على أغلب موائد الطعام يتواجد طبق مفضل ومحبب ورائع لدي أغلب أفراد العائلة، الجدير بالذكر أن هذا الطبق يتمثل في مرق الطعام أحد أهم العناصر الذي يحمل قيمة غذائية عالية جيدا مفيدة لجميع أجزاء الجسم من مفاصل وعظام وصحة الجهاز الهضمي والعديد والكثير من المنافع الرائعة. بمزيد من التوضيح قررنا أن نتعرف اليوم على أهم الفوائد الصحية التي تعود على الجسم عند القيام بتناول مرق العظام داخل أنظمتنا الغذائية وبصورة منتظمة.
ما هي العناصر الغذائية الهامة الموجودة في مرق العظام؟
يمكن تشبيه مرق العظام بـ “الفيتامينات الطبيعية” حيث تحتوي عظام الحيوانات على كمية كبيرة من المواد المعدنية بالإضافة إلى 17 نوع من الأحماض الأمينية. فمن الهام معرفة أن هذه العناصر تتمثل فيما يلي:
1) جليكوزامينوجليكان (GAG)
الجليكوزامينوجليكان من أهم العناصر الرئيسية التي لها دور رئيسي في الحفاظ على الكولاجين ودعم المرونة التي تشغل المساحة بين العظام والألياف المختلفة حيث أظهرت بعض الأبحاث أن الـ GAGs بوجه عام تدعم أيضا صحة الجهاز الهضمي لأنها تساعد على استعادة بطانة الأمعاء.
من أفضل الـ GAGs الهامة الموجودة في مرق العظام يمكننا أن نقوم بذكر أيضا الجلوكوزامين وحمض الهيالورونيك وكبريتات شوندروتن.
-
الجلوكوزامين
هناك نوعان رئيسيان من الجلوكوزامين الطبيعي ألا وهما الـ هيدروكلوريد وكبريتات. فالجدير بالذكر أن كلاهما يساعد في الحفاظ على سلامة الغضروف حيث الدور المطاطي في داخل المفصلوالقيام بدور الوقاية والحماية والوسادة الطبيعية.
يمكن أن تحدث حالة من استنفاد الجلوكوزامين مع تقدمنا في العمر، لذا فإن عملية دعم صحة المفاصل بسهولة وبتكلفة زهيدة يمكن أن تتم من خلال الحصول على الجلوكوزامين بشكل طبيعي عند القيام بشرب الكثير من مرق العظام الذي يساعد على دعم فقدان الغضروف، ويعمل كبديل لمكملات الجلوكوزامين باهظة الثمن.
-
حمض الهيالورونيك
يوجد حمض الهيالورونيك في جميع أنحاء الأنسجة الضامة والظهارية (الجلدية) والعصبية، فالجدير بالذكر أن هذا الحمض يساهم في تكاثر الخلايا وتمايزها واختزالها، مما يسمح هذا لخلايانا بأداء وظائف مختلفة في جميع أنحاء الجسم. بالإضافة إلى أنه يساعد في تعزيز الشيخوخة الصحية وتجديد الخلايا وشد الجلد.
-
كبريتات شوندروتن
كبريتات شوندروتن هي أحد أنواع الجليكوزامينوجليكان المفيدة الموجودة في الغضروف المفصلي لجميع الحيوانات. فيجب العلم أنه غالبا ما يستخدم لدعم صحة المفاصل ومرونتها، خاصة عند دمجه مع عنصر الجلوكوزامين.
وقد وجدت بعض الدراسات المتخصصة أن مكملات شوندروتن تلعب دورا فعالا في دعم الاستجابة الالتهابية وكذلك صحة القلب والعظام والجلد ومستويات الكوليسترول في الدم.
2) المعادن والكهارل
يوفر مرق العظام المعادن الأساسية للجسم، بما في ذلك الشوارد التي تكون في آلية سهلة الامتصاص حيث تشمل الإلكتروليتات الموجودة في مرق العظام الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفوسفور.
يجب العلم أن هذه مواد مهمة جدا لدعم الدورة الدموية الصحية، وكثافة العظام، ووظيفة الإشارات العصبية، وصحة القلب والأوعية الدموية، وصحة الجهاز الهضمي. إلى جانب إحتوائها على التوازن المثالي بين الصوديوم والبوتاسيوم لدعم صحة الخلايا وكفاءتها وكذلك منع اختلال توازن الكهارل.
3) الكولاجين
يعد الكولاجين هو البروتين الهيكلي الرئيسي الموجود في جسم الإنسان، والذي يساعد على تكوين النسيج الضام والحفاظ على صحة البطانة الواقية للجهاز الهضمي حيث أنه له بنية ناعمة تشبه الهلام تغطي العظام وتثبتها معا، مما يسمح لنا بالتحرك بمزيد من المرونة.
4) الأحماض الأمينية
يحتوي الجيلاتين في مرق العظام على الأحماض الأمينية المشروطة التي تتمثل في الـ (أرجيني، وجليكاين، وجلوتامين وبرولين). فمن الهام معرفة أن الأحماض الأمينية الشرطية هذه هي تلك التي تصنف على أنها أحماض أمينية غير أساسية ولكنها ضرورية في ظل بعض الظروف المعينة، ومن الوارد عدم إنتاج الجسم لها إذا كنا في حالة مرض أو توتر.
ما هي أهم الفوائد الصحية التي تعود على الجسم عند إستخدام مرق العظام؟
أولا: حماية المفاصل
مع تقدمنا في العمر، تمرض مفاصلنا وتصبح أقل مرونة. لذا فيجب علينا خلال هذه الفترة أن نقوم بالإستعانة بمرق العظام حيث يعد هو واحد من أفضل مصادر الكولاجين الطبيعي. فيجب العلم أنه عندما يتم إعداد مرق العظام هذا، يقوم بإفراز الكولاجين من أجزاء الحيوانات ويتم امتصاصه بسهولة للمساعدة في استعادة كفاءة الغضروف.
مما لا شك فيه أن الجيلاتين هو أحد أكثر مكونات مرق العظام قيمة حيث يعمل كحاجز ناعم بين العظام يساعد على ممارسة الحركة الجسمانية دون أي احتكاك، مما ينتج عن هذا تقليل الضغط على المفاصل خلال فترة الشيخوخة وتدعيم كثافة المعادن الصحية للعظام.
ثانيا: تعزيز صحة الأمعاء
تشير بعض الدراسات المعنية بهذا الأمر إلى أن الجيلاتين مفيد لاستعادة قوة بطانة الأمعاء ومكافحة الحساسيات الغذائية التي قد تحدث عند تناول القمح أو الحليب. كما أنه يساعد على نمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء على عكس العديد من الأطعمة الأخرى التي يصعب تكسيرها تماما. لذا يمكننا القول أن تناول مرق العظام سهل الهضم ويعمل على تهدئة الجهاز الهضمي.
ثالثا: الحفاظ على بشرة صحية
يساعد الكولاجين على تكوين الإيلاستين والمركبات الأخرى في الجلد حيث تعد هذه المركبات هي المعنية بالحفاظ على لون البشرة وملمسها ومظهرها الشبابي. فمن الأمور المسلم بها أن سلامة تواجد الكولاجين في الجسم من الأمور التي تساعد على تقليل علامات التجاعيد المرئية وتقليل الانتفاخ ومحاربة العديد من علامات الشيخوخة الأخرى.
رابعا: تدعيم وظيفة الجهاز المناعي
من أهم الفوائد التي تعود على الجسم عند القيام بتناول مرق العظام هي فوائده الداعمة لصحة الأمعاء. وعندما تكون القناة الهضمية صحية، يتم أيضا تعزيز وظيفة الجهاز المناعي بصورة كبيرة.
يتم تحقيق هذا عندما تحدث الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة، فعندما تتسرب الجسيمات غير المهضومة من الطعام عبر ثقوب صغيرة في بطانة الأمعاء الضعيفة وتدخل مجرى الدم، فسوف يقوم الجهاز المناعي في إكتشافها ويبالغ في رد الفعل مما يزيد هذا من الالتهاب ويؤدي إلى خلل وظيفي في جميع أنحاء الجسم.
لذا يجب العلم أن مرق العظام هو واحد من أكثر الأطعمة المفيدة التي يجب استهلاكها لاستعادة صحة الأمعاء وبالتالي دعم وظيفة الجهاز المناعي والاستجابة الالتهابية الصحية.
خامسا: إزالة السموم من الجسم
يعتبر مرق العظام عاملا جيدا لإزالة السموم لأنه يساعد الجهاز الهضمي على طرد الفضلات ويعزز قدرة الكبد على التخلص من السموم بشكل فعال. إلى جانب هذا فإنه يساعد بصورة كبيرة في الحفاظ على سلامة الأنسجة ويحسن استخدام الجسم للعديد من مضادات الأكسدة.