يعتبر السعال هو أحد الأعراض المرضية الأكثر شيوعا والتي يتم على غرارها القيام بإصطحاب الطفل إلى طبيب الأطفال المختص. فمن الملاحظ أنه عندما يسعل الصغير وبشكل قوي أو مستمر، فغالبا ما يتملك الآباء الكثير من القلق، ومن ثم يقومون بالبحث على أفضل الطرق لخفض السعال ومن أهمها القيام بتناول الأدوية بشكل ذاتي بعيدا عن أي إشراف طبي. ولكن يجب العلم أنه إذا تم تناول الدواء بشكل غير صحيح، فسوف يكون هناك خطر متزايد من التعرض لآثار جانبية غير آمنة قد تصيب الطفل جراء تناول هذا الدواء. لهذا الأمر سوف نتحدث اليوم بشكل مفصل عن تناول الأطفال لأدوية السعال وما هي أهم الآثار الجانبية الخطيرة المترتبة على هذا الأمر؟
أدوية السعال والإستخدام الذاتي لها
في أغلب الأوقات يكون دواء السعال هو الخيار الأول عندما يرى الآباء طفلهم مصابا بالسعال. ولكن يجب علينا معرفة أن السعال هو استجابة الجسم الدفاعية التي تظهر عادة فجأة وبشكل متكرر حيث يكون هذا هو رد فعل مشروط يتم من خلاله إزالة البلغم، والأجسام الغريبة من الجهاز التنفسي. لذلك فيعد أمر اختيار دواء السعال للأطفال مع هذه النوعية من الحالات ليس ضروريا على الإطلاق.
من الممكن أن تستمر حالة السعال هذه من 7 إلى 14 يوما ويمكن أن تستقر من تلقاء نفسها، ولا ينبغي إساءة استخدام الأدوية في هذه الأوقات، إلا إذا إذا كان السعال مستمرا ومتواصلا لدرجة أنه يؤثر على نوعية حياة الأطفال.
على الأغلب قد تظهر الحالة المرضية هذه متمثلة في السعال المستمر، والتعب من السعال، والأرق، والقيء كثيرا، ومن ثم يصبح هناك حاجة إلى تناول دواء السعال للحد من الانزعاج والألم البدني الذي يصيب الطفل آنذاك الوقت.
أدوية السعال التي لا تستلزم وصفة طبية
تتواجد عدة أنواع من أدوية السعال التي يتم تناولها بشكل ذاتي حيث أنها تتمثل فيما يلي:
– مثبطات السعال: حيث يعد هذا الدواء هو الأكثر استخداما في حالات السعال الجاف الناجم عن التهيج، ومن أكثر الأنواع إستخداما وإنتشارا هو دواء الديكستروميثورفان.
– الأدوية المقشعة أو الطاردة للبلغم: تعمل هذه النوعية من الأدوية على القيام بتخفيف وطرد البلغم والمخاط المتواجد في الحلق حيت يترتب على ذلك تسهيل عملية الطرد، وخبق مشاعر الراحة شيئا ما للطفل. الجدير بالذكر أن أهم أنواع هذا الدواء هو الغوايفنيزين.
– مضادات الهيستامين: تساعد هذه الأدوية في تقليل تهيج الجسم لمسببات الأمراض، وبالتالي تحدث حالة من تخفيف السعال وهدوءه، فيجب معرفة أن هذه المواد قد تشمل الكليماستين والكلورفينيرامين ومزيلات الاحتقان سودوإيفيدرين.
– الأدوية المركبة: توجد الآن العديد من أنواع الأدوية المركبة والتي تحتوي على مكونات يتم دمجها من العديد من أدوية السعال المختلفة، فالجدير بالذكر أن أكثرها شيوعا هو ديكستروميثورفان وغايفينيسين حيث تعمل هذه الأدوية على تهدئة الحلق وتقليل نوبات السعال المستمرة.
بالإضافة إلى ماقمنا بذكره فمن الممكن أيضا أن تتم الإستعانة بـ زيت الأوكالبتوس والكافور والمنثول وهذا لدورهم الفعال في تهدئة نوبات السعال.
إقرأ أيضا: أسوأ العادات التي تصيب الأطفال بأمراض الأنف والأذن والحنجرة
الآثار الجانبية الشائعة لأدوية السعال
من الهام جدا معرفة أن إستخدام أدوية السعال لا يعمل على تقصير مدة المرض فقط، بل إنه أيضا يقوم بتحسين وتيرة نوبات السعال، وبالتالي فإن تعاطي مثبطات السعال يمكن أن يسبب ركود البلغم على نطاق واسع، مما يزيد هذا من خطر حدوث مضاعفات للأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعاطي أدوية السعال التي تؤخذ في حالة عدم الحاجة إليها، أو يتم تناولها في مرحلة عمرية خاطئة بجرعات غير مناسبة، فمن الوارد أن يترتب على تناولها زيادة خطر التعرض للعديد من الآثار الجانبية الناتجة عن تناول أدوية السعال. حيث أنه تتمثل في الآتي:
– التأثير على الجهاز العصبي المركزي: بشكل دقيق تقوم بعض الأدوية مثل الديكستروميثورفان بالعمل على ترك تأثير اكتئابي على مركز الجهاز التنفسي، لذلك يجب استخدامه بحذر مع الأطفال لرضع ، ومع الأطفال فوق سن الـ 6 سنوات، فينبغي عدم تناول هذا الدواء أوقات طويلة حيث أنه يسبب الإدمان.
– إصابة المعدة بالتهيج: تعد الأدوية الطاردة والمقشعة للبلغم من أهم الأنواع التي يمكن أن تتسبب في حدوث تهيج في الغشاء المخاطيب المعدة. لذا لا ينبغي أن تستخدم مقشعات لسعال في الأطفال دون سن الـ 2 سنة.
– حدوث جفاف الفم وفقدان الشهية: يمكن أن تسبب مضادات الهيستامين التي يتم تناولها بصورة منتظمة إلى حدوث جفاف في الفم وفقدان الشهية والإمساك لدى الأطفال. لذلك، فمن الضروري مراقبة الجرعة والمدة والجرعات الموصى بها.
– التسبب في ارتفاع ضغط الدم: تحتوي بعض أدوية البرد وأدوية السعال على مزيلات احتقان السودوإيفيدرين والتي يمكنها أن تلعب دور رئيسي في زيادة في ضغط الدم، لذلك ينبغي عدم إعطاء هذا الدواء للأطفال المصابين بأمراض القلب.
– زيادة خطر فشل الجهاز التنفسي: تزيد بعض المواد الموجودة في مضادات الهيستامين التي يتم تناولها لعلاج السعال من خطر الإصابة بفشل الجهاز التنفسي أو الالتهاب الرئوي عند الأطفال لذا يجب الحذر الشديد عند القيام بإستخدامها.
مما سبق ذكره يمكننا القول بأن استخدام أدوية السعال للأطفال يكون أكثر أمانا فقط عندما يكون عمر الأطفال فوق الـ 6 سنوات أو أكثر حيث يجب أن ينظر الطبيب بعناية في الأعمار الأصغر قبل القيام بوصف أي دواء. فالجدير بالذكر أن بعض الدراسات قد أشارت إلى أن مخاطر استخدام هذه الأدوية تفوق الفوائد التي تجلبها في الحد من أعراض السعال والبرد.
بشكل أو بآخر نستطيع الإستعانة بالمنتجات العشبية حيث أنه لها القليل جدا من الأعراض والآثار الجانبية ، ويمكن استخدامها بكل أمان مع تجنب الإفراط فيها.
ضرورة إصطحاب الطفل إلى الطبيب
يجب عدم التهاون والقيام بإصطحاب الطفل إلى الطبيب في الحالات المرضية التالية:
- الرضع أقل من 3 أشهر.
- الطفل المتعب و من يزداد السعال معه بشكل مرضي.
- البلغم السميك أو الأخضر المصفر أو السعال الذي يستمر لفترة أطول من أسبوع.
- السعال مع حمى فوق الـ 38.5 درجة مئوية.
- السعال مع الصفير أو ضيق في التنفس، وحدوث الزرقة.
- سعال الدم.
- آلام الصدر.
- السعال كثيرا، والتأثير على تناول الطفل للطعام وعلى فترات نومه الصحية.