عند حدوث حالة من ارتفاع السكر في الدم، فمن الهام معرفة أن هذا التأثير وارد أن يتعرض له الكثير من مرضى السكري ولكنه يحمل من وراءه العديد من الأضرار الجسيمة على العديد من أجهزة الجسم، وخاصة الأعصاب والأوعية الدموية. من هنا قررنا اليوم وبوجه عام أن نتعرف على ما هي أهم العوامل المؤثرة على نسبة الجلوكوز في الدم؟ وهذا لفهم الأمر بشكل توضيحي مفصل.
داء السكري
لا يغفل على أحد منا أن داء السكري هو مرض مزمن يحدث عندما لا يقوم البنكرياس بإنتاج كميات كافية من هرمون الأنسولين الذي يعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم أو عندما يكون الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين الذي ينتجه بشكل فعال.
فمن الهام معرفة أنه يعد التحكم المستقر وشبه الطبيعي في نسبة السكر في الدم أمرا مهما للغاية لمساعدة مرضى السكري على عيش حياة صحية ومنع إصابتهم بأي مضاعفات صحية.
مقدار السكر الآمن في الدم
وفقا لآراء العديد من الخبراء، فإن مستويات الجلوكوز في الدم التالية آمنة لغالبية مرضى السكري:
- جلوكوز الدم الصائم: 90-130 مجم / ديسيلتر (5.0 مليمول / لتر – 7.2 مليمول / لتر).
- جلوكوز الدم بعد 1-2 ساعة من الوجبات: أقل من 180 مجم / ديسيلتر (10 مليمول / لتر).
- جلوكوز الدم قبل النوم: 110 مجم / ديسيلتر – 150 مجم / ديسيلتر (6.0 مليمول / لتر – 8.3 مليمول / لتر).
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار، أن مستوى الجلوكوز في الدم الآمن والمناسب يعتمد أيضا على المرحلة العمرية وشدة المضاعفات والأمراض المصاحبة لها.
أهم العوامل التي تؤثر على نسبة الجلوكوز في الدم
بصورة شاملة وخاصة مع الأشخاص المصابين بداء السكري، تتأثر تقلبات السكر في الدم خلال اليوم بالعديد من العوامل، فالجدير بالذكر أنها تتنمثل فيما يلي:
1) القيام بإتباع نظام غذائي غير متوازن أو مناسب والعمل على تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي العالي أو الوجبات الغذائية غير المغذية بما فيه الكفاية.
2) التعرض للتوتر والضغط النفسي.
3) المعاناة من من بعض الأمراض الأخرى والمزمنة والتي تؤدي بصورة مباشرة إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
4) تناول بعض المنتجات الدوائية مثل أدوية مرض السكري أو الأدوية الأخرى وما لها من تأثيرات مختلفة على نسبة الجلوكوز في الدم.
5) ممارسة التمارين الرياضية بكثافة خفيفة أو ثقيلة ومن ثم سيترتب على هذا الأمر إنخفاض أو زيادة نسبة السكر في الدم.
أعراض عدم إستقرار الجلوكوز في الدم
عند ارتفاع نسبة السكر في الدم، سوف يعاني المرضى من بعض الأعراض المرضية مثل جفاف الفم والعطش المفرط والتبول المتكرر وعدم وضوح الرؤية والصداع والتعب وما إلى ذلك.
على العكس من ذلك، إذا كان المريض يشعر غالبا بالخمول والتعرق والجوع، فيجب العلم أن هذه المظاهر تدل على نقص السكر في الدم.
بشكل توضيحي أكثر يعتبر جلوكوز الدم غير طبيعي عندما يكون بالمعدلات التالية:
- جلوكوز الدم الصائم <70 ملغم/دل (3.9 ملليمول/لتر).
- بعد ساعتين من تناول الطعام > نسبة الجلوكوز في الدم 200 ملغم/دل (11.1 ملليمول/لتر).
من هنا يمكننا القول أن انخفاض نسبة السكر في الدم بشكل مفرط، والذي يقل عن 60 مجم / ديسيلتر، يمكن أن يؤدي بكل سهولة إلى الغيبوبة وحتى الموت خاصة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
أما عندما يرتفع سكر الدم فوق 180 مجم / ديسيلتر، فسوف يترتب على هذا الأمر حدوث مضاعفات في العينين والكلى والأعصاب والأوعية الدموية والقلب والدماغ ويتطور الأمر ويكون أكثر حدة ويمكن أن يؤدي إلى غيبوبة بسبب الحماض الكيتوني وبسبب زيادة الضغط الاسموزي … إلخ.
يجب العلم أم سكر الدم يتقلب ويتغير كثيرا، وأحيانا يكون مرتفعا جدا أو منخفضا جدا كما أنه يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية، مما يقلل هذا الأمر من نوعية الحياة.
أهم الإجراءات التي يجب إتباعها عندما تكون نسب السكر في الدم غير طبيعية
- عندما يكون سكر الدم منخفضا: يوصى بضرورة تناول بعض الكعك أو الحلوى أو شرب الحليب أو الماء المحلى بالسكر.
- عندما يرتفع سكر الدم: يوصى بضرورة مراجعة أنظمتنا الغذائية المتناولة والإنتباه إلى الأدوية والإلتزام بتناولها طبقا للإرشادات الطبية.
- إذا لم تحدث حالة من التحسن، يجب على الفور الذهاب إلى الطبيب للحصول على المشورة وتعديل الدواء.
- العمل على فحص نسبة الجلوكوز في الدم بانتظام.
نصائح هامة لتجنب عدم استقرار نسبة الجلوكوز في الدم
- من اللحظة الأولى التي يتم فيها تشخيص مرض السكري، يحتاج المرضى إلى معرفة كيفية الاعتناء بأنفسهم وملاحظة المرض على أساس يومي حيث مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم بصورة دورية يومية ومعرفة المستوى الذي نحتاج الوصول إليه.
- التعرف على كيفية التعامل مع تقلب نسبة السكر في الدم كثيرا أو إذا كان مرتفعا أو منخفضا جدا.
- الالتزام بنظام غذائي متوازن ومعقول ومغذي.
- ممارسة التمارين الرياضية يوميا من خلال إختيار الأنشطة الأكثر أمانا وفعالية مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميا، وهذا الأمر مناسب لغالبية مرضى السكري.
- تناول دواء السكري عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن بشكل صحيح، وفقا لتعليمات الطبيب المعالج.
- التوقف عن التدخين بشكل نهائي.
في النهاية يجب معرفة أنه على الرغم من أن مرض السكري ليس مرضا معديا، إلا أنه أكثر الأمراض شيوعا وخطورة في وقتنا هذا، وعند الإصابة به يجب العمل على علاجه مدى الحياة، فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن يسبب هذا المرض مضاعفات خطيرة تؤثر بشكل كبير على صحة المريض.