في كثير من الأحيان عندما يبدأ الناس في الشعور بالقلق أو الحزن أكثر مما ينبغي ، قد يحدث لهم حالة معاناة من الاكتئاب، والأمراض النفسية. والجدير بالذكر أيضا أنه يوجد اضطراب في الصحة العقلية يظهر مع أعراض هذه المشكلات المتمثلة في القلق أو الاكتئاب أو كليهما في بعض الأحيان حيث يتمثل هذا فيما يسمى بـإضطرابات التكيف المشابهة جدا لحالات الصحة العقلية الشائعة الأخرى، ولكن مع فرق واحد مهم ألا وهو إنها ناجمة عن أحداث الحياة المرهقة. لهذا سوف نقوم من خلال مقالنا هذا بالتعرف أكتر على هذه الإضطرابات وأفضل طرق العلاج المناسبة لها.
ما هي اضطرابات التكيف؟
ترتبط اضطرابات التكيف إلى حد كبير بالأحداث عالية التوتر، فعندما يحدث شيء مرهق للنفس بشكل كبير مثل حدوث حالات الإنفصال، والطلاق، أو فقدان الوظيفة، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، أو حادث يتسبب في فقدان المنزل أو الإصابة بجروح خطيرة ، أو أي أحداث من تداعيات الحياة الكثيرة التي لا يستطيع الإنسان في بعض الأحيان التعامل معها مما يؤدي ذلك إلى شعورهم بأعراض الاكتئاب، أو القلق أو كليهما حيث قد يبدأون في التصرف سلوكيا بشكل يشوبه الخلل، أو يكونون غير قادرين على تناول الطعام أو التركيز في العمل أو الحياة.
ما هي علامات اضطرابات التكيف؟
في كثير من الأحيان، تبدو اضطرابات التكيف مشابهة للإكتئاب أو القلق، فعندما نقوم بالنظر إلى تشخيص هذه الاضطرابات، يمكننا التصنيف والقول”هذا اضطراب في التكيف مع مزاج مكتئب” ، أو” هذا اضطراب في التكيف مع القلق “، أو يمكن أن يكون “مزيجا من الاكتئاب والقلق”.
يجب العلم أن “اضطراب التكيف” ليس مصطلحا يستخدمه معظم المرضى عند طلب المساعدة من المختصين في المرة الأولى، ففي معظم الأوقات، يعبر الأشخاص الذين يصابون بهذه المشكلة عند زيارتهم للطبيب النفسي بأنهم”لا يمكننهم التغلب على فقدان وظيفتهم” ، أو “عدم إمكانيتهم إدارة جميع أمور حياتيهم بالطريقة التي اعتادو عليها”.
عادة ما تظهر أعراض اضطرابات التكيف متمثلة في حدوث صعوبة في التركيز، أو مشكلة في الذاكرة. حيث دائما ما يشكو المرضى، ويقولون “أنا شديد النسيان ولم أكن أبدا بهذه الطريقة” ؛ “أشعر بالارتباك طوال الوقت” ؛ أو “لا يمكنني العثور على الكلمات الصحيحة التعبيرية”.
إقرأ أيضا: الإضطرابات العاطفية ..هل ترتبط الإضطرابات العاطفية بعوامل وراثية ؟
كيف يتم علاج اضطرابات التكيف؟
يتم التعامل مع اضطرابات التكيف التي تظهر على شكل اكتئاب، أو قلق أو كليهما بشكل مشابه لتلك الاضطرابات المعتادة ، باستثناء أن العلاج غالبا ما يركز على تقليل الإجهاد الذي تسبب في حدوث اضطراب التكيف.
يجب علينا أن نكون قادرين على تحديد المحفزات المسببة لحدوث هذا الأضطراب، وذلك لكي نقدر على تحديد طرق العلاج المناسبة التي تظهر من خلال إتباع تقنية “التأريض الشائعة” أو “ممارسات الذهن” حيث يؤدي هذا إلى مساعدة الأشخاص الذين قد يكونون على وشك الإصابة بنوبة هلع أو ينغرسون في الأفكار الاكتئابية للتركيز على أوضاعهم في الوقت الحالي.
من أهم تقنيات العلاج الشائعة لإضطرابات التكيف هي تقنية “التأريض الشائعة”حيث يعتمد ممارسيها على إستخدام جميع الحواس الخمس، وتعمل على النحو التالي: عندما البدأ في الشعور بالإرهاق، نقوم بالتوقف أينما كنا وننظر حولنا ثم نقوم بذكر خمسة أشياء يمكننا رؤيتها. ثم ، أربعة أشياء يمكننا لمسها، وثلاثة أشياء يمكننا سماعها ، وشيئين يمكننا شمهما ، وإذا أمكن، شيء واحد يمكن تذوقه. يجب العلم أن مهارات التأقلم هذة الذي قمنا بفعلها من خلال “تقنية التأريض الشائعة” تعتبر من التمارين الهامة التي تساعد في إعادة الأشخاص الذين يشعرون بالإرهاق إلى اللحظة الهادئة.
يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أنواع العلاجات النفسية الفعالة، والذي يهدف إلى تغيير طريقة تفكيرنا وتقديم آليات التأقلم الفعالة عندما تبدأ أفكارنا في إتباع الدوامة النفسية السيئة، فغالبا ما نرى المرضى الذين ينخرطون في هذا الإضطراب في شكلين رئيسيين من التفكير السلبي ألا وهما “التفكير الكارثي، والتفكير بالأبيض والأسود”.
يعتبر التفكير الكارثي هو افتراض أن الأسوأ سيحدث دائما حيث يظهر هذا من خلال الأفكار السلبية المتمثلة في “نحن في حالة عدم استقرار اقتصادي، سأفقد وظيفتي بالتأكيد. لن أتمكن من التعافي، وسنفقد منزلنا، ولن أستطيع العيش مطلقا”. “في حين أن التفكير بالأبيض، والأسود هو يعتبر رؤية الأشياء على أنها كلها جيدة أو كلها سيئة ، وعدم السماح بالتعامل مع الأمور بحيادية وسلوك عقلاني مشترك.
من المهم وبشكل كبير هو القيام بإستباق الأفعال الإيجابية للنفس بدلا من مجرد الاستجابة للمحفزات أو المشاعر المتزايدة فالخطوة الأولى في استكشاف الصحة العقلية والرفاهية العاطفية هي التأكد من أن شخصا ما يقوم بالحد الأدنى لرعاية جسده، وعقله، وعدم تحميل النفس أكثر من طاقتها حيث يتمثل هذا في الأكل الجيد والنوم جيدا، والبنيان الصحي القوي.
من الطرق الجميلة لتعزيز السعادة الداخلية هي القيام بفعل اشياء لطيفة للأخرين مثل تقديم الأفكار المفيدة، والكلمات الإيجابية التحفيزية أو تقديم المساعدة النفسية إلى جانب كل هذا يجب وبشكل جاد القيام بالإتجاه للعمل الخيري حيث يقطع شوطا كبيرا في عملية رفع المزاج، والحالة النفسية.