة لإفساده وينبغي إعادة تقييم سلوكه حتى لو أدى ذلك لتفويت وجبة وتشير الأبحاث إلى أنه إذا فات طفل في الخامسة من عمره وجبة فلن يؤذيه”.
نوبات الغضب والبكاء
رغم أننا ذكرنا أن موجات غضب الأطفال الصغار ولكن عندما يعلن طفل يبلغ من العمر 5 أو 6 سنوات عن غضبه لعدم حصوله على ما يريد ، فهذا غير مناسب للمرحلة العمرية .حيث تؤكد الأبحاث رغم أن نوبات الغضب تمثل الطريقة الوحيدة للتعبير عن مشاعره الأطفال الصغار ، ولكن في الأطفال الأكبر سنًا ، تكون نوبات الغضب متلاعبة.
اقرأ أيضا كيف أتعامل مع طفلي الخجول؟
الاعتماد الشديد على الوالدين.
يعتمد كثير من الأطفال على آبائهم بطريقة شديدة معلنين تعلقهم بهم فقد لايستطيع طفلك النوم إلا في حالة تواجدك بجواره لذلك لن يسمح لك أبدًا بتركه مع جدته أو جليسة أطفال ، وقد يشكل الأمر صعوبة خاصة عندما يحين وقت الذهاب إلى المدرسة أو الرعاية النهارية وتشير الأبحاث إلى أن تعلق الطفل الصغير بأمه أمرا عاديا ولكن مع تقدم الأطفال في السن، يجب أن يتعلم الأطفال أن يكونوا مرتاحين مع الآخرين وأن يكونوا بمفردهم.
يفضل أحد الخبراء ويدعي جورسكي استخدام مصطلح “مفرط في تناول الطعام” أو “مفرط الحماية بدلا من مصطلح مدلل فقد يقوم هؤلاء الأطفال بإدارة المنزل وفقا لقواعدهم وذلك لأن الآباء يعاملونهم كما لو كانوا أصغر سناً بكثير. وضعي في اعتبارك أو ربما لاتعرفين أن الأطفال الأكبر سنا أو أي طفل أكبر كثيرا في العمر من الأطفال الصغار يستمر في التصرف كطفل رضيع أو طفل صغير ويفعل نفس السلوكيات التي يفعلها الصغار مثل الركل والصراخ ، عض الأطفال الآخرين ، وعدم استخدام الطرق المناسبة للعمر للتعبير عن الأفكار والمشاعر . وهذه علامة على عدم شعور طفلك بالثقة والأمان في نفسه
نصائح لمساعدتك على تربية طفل غير مدلل
- احرصي على وضع حدود مناسبة لعمر طفلك حتى يتمكن الأطفال من متابعة الحياة بوفرة ، واختبار الحدود. ويمكنك البدء في سنوات الطفولة.
- ضعي مجموعة من الحدود للسلامة الخارجية من خلال التنبيه طفلك عدم لمس الموقد الساخن وتجنب الركض في الشارع. وتذكري التأكيد على ما هو مقبول وما هو غير مقبول ولاتقومي أبدًا بتغيير الرسالة التي تقومي بإرسالها لطفلك حول السلامة
- تعزيز السلوك الاجتماعي الإيجابي بطريقة مماثلة. من خلال معرفة الطرق التشجيعية التي تعلم طفلك مبادىء السلوك القويم ، مثل قول من فضلك وشكرًا واللعب بلطف مع الأصدقاء حيث يفضل تعزيز السلوك الإيجابي أكثر من النهي عن السلوك السلبي.
- قد يشكل جلوسك مع طفلك للتحدث بهدوء عندما يصل إلى مرحلة عمرية من الفهم والإستيعاب طريقة فعالة حيث أن الأطفال في سن المدرسة والمراهقون قادرون على التبصر ، لذا يفضل محاولة حل المشكلات معًا. فإذا قمتي بسؤال الطفل “لماذا تفعل هذا؟” قد لا يتمكن الطفل من إخبارك. ولكن إذا قمتي بسؤاله سؤالا محددا “أتساءل لماذا يستمر هذا في الحدوث” ، فإن هذا السؤال المفتوح قد يعطي طفلك مجالًا للتكهن والتفكير في الإجابة . وربما تتفاجئين بما تعلمه ,
- احرصي على البقاء هادئة وتجنبي الغضب حيث إن فقدان أعصابك نتيجة سلوك طفلك السىء يجعلك تشعرين بالسوء وتبدو كأنك خارج نطاق السيطرة بما يعد نوعًا ما مثل طفل مدلل ، وهذا في حد ذاته لا يعلم الطفل سلوكًا أفضل.
- كوني متسقة من خلال حرصك الدائم على فعل ما تقولي أنك ستفعله. ففي حالة إخبار طفلك أنه ستكون هناك عواقب لسلوك معين ، فعليه أن يعرف أنك تعني ذلك. وذلك من خلال قولك هذه المرة سأأخذ اللعبة حقًا إذا كنت لا تلعبين بها بشكل جيد وقد لا ينجح قولك لقد قمت بالتنبيه عليك عشرات المرات
- تشير الدراسات إلى أن خروج الطفل عن السيطرة وصراخه الدائم طلبًا للمساعدة ، ليس علامة على أن الطفل قد فسد. وعليكي معرفة أن أفضل ما في الأمر هو البدء مبكرًا وبصورة متسقة لوضع حدود ، لفهم الاحتياجات التنموية للرضع والطفل الصغير من أجل هذا التوازن الدقيق والحاسم بين الحرية والقيود.