عند قيام البعض بالشروع في تناول الدواء، فمن الوارد أن يتم اللجوء إلى إستخدام بعض المشروبات التي قد إعتادنا على تناولها بصورة يومية، ومن هنا تكمن العديد من المشاكل والنتائج السلبية فالأمر لا يبدو بسيط كما يبدو للبعض ولكن يحمل بين طياته العديد والكثير من الأزمات. لذا قررنا اليوم أن نتعرف على أهم 4 مشروبات يجب العمل على تجنب إستخدامهم عند تناول الدواء وما هي أهم التفاعلات التي تحدث نتيجة هذا الأمر؟
الماء وتناول الدواء
في بداية الأمر وجب التنويه أن أفضل طريقة لتناول الدواء هي التي تتمثل في إستخدام الماء الذي يساعد على انتقال الدواء من الفم إلى المعدة والأمعاء الدقيقة ومن ثم يتم امتصاصه لتوفير التأثير العلاجي المطلوب بكل سهولة ويسر.
الجدير بالذكر أن الماء المستخدم هنا يمكن أن يتمثل في الماء النقي أو الماء المغلى المبرد وهذا حتى يتم الحصول على التأثير العلاجي الفعال في هذه الأثناء.
أنواع المشروبات التي لا ينبغي إستخدامها عند تناول الحبوب الدوائية
بمزيد من التوضيح، ولكي يتم العمل على إيصال الفكرة بشكل دقيق، فسوف نقوم فيما يلي بذكر بعض المشروبات التي لا ينبغي تناولها مع الدواء والتي تتمثل في الآتي:
أولا: منتجات الألبان
بوجه عام تتداخل منتجات الألبان مع عملية الامتصاص داخل الجسم، مما يقلل هذا الأمر من فاعلية بعض الأدوية. فمن الهام معرفة أنه في هذه الأوقات سوف يرتبط الكالسيوم الموجود في الحليب ببعض الأدوية مثل العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية والمضادات الحيوية، ومن ثم ينتج عن هذا الأمر منع امتصاص الدواء في الجسم، وتقليل فاعليته العلاجية بصورة كبيرة.
إلى جانب هذا فقد يتداخل الحليب أيضا مع امتصاص المضادات الحيوية المختلفة مثل (التتراسيكلين) حيث انخفاض الامتصاص وبعض (الكينولون) حيث انخفاض التوافر البيولوجي. بالإضافة إلى أنه عند تناول منتجات الألبان جنبا إلى جنب مع بعض الملينات، فسوف يترتب على هذا الأمر نتائج سلبية كبيرة تتمثل في المعاناة من آلام البطن لأن مشروبات الألبان تجعل الدواء غير قابل للذوبان في الأمعاء.
بصورة شاملة يجب العمل على تجنب إستخدام الحليب ومنتجات الألبان الأخرى مثل الكريمة أو الجبن قبل وبعد ساعتين عند تناول الدواء.
ثانيا: المشروبات الكحولية
كان ينبغي علينا أن نتجنب القيام بذكر هذا النوع من المشروبات تماما، ولكن للأسف قد أعتاد البعض في الآونة الأخيرة اللجوء لتناول المشروبات الكحولية. بل والأدهى من ذلك هو القيام بإستخدامها عند الرغبة في تناول بعض المنتجات الدوائية، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يمكن أن يسبب آثارا جانبية مختلفة ويكون ضارا بصورة كبيرة بالصحة.
ينتج عن تناول الدواء مع المشروبات الكحولية الشعور بالنعاس الدائم ومن ثم ظهور بعض التأثيرات الإكتئابية المفرطة على الجهاز العصبي المركزي حيث يعد هذا الأمر ضار بصورة كبيرة على الصحة. بالإضافة إلى أنه عند تناول أدوية الصداع أو الأدوية المضادة للالتهابات مع هذا النوع من المشروبات، فمن الوارد أن يكون هناك خطر التعرض لتلف الكبد والتسبب في العديد من المشاكل في الجهاز الهضمي.
ثالثا: مشروبات الكافيين
يمكن أن يسبب الكافيين الموجود في القهوة والشاي إصابة الجهاز الهضمي بالعديد من المشاكل الصحية وبالأخص عند القيام بتناوله مع الدواء. فالجدير بالذكر أنه في حالة تناول المسكنات المضادة للالتهابات، فسوف يزداد خطر الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي عند تناولها مع المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
يجب العلم أيضا أن بعض أدوية البرد أو مسكنات الألم تحتوي بالفعل على مادة الكافيين، وإذا تم تناولها مع القهوة، فسوف تصبح جرعة الكافيين المتواجدة في الجسم هنا زائدة، مما يسبب هذا الأمر الشعور بالقلق والغثيان والأرق والإصابة بإضطرابات النوم المزعجة.
إقرأ أيضا: لماذا يجب الإبتعاد عن شرب الشاي الأخضر عند تناول بعض الأدوية؟
رابعا: عصائر الفاكهة
أثبتت بعض الدراسات المتخصصة أن عصائر الفاكهة تؤثر على بصورة كبيرة على عملية امتصاص الأدوية، خاصة تلك الموصوفة للحالات المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
على وجه التحديد، فسوف يتسبب عصير الجريب فروت عند تناوله مع أدوية الدهون في الدم، إلى حدوث حالة من ارتفاع ضغط الدم حيث زيادة الحالة السمية للدواء أما فيما يخص بتناول عصير الرمان مع أدوية ضغط الدم فسوف يترتب على هذا الأمر التقليل من تأثير الدواء. كما لا ينصح بتناول المضادات الحيوية مثل الأمبيسلين ، الإريثروميسين مع عصير الليمون وعصير البرتقال والعصائر الحامضة.
أهم طرق تناول الدواء بصورة صحيحة
1- يجب علينا معرفة أن أهم شيء عند استخدام الدواء للوقاية من المرض أو علاجه هو العمل على استخدام الدواء المناسب في الوقت المناسب، بالطريقة الصحيحة، لذلك يجب عدم تجاهل نصيحة الأطباء أو الصيادلة تجاه هذا الأمر.
2- من الضروري على المريض أن يلتزم بالجرعة المناسبة الموصوفة طبيا وتجنب التوقف عن تناول الدواء أو ضبط الجرعة بشكل تعسفي. ففي حالة نسيان تناول الدواء بصورة ما، فمن الضروري العمل على تناوله عند التذكر، ولكن إذا كان قريبا من الجرعة التالية فيفضل الإنتظار وعدم تجاوز الجرعة المسموح بها.
3- عند المعاناة من الحساسية الدوائية تجاه أي أنواع دوائية، فيفضل أن يتم عرض هذا الأمر على الطبيب المعالج حيث من الوارد أن يقوم بوصف بعض الأدوية العشبية أو المكملات الصحية أو الفيتامينات المتعددة الآمنة قدر الإمكان.
4- يفضل أن يتم تناول الدواء مع كوب كامل من الماء المصفى أي ما يعادل 150-200 مل. فيجب العلم أنه في حالة تناول الدواء دون شرب كمية كافية من الماء فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في عدم عمله بصورة صحيحة، مما قد يؤدي إلى المعاناة من الآثار الجانبية الغير مرغوب فيها مع بعض الحالات، من أهم هذه الأدوية:
- العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، والتي يمكن أن يؤدي تناولها دون شرب كمية كافية من الماء أو على معدة فارغة إلى زيادة خطر تهيج المريء أو المعدة أو الإصابة حتى بالقرحة.
- الفئة الدوائية المسماه بـ (البايفوسفونيت) المعنية بعلاج هشاشة العظام أو الوقاية منها حيث أنه عادة ما تؤخذ هذه الأدوية على معدة فارغة. لذا فمن المهم أن يتم تناول هذه الأدوية مع الكثير من الماء وتجنب الاستلقاء لمدة نصف ساعة على الأقل بعد تناولها لتقليل خطر الإصابة بتهيج المريء
- الحاجة إلى شرب المزيد من الماء عند تناول كبسولات كبيرة مقارنة بالأقراص الصغيرة أو الحبوب السائلة.