يعتبر التهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال من الأمراض الشائعة جدا التي عند حدوث الإصابة بها يجب على الوالدين الإنتباه والحذر الشديد لأنه في حالة إهمال ذلك فسوف يتحول المرض إلى التهاب كبيبات الكلى المزمن ومن ثم سوف يؤثر بشكل خطير على الصحة. في العموم سنتعرف اليوم من خلال سطورنا القادمة عن ما هو التهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال؟ وكيف نستطيع التعامل معه بشكل مناسب؟
ما هو التهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال؟
تعد الكلى هي أحد أهم أعضاء الجسم التي تأتي على شكل حبة الفول وتكون بحجم قبضة اليد حيث تقع على الجانبين، بالقرب من منطقة الخصر.
يجب علينا جميعا العلم أن المهمة الرئيسية للكلى تتمثل في تصفية الدم، وإزالة النفايات من الجسم عن طريق البول حيث تسمى الوحدات الصغيرة المسؤولة عن تصفية الدم في الكلى بمسمى الكبيبات.
هنا نأتي لمعرفة ما هو التهاب كبيبات الكلى عند الأطفال، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تظهر عندما تصبح الكبيبات ملتهبة ومتورمة ومتهيجة مما يتسبب هذا الأمر في عمل الكلى بشكل غير صحيح. ومن ثم سوف يكون السائل راكدا في الجسم مما يتسبب هذا في حدوث بعض التورمات في جسم الأطفال وبالأخص في مناطق الوجه والقدمين والكاحلين والسيقان.
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال؟
عند حدوث الإصابة بهذه النوعية من المرض، فقد يكون هذا الأمر مترتب على بعض المشكلات الصحية والمناعية التي تتمثل فيما يلي:
-
التهاب الحلق
عند حدوث الإصابة بإلتهاب الحلق الناتج عن العدوى ببكتيريا المكورات العقدية ، فيجب معرفة أن هذا هو السبب الأكثر شيوعا للتهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال حيث تتسبب هذه البكتيريا في إنتاج الإفرازات السمية التي تهاجم الكبيبات الكلوية وتتسبب في حدوث الالتهاب والتضرر الكلوي.
-
العدوى الفيروسية
توجد بعض من أنواع العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد والانفلونزا، وفيروس الكورونا، وفيروس البارفوفيروس التي يمكن أن تتسبب في حدوث الإصابة بإلتهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال حيث يتمثل ذلك في انتشار الفيروسات في الجسم ومن ثم الهجوم على الأنسجة الكلوية.
-
الأمراض الروماتيزمية
توجد بعض الأمراض الروماتيزمية المزمنة، مثل مرض الذئبة الحمامية، والتهاب المفاصل الروماتويدي التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال وبالأخص عند إهمالها وتركها بدون تلقي العلاج المناسب.
-
الأمراض المناعية
عند حدوث الإصابة بإضطرابات الجهاز المناعي كالتصلب اللويحي الكلوي، والمرض الكلوي المناعي الشعاعي فمن الممكن أن يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بالتهاب كبيبات الكلى الحاد.
-
الأمراض الوراثية
توجد بعض من الأمراض الوراثية مثل متلازمة ألبورت ومتلازمة نقص ضموريات الكبيبات الكلوية التي يمكن أن تعرض الأطفال لخطر الإصابة بالتهاب كبيبات الكلى الحاد وبنسبة مرضية كبيرة.
-
الأمراض الأخرى
من الهام أيضا معرفة أنه توجد بعض الأمراض البكتيرية الأخرى مثل التهاب الجيوب الأنفية الحاد والتهاب المسالك البولية التي يمكن أن تتسبب في زيادة خطر تعرض الأطفال لالتهاب كبيبات الكلى الحاد.
إقرأ أيضا: إستسقاء الكلى وأهم المضاعفات الصحية المترتبة على ذلك
ما هي أعراض الإصابة بإلتهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال؟
تشمل أعراض التهاب كبيبات الكلى الحاد لدى الأطفال العديد من العلامات التي يجب مراقبتها بعناية. الجدير بالذكر أن من أبرز الأعراض التي يمكن أن تتطور تدريجيا خلال فترة قصيرة ما يلي:
- الشعور بالآلام الشديدة في منطقة البطن، ولا سيما في الجانب الأعلى أو الخلفي من الجسم.
- يصاحب التهاب كبيبات الكلى الحاد عند الاطفال الشعور بالحمى العالية التي قد تصل إلى 39-40 درجة مئوية
- قد يعاني الطفل من حالة القيء والغثيان المتكرر، مما يسبب هذا الأمر فقدان في الوزن والشهية.
- يمكن أن يشعر الطفل بألم وحرقة عند التبول، وقد يصاحب هذا ارتفاع في تردد التبول.
- إذا كانت الكبيبات التي تتعرض للالتهاب تمتص كمية كبيرة من الدم، فقد تتسبب في تلون البول باللون الأحمر الداكن.
- قد يشكو الطفل من انخفاض ضغط الدم الناتج عن اضطراب وظيفة الكلى.
- من الممكن أن تتسبب هذه الحالة المرضية في حدوث تورم الوجه والقدمين نتيجة تراكم السوائل في الجسم.
- بعض الأطفال المصابين بالتهاب كبيبات الكلى الحاد قد يعانون من إسهال مفرط، مما يؤدي إلى فقدان السوائل والتركيز.
من الجدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تختلف من حالة لأخرى، وقد لا تظهر جميعها في نفس الوقت. ولكن بمجرد ظهور أي من هذه الأعراض، يجب الاتصال بالطبيب على الفور للحصول على التشخيص السريع والعلاج المناسب.
كيف يتم تشخيص إلتهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال؟
بالإضافة إلى قيام الطبيب بإجراء الفحص البدني العام والتعرف على التاريخ الطبي للطفل، فقد يطلب أيضا ضرورة إجراء بعض الاختبارات التالية:
- فحص الحلق.
- اختبار البول.
- اختبارات الدم.
- مخطط كهربية القلب (ECG أو EKG).
- الموجات فوق الصوتية للكلى.
- الأشعة السينية على الصدر.
- خزعة الكلى.
ما هي طرق علاج إلتهاب كبيبات الكلى الحاد عند الأطفال؟
إن علاج التهاب الكبيبات الكلوية الحادة عند الأطفال يهدف إلى التخفيف من الأعراض ومعالجة التهيج والتورم وتجنب تفاقم المشكلة ومنع حدوث أضرار دائمة على الكلى. إليك بعض الطرق المستخدمة في علاج هذه الحالة:
أولا: العلاج الدوائي
يتم اللجوء إلى إستخدام العديد من الأدوية لعلاج إلتهاب الكبيبات الكلوية الحادة عند الأطفال، بما في ذلك المضادات الحيوية للتحكم في العدوى وفرض التهدئة المختلفة لتقليل التورم والالتهاب. بالإضافة إلى ذلك فقد يُستخدم أيضا الكورتيكوستيرويدات لتقليل التورم وتهدئة الجهاز المناعي.
ثانيا: العلاج بنظم التغذية السليمة
ينصح الأطفال المصابين بإلتهاب الكبيبات الكلوية الحادة بتقليل استهلاك الصوديوم والبوتاسيوم والبروتين حتى لا تحدث لهذه العناصر تراكم في الدم. فيجب العلم أنه قد يتم توجيه الأطفال نحو ضرورة إتباع نظام غذائي صحي يفضل أن يكون قائما على الفواكه والخضروات الطازجة.
ثالثا: الراحة والعناية البدنية
يتطلب الأطفال المصابون بإلتهاب الكبيبات الكلوية الحادة ضرورة أخذ قسط كافي من الراحة وتجنب القيام بالنشاطات الشاقة التي قد تزيد من الضغط على الكلى. بالإضافة إلى أنه ينصح بشرب الكثير من السوائل وتجنب بشكل قاطع تناول المشروبات الغازية والكافيين.
رابعا: العناية بالجلد
قد يصاحب إلتهاب الكبيبات الكلوية الحاد عند الأطفال ظهور الطفح الجلدي والحكة، لذا ينصح بضرورة الاهتمام بنظافة وترطيب الجلد واستخدام مستحضرات طبية خاصة للتخفيف من أعراض الحكة والتهيج.
يجب العلم أن جميع هذه الطرق هي بعض الوسائل المشهورة لعلاج إلتهاب الكبيبات الكلوية الحادة عند الأطفال حيث أنه من المهم أن يتم تلقي الطفل العلاج اللازم تحت إشراف أطباء متخصصين، لأن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة وتلف دائم على الكلى.