من أهم الأمراض التي تحمل وراءها العديد من التوابع السلبية والكثير من المشكلات الصحية يجب علينا أن نقوم بذكر أمراض الغدة الدرقية، فإذا كانت الحالة المرضية في مراحلها المتقدمة، فمن الوارد أن ينتج على هذا الأمر حدوث حالة من تساقط الشعر في أماكن مختلفة من جسم المريض، ومن هنا قررنا أن نقوم بفتح ملف أمراض الغدة الدرقية ومخاطر الإصابة بتساقط الشعر بشكل توضيحي مفسر للعمل على فهم هذه الحالة المرضية بطريقة سليمة وصحية.
أمراض الغدة الدرقية وتساقط الشعر
عند الحديث عن مشكلة تساقط الشعر، فيجب العلم أنها أحد أهم المشكلات التي تنتج عن أمراض المناعة الذاتية الشائعة مع أمراض الغدة الدرقية والتي تؤدي إلى حدوث تساقط الشعر غير المكتمل وخاصة في المناطق الأكثر تميزا. ومع مرور الوقت، يمكن أن تتسبب بشكل مباشر في حدوث حالة الصلع.
بشكل توضيحي أكثر، يجب العلم أنه عندما يتعطل إنتاج الهرمونات بسبب مشاكل الغدة الدرقية، خاصة هرمونات T3 و T4 فمن الوارد أن يؤثر هذا الأمر على عمليات أخرى في الجسم، بما في ذلك نمو الشعر في الجذر حيث تحدث حالة من تساقط الشعر وقد لا يحل محله نمو جديد، مما يؤدي هذا إلى تساقطه وإصابته بحالة من الرقة على فروة الرأس ومناطق أخرى مثل الحاجبين.
الجدير بالذكر أيضا أنه من الممكن أن تؤدي أمراض المناعة الذاتية الأخرى إلى تساقط الشعر وغالبا ما ترتبط بمشاكل الغدة الدرقية حيث تتمثل هذه الأمراض في متلازمة المبيض المتعدد الكيسات والذئبة الحمامية.
أمراض الغدة الدرقية التي تسبب تساقط الشعر
-
قصور الغده الدرقيه
يشكو المرضى الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية من أعراض تساقط الشعر وجفافه وإصابته بحالة من الضعف الشديد، لأنه عندما تكون وظيفة الغدة الدرقية مضطربة، لا يتم إنتاج هرمونات الغدة الدرقية بالكامل، مما يؤدي هذا الأمر إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي والمقاومة في الجسم.
-
فرط إنتاج هرمونات الغدة الدرقية
عند حدوث المعاناة من هذه الحالة المرضية، فسوف يصبح إنتاج هرمونات الغدة الدرقية متجاوزا لاحتياجات الجسم الطبيعية، مما يؤدي هذا إلى زيادة التمثيل الغذائي، وزيادة نشاط الخلايا، بما في ذلك الخلايا الجرثومية للشعر.
الجدير بالذكر أيضا أن معدل الأيض المفرط يؤدي إلى استهلاك الجسم للطاقة بشكل سريع، مما يقلل هذا من تدفق الدم والمواد المغذية التي تغذي الشعر، ويؤدي إلى إصابة الشعر بحالة من الضعف والتساقط.
-
سرطان الغدة الدرقية
يمكن أن يتسبب أمر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أيضا في حدوث تساقط الشعر أو الإصابة ببعض التغيرات في نسيج الشعر، مثل حدوث المعاناة من الشعر الجاف والرقيق والهش.
إقرأ أيضا: تساقط الشعر بسبب فقدان الوزن وطرق التغلب عليه
علامات تساقط الشعر المرتبطة بالغدة الدرقية
تبدو هذه الحالة المرضية واضحة من خلال بعض المظاهر المتمثلة في رقة وضعف شعر المصاب حيث يقوم بفقدان ما بين 50 و 100 شعرة من على الرأس يوميا، ويتعطل نمو الشعر الطبيعي ، ولا يتم تجديد خيوطه ، وقد تحدث حالة من التساقط المرضي المتكرر.
يجب العلم أيضا أن أمراض الغدة الدرقية لا تتسبب في تساقط الشعر فقط، بل من الوارد أن يؤثر هذا الأمر أيضا بشكل مباشر على نسيج الشعر والعديد من مناطق الشعر الأخرى في الجسم حيث تظهر بعض العلامات التالية:
- يمكن أن يتساقط الشعر في بقع أو بمناطق أو بفروة الرأس بأكملها.
- ضعف وجفاف بسبب فقدانه لرطوبته الطبيعية.
- تساقط الشعر والنمو البطيء للشعر الجديد.
- نمو الشعر الجديد في حالة رقة وضعف.
- تبدو الرموش والحواجب في حالة خفيفة وضعيفة.
بالإضافة إلى ذلك، تصاحب أمراض الغدة الدرقية العديد من الأعراض الأخرى مثل عدم انتظام ضربات القلب، والتعب والإجهاد، والتغيرات الملحوظة في الوزن، وصعوبة في النوم، والمعاناة من الاكتئاب، واضطرابات الجهاز الهضمي … إلخ.
علاج تساقط الشعر الناتج عن أمراض الغدة الدرقية
في بداية الأمر يمكننا القول بأن أمراض الغدة الدرقية في حالتها الخفيفة عادة لا تتسبب في ترقق وضعف وتساقط الشعر. لذلك، إذا تم التعامل بشكل علاجي سليم، فمن الممكن أن نتجنب هذا الوضع المرضي والتغلب عليه.
على سبيل التوضيح يمكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية العلاجية المتمثلة فيما يلي:
- ليفوثيروكسين (قصور الغدة الدرقية)
- بروبيل ثيوراسيل وميثيمازول (فرط نشاط الغدة الدرقية)
- حاصرات بيتا (فرط نشاط الغدة الدرقية).
مع قيام الحالات المرضية الشديدة بتلقي العلاج، فمن الممكن أن تتم ملاحظة نمو الشعر في غضون بضعة أشهر حيث تجدر الإشارة إلى أن الشعر المزروع حديثا قد يختلف في اللون أو الملمس عن الشعر الأصلي.
طرق العلاج المنزلية لمشكلة تساقط الشعر الناتج عن أمراض الغدة الدرقية
إلى جانب المنتجات الدوائية والتي يتم وصفه من قبل الأطباء، إلا أن هناك أيضا العديد من العلاجات المنزلية التي يمكنك تجربتها لإبطاء تساقط الشعر أو تجديد نموه، فالجدير بالذكر أنها هذه العلاجات تتمثل فيما يلي:
– تعزيز الحديد داخل الجسم حيث يمكن أن يزيد أمر انخفاض الفيريتين من خطر تساقط الشعر، ومن ثم تساعد مكملات الحديد على تعزيز الفيريتين هذا.
– علاج علامات نقص التغذية وهذا من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، واستخدام ليفوثيروكسين للحصول على أفضل امتصاص.
– تغيير روتين تصفيف الشعر عن طريق العمل على تمشيطه بلطف، والتقليل من استخدام أدوات التصفيف الحرارية مثل (مجففات الشعر، وأدوات فرد الشعر)، والبعد تماما عن المواد الكيميائية للصباغة .. إلخ.
– بناء تغذية متوازنة من الفيتامينات والمعادن حيث العمل على تناول الأطعمة المحتواه على فيتامين أ وفيتامينات ب وفيتامينات ج وهـ والزنك والكالسيوم وغيرها وهذا حتى يتم دعم تغذية الخلايا الجرثومية للشعر.
– العمل على تكملة عنصر اليود بطريقة متوازنة، لأن نقص هذا العنصر أو زيادته يزيد من خطر المعاناة من أمراض الغدة الدرقية ، لذلك يجب تقييم المرضى تجاه أمر نقص اليود والامتثال لتعليمات الطبيب قدر الإمكان في هذا الشأن.