عند القيام بذكر فيتامين E، فيجب العلم أننا بصدد الحديث عن أحد مضادات الأكسدة القوية التي تلعب دورا مهما في حماية الخلايا من التلف والحفاظ على الصحة العامة. بالرغم من ذلك، يمكن أن تتفاعل مكملات هذا الفيتامين مع بعض المنتجات الدوائية، مما ينتج على هذا حدوث المعاناة من يعض الآثار الجانبية أو التقليل من فاعلية العلاج. لذا، فقد قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أهم أنواع الأدوية التي تتفاعل وبشكل رئيسي مع مكملات فيتامين E، وهذا حتى نمون على علم ودراية بها.
ما هي أهم أنواع الأدوية التي تتفاعل مع مكملات فيتامين E؟
1) مضادات التخثر
مضادات التخثر
يتميز فيتامين E، خاصة عند تناوله بجرعات عالية (أكثر من 400 وحدة دولية / يوم) بأن له تأثير طبيعي في دعم آلية ترقق الدم. بناء على هذا، وعند تناوله مع مضادات التخثر أو الأدوية المضادة لتجميع الصفائح الدموية، فسوف تزداد مخاطر التعرض للنزيف بشكل كبير.
على سبيل التوضيح، تتمثل هذه الأدوية في الآتي:
– مضادات التخثر: مثل (الوارفارين – الهيبارين – دابيغاتران – ريفارالوكسابان – أبيكسبان)
– أدوية تجميع الصفائح الدموية: مثل (الأسبرين – كلوبيدوجريل – تيكاغريلور – براسوجريل)
– العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs): مثل (إيبوبروفين – نابروكسين – ديكلوفيناك).
لذا، وعند تناول فيتامين E مع الأدوية المذكورة أعلاه، فقد يزيد هذا الأمر من مخاطر النزيف والكدمات ونزيف الأنف والجذور وما إلى ذلك.
2) مكملات فيتامين K
مكملات فيتامين K
لفيتامين E تفاعلات معادية مع فيتامين K.على سبيل الفهم أكثر:
– يلعب فيتامين K دورا أساسيا في عملية تخثر الدم، وهو عنصر أساسي لتخليق بروتينات تخثر الدم في الكبد.
– لفيتامين E تأثير فعال في زيادة الدورة الدموية (ترقق الدم) ويمكن أن يعمل على إثباط بعض عوامل تخثر الدم المعتمدة على فيتامين K.
بناء على هذا، وعند تناولها بشكل متزامن فمن الممكن أن يتداخل فيتامين E مع نشاط فيتامين K، مما يقلل هذا الأمر من فاعلية فيتامين K في تعزيز تخثر الدم.
أما فيما يخص الفيتامينات المتعددة، فقد تم حساب محتوى المواد ليكون متوازنا، لذلك هناك القليل من التفاعلات المقلقة.
بالرغم من ذلك، وفي حال تناول الفيتامينات الفردية بجرعات عالية، فيجب إيلاء اهتمام خاص بهذا الوضع ويفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي للحصول على المشورة بشأن الجرعة المناسبة والوقت اللازم للتناول لتجنب أي تفاعلات سلبية واردة الحدوث.
3) العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي
بشكل رئيسي، تقوم بعض أدوية العلاج الكيميائي بإنتاج الجذور الحرة من خلال الإجهاد التأكسدي في الخلايا. الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تعد إحدى الطرق الرئيسية التي تقتل بها هذه الأدوية الخلايا السرطانية أما فيما يتعلق بفيتامين E فهو فيتامين مضاد للأكسدة يعمل على تحييد الجذور الحرة، وبالتالي تقليل قدرة بعض العلاجات على قتل الخلايا السرطانية اللعينة.
على سبيل التوضيح، أظهرت بعض الدراسات أن فيتامين E قد يتفاعل مع الإنزيمات الموجودة في الكبد المشاركة في عملية التمثيل الغذائي للأدوية، ومن ثم يمكن أن يؤثر هذا الأمر على تركيز وفاعلية أدوية العلاج الكيميائي في الجسم.
على الرغم من أن التفاعل بين فيتامين E والعلاج الكيميائي لا يزال من الأمور الصحية التي تحتاج إلى مزيد من الأبحاث، إلا أنه من الواجب على مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي عدم تناول فيتامين E أو أي مكملات غذائية دون موافقة أو توجيه الطبيب المعالج.
في هذه الأوقات، ينصح بدلا من تناول المكملات الغذائية عن طريق الأقراص الفموية أن يتم توفير فيتامين E من خلال نظام غذائي صحي ومتوازن وتناول بعض أنواع الأطعمة مثل بذور عباد الشمس واللوز والزيوت النباتية والخضروات الخضراء الداكنة التي تعتبر عموما أكثر أمانا وأقل تفاعلية.
4) وسائل منع الحمل الفموية
وسائل منع الحمل الفموية
من المعروف أن وسائل منع الحمل الفموية خاصة تلك التي تحتوي على هرمون الاستروجين تزيد من مخاطر تجلط الأوردة العميقة (DVT) والانسداد الرئوي (PE) مع بعض النساء، الجدير بالذكر أن هذا الأمر يحدث بسبب الآتي:
+ يمكن أن يزيد هرمون الاستروجين من تركيز بعض بروتينات التخثر في الكبد ويقلل من البروتينات الطبيعية المضادة للتخثر في الجسم.
+ يمكن أن يؤثر هرمون الاستروجين أيضا على نشاط الصفائح الدموية، والتي تلعب دورا مهما في تكوين جلطات الدم.
+ يمكن أن يسبب هرمون الاستروجين تغييرات معينة في بطانة الأوعية الدموية، مما يزيد هذا من احتمالية تكوين جلطات دموية.
فيما يتعلق بفيتامين E، خاصة عند تناوله بجرعات عالية (أكثر من 400 وحدة دولية / يوم)، فيتميز بتأثيراته المضادة للتخثر، بسبب ما يلي:
+ يعد فيتامين E معاد لفيتامين K، وهو فيتامين أساسي لتخليق عوامل التخثر المعتمدة على فيتامين K. لذلك، يمكن أن تقلل الجرعات العالية من فيتامين E من نشاط عوامل التخثر هذه، مما يؤدي هذا الأمر إلى إطالة وقت تخثر الدم.
+ فيتامين E يمكن أن يمنع أيضا تراكم الصفائح الدموية، ومن ثم يقوم بجعلها أقل ارتباطا ببعضها البعض.
+ تزيد عملية تفاعل فيتامين E والإستروجين من مخاطر تجلط الدم بسبب اختلال التوازن في نظام تخثر الدم في الجسم مما يؤدي هذا إلى حدوث ردود فعل غير مرغوب فيها وغير متوقعة.
علاوة على ذلك، وفي حين أن فيتامين E قد يكون له تأثيرات مضادة للتخثر ، فإن تأثير تخثر هرمون الاستروجين القوي يمكن أن يزيد من فرص تجلط الدم أي نعم عادة ما يكون هذا التأثير ضئيلا مع الجرعات التقليدية، ولكن في حال الجمع بين هذين العاملين خاصة على مدى فترة طويلة من الزمن، فمن الممكن أن يترتب على ذلك زيادة مخاطر تجلط الدم.
لذا، وفي حال تناولك سيدتي وسائل منع الحمل عن طريق الفم وترغبين في تناول فيتامين E أو أي مكملات أخرى، فيجب مناقشة هذا الأمر مع الطبيب أو الصيدلي، وتجنب التعامل مع هذا الوضع بشكل ذاتي.