قد تطرأ بعض التغيرات في وعي وإدراك الأشخاص وعلى وجه الخصوص كبار السن الذين وصلوا إلى مرحلة الشيخوخة وأصبحوا أكثر عرضة لعدد من الأمراض سواء أمراض عضوية كالضغط والسكر وأمراض القلب والشرايين أو متعلقة بالصحة العقلية ومنها هذا الخلل والتدهور الذي يشكل مرحلة أولية كبداية للإصابة بالخرف وسنقدم لكي بمزيد من التفاصيل كافة المعلومات المتعلقة بأعراض التدهور الإدراكي المعتدل وكيفية التعامل معه .
حول التدهور الإدراكي المعتدل
سواء أطلق عليه التدهور أو الضعف أو الإختلال الإدراكي المعتدل (MCI) فكلها مسميات تصف مرحلة معينة من التدهور المعرفي أو الإدراكي الذي تتم ملاحظته ويكون ناجما في الأساس عن معاناة الشخص من الشيخوخة والخرف
ولكيف يمكن الإستدلال على تلك الحالة لدى كبار السن ؟
في بعض الأحيان يعاني كبار السن من تغيرات سلوكية واضحة يمكن أن تتم ملاحظتها بسهولة من قبل أفراد العائلة والأصدقاء المقربين وقد تشمل تلك الجوانب المتغيرة أيضا كلام الشخص أو بمعنى أدق الأحاديث التي يسردها ورغم ذلك قد يتجاهل البعض تلك الحالة ولاينظرون إليها على أنها حالة مرضية تتطلب الرعاية والإهتمام بل يستخفون بها ولكن مالاتعلمينه أن تلك الحالة تحديدا يمكن أن تتطور سريعا جدا لدى المرضى للإصابة بالخرف في مرحلة لاحقة من الحياة وقد تصل إلى حد الزهايمر ولكن الأمر الجيد أن هؤلاء الأجداد ممن يعانون من الضعف الإدراكي يمكن أن يستعيدوا ذاكرتهم ووعيهم بما حولهم في حال حصلوا على الرعاية التامة وتناولوا العلاج في الوقت المناسب .
أعراض التدهور الإدراكي المعتدل
يعد النسيان من أكثر الأعراض شيوعا لدى كبار السن حيث يمكن أن يمتد ذلك إلى نسيان أشياء حدثت من وقت قريب نتيجة لعدم إدراكهم لها وذلك حيث أن الدماغ من الجوانب التي يشملها التغيير مع تقدم الشخص في العمر بالإضافة لما يمكن أن يطرأ على الشخص من استغراقه وقتا طويلا في التفكير بشأن مشكلة ما وربما يصادف شخصا ويبذل محاولات حتى يتذكر اسمه أو تاريخ أو حدث معين
ومن ضمن العلامات أيضا مايواجه الأشخاص في تلك المرحلة العمرية من فتور وصعوبات في آداء أنشطتهم اليومية الروتينية مما يشير أيضا إلى معاناتهم من ضعف إدراكي علاوة على بروز عدد من المشكلات التالية لدى المرضى على النحو التالي :
- زيادة معدلات نسيان أمور مهمة بشكل تدريجي أكثر فأكثر بوتيرة سريعة
- تشمل أوجه النسيان في الغالب الأحداث والأشياء الهامة مثل موعد أو لقاء اجتماعي
- تقلص نسبة الإهتمام بإجراء المحادثات , أو بروز حالة من الشرود الذهني أثناء قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام في التليفزيون.
- مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات السليمة أو وضع خطط لفعل شىء معين أو حتى توضيح أبعاد مشكلة ما من خلال شرحها
- ظهور بوادر للنسيان الطرق والإتجاهات المحيطة
- التهور الشديد وإصدار أحكام سيئة
- ملاحظة أعراض غير طبيعية طارئة على المريض من قبل العائلة والأصدقاء .
جنبا إلى جنب مع الأعراض سابقة الذكر سوف تبرز أيضا بعض المشكلات ذات الصلة بالصحة النفسية مثل : الاكتئاب، والتهيج والعدوانية، والقلق، واللامبالاة بالعالم من حولهم.
اقرأ أيضا إكتشفي عزيزتي أهم الفيتامينات المناسبة لكبار السن
أسباب التدهور الإدراكي المعتدل
من خلال الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع لم يتم استكشاف سبب دقيق حول تلك الحالة حيث أن الأعراض تكون مبهمة إلى حد كبير أو تتخذ شكل أعراض راكدة لسنوات قبل تحولها النهائي إلى مرض الزهايمر , ولكن ذلك لايعد بمثابة قاعدة نهائية بل أنه في ظل الإجراءات العلاجية الصحيحة يمكن أن تتحسن الأعراض بنسبة كبيرة .
وعلى الرغم من عدم وجود أسباب محددة للضعف الإدراكي المعتدل إلا أنه بالنسبة لهؤلاء المرضى ذوي الإعاقة المعرفية فإنه توجد عدة عوامل تتداخل مع الأمر .
- الأورام الشاذة لبروتين بيتا أميلويد (اللويحات) ومجموعات البروتين المجهرية المميزة لإضطراب الزهايمر
- كتل صغيرة من البروتين يطلق عليها تاو مرتبطة بمرض باركنسون ، والخرف، وبعض حالات مرض الزهايمر
- السكتات الدماغية الخفيفة أو انخفاض نسبة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية في الدماغ.
بعض من التغيرات المتعلقة بالتدهور المعرفي المعتدل والتي أظهرتها الأبحاث وتشمل
- تقلص الحصين مما ينعكس تأثيره على آدائه لوظائفه ، ويمكن هنا تفسير وظيفة الحصين بأنه منطقة دماغية مهمة تشارك في الاحتفاظ بالمعلومات وتكوين الذاكرة في الذاكرة طويلة المدى والتوجه المكاني
- تتأثر تلك المساحات المملوءة بالسوائل في الدماغ وتصاب بالضخامة التي يطلق عليها البطينات
- يحدث نوع من أنواع التقييد لإمتصاص السكر في مناطق مهمة من الدماغ.
عوامل خطر التدهور الإدراكي المعتدل
ترتبط الظروف الطبية ونمط الحياة بخطر التدهور المعرفي، بما في ذلك:
- داء السكري
- التدخين
- ارتفاع خطر الإصابة بضغط الدم
- زيادة نسبة الكولسترول في الدم
- سيطرة الإكتئاب الشديد
- عدم الإهتمام بممارسة التمارين الرياضية
- اهمالك للمشاركة المثمرة بشكل منتظم في الأنشطة الإجتماعية أو عدم حرصك على آداء العادات اليومية التي تساهم في تنشيط القدرات العقلية مثل قراءة الصحف، لعب الشطرنج
في كل عام، يعاني حوالي 1-2% من كبار السن من فقدان الذاكرة . ويشمل ذلك ضعفًا إدراكيًا خفيفًا، يؤثر على حوالي 6-15% من المرضى.
نمط الحياة للتدهور الإدراكي المعتدل
- يوصي الباحثون بأن اتباع نظام غذائي سليم وممارسة الرياضة والعيش بأسلوب حياة صحي يمكن أن يمنع أو يعكس التدهور المعرفي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ليست مفيدة لصحة القلب فحسب، بل يمكن أن تساعد في الوقاية من حالة التدهور المعرفي.
- يعد اتباع نظام غذائي منخفض الدهون وغني بالفواكه والخضروات من الخيارات الصحية لتعزيز صحة الدماغ.
- تناول المزيد من مصادر الأطعمة الغنية بالأوميجا 3، لأن الأوميجا 3 تعزز نقل الدوبامين (وهو ناقل عصبي يلعب دوراً مهماً في التحكم في أنشطة الدماغ والجسم، بما في ذلك: التحكم السلوكي والمعرفي، والنوم، والمزاج، والذاكرة) وتحسينها. الوظيفة المعرفية. ويمكنك تكملة أوميغا 3 من خلال الأطعمة مثل السلمون والتونة وزيت بذور الكتان.
- خلايا الدماغ شأنها شأن الخلايا العضلية، لذلك فهي تحتاج إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للبقاء في صحة جيدة.
- ممارسة التمارين الرياضية يوميًا من أكثر الوسائل الفعالة لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر بشكل كبير وتحسين الصحة العامة.