الجميع معرضون أن يصابوا بكوابيس أثناء نومهم فما أكثر فزعا من الإستيقاظ من كابوس مزعج ؟ حيث تعد الكوابيس شأنها شأن الأحلام من الظواهر الطبيعة التي يمكن أن يواجهها أي شخص في أي مرحلة عمرية ولكن قد تكوني على موعد يومي مع كابوس متكرر في انتظارك ويعوق نومك بشكل مستمر وهذا مايمكن شخيصه بإضطراب الكابوس وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي أسباب الكوابيس وكيف يمكن الوقاية منها.
حول اضطراب الكابوس
إنه لأمر شائع أن يواجه شخص ما كابوسا مفزعا هذا بالنسبة للكوابيس بشكلها العام أما تحول الأمر ليشكل اضطرابا يطلق عليه اضطراب الكابوس فإنه يمثل أمرا نادر الحدوث ويتعلق بالكوابيس المتكررة التي تجعل الأشخاص في معاناة دائمة من اضطرابات النوم بل أنهم حتى يشعرون بخوف مفرط من النوم حتى لايواجهوا كابوسا
ما هو اضطراب الكابوس؟
قد تستغرقين في نومك ثم تستيقظين مع حلم جميل أي أن الحلم يمكن أن يحمل احتمالات لكن للكوابيس شأن آخر حيث تشير إلى أحلام محملة بالمشاعر السلبية التي يمتزج بداخلها احساس القلق مع الخوف وتأتي مع عدة أعراض مصاحبة فيما بين سيطرة الذهول الشدة خلال الليل وتحديدا في منتصف الليل , مع تسارع ضربات القلب , مع التعرق الغزير كما انه في حال تعرضت لكابوس سوف تجدين صعوبات في استئناف نومك ومواصلته مرة أخرى وتعبر تلك الحالة عن مايصدره الدماغ من ردود فعل طبيعية تجاه أفكارنا ومخاوفنا المستقرة في عقلنا الباطن.
على الرغم من أن حدوث الكوابيس ليس قاصرا على عمر معين كما ذكرنا حيث يمكن أن يواجهها الأشخاص في أي عمر إلا أن الأطفال أكثر عرضة لمواجهة كابوس يجعل النوم يهرب من أعينهم وقد تواجهين نوبات من البكاء الليلي جراء حدوثها .ومن خلال سؤالنا عن أكثر الفئات العمرية التي تواجه كوابيس أثناء النوم سنجد أن الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات فلاتجعلي الأمر مثيرا لقلقك المتزايد فسوف يتلاشى الامر تدريجيا ببلوغ طفلك سن العاشرة من عمره ولكن هذا مختلف تماما عما يواجه الطفل بتقدمه في العمر من أحلام مخيفة ومن الجدير بالذكر ان الفتيات تحديدا ونتيجة للتغيرات الهرمونية التي يمرون بها و تؤثر على بنية ومنظومة الجسم بأكمله خلال فترة المراهقة والبلوغ لديهن سيكونوا على موعد مع كوابيس مكررة مقارنة بالأولاد
يشكل اضطراب الكابوس واحدا من الإضطرابات التس تصنف بأنها من النوع الخطير وفي نفس الوقت قد يتطور إلى مضاعفات تشتت وضعف التركيز أو فقدان الإنتباه أثناء القيادة فضلا عما أنه قد يدفع الشخص المصاب لمحاولات انتحارية نتيجة سيطرة الأفكار السلبية على العقل .
اقرأ أيضا الاكتئاب الذهاني .. عندما يختلط الحزن مع الهلاوس السمعية والبصرية
أعراض اضطراب الكابوس
تشير الأبحاث إن الإنسان لابد أن يحصل على الراحة بعد ساعات من العمل من المتواصل حيث يقضى الإنسان مايقارب ثلث حياته في النوم وفقا للمعدلات التقديرية وقد يواجه خلال نومه أحلام تبدو كأنها حقيقة ليست منفصلة عن الواقع وعقب استيقاظه سوف يتفاجىء من كونها حلما فقط وقد يعطي بعضها تنبؤات حول مستقبله ولكن الجانب المظلم يتمثل في الكوابيس التي تنتظره منتصف الليل وتتسم بعدة خصائص على النحو التالي :
- الأحلام حية تبدو وكأنها حقيقية تسبب الهلع والإنزعاج الشديد
- تنطوي مؤمرات الأحلام على بعض رسائل التهديد
- الإستيقاظ الفجائي في منتصف الليل مع شعور بالذهول
- مجموعة مشاعر مختلطة فيما بين الخوف والقلق والحزن والغضب عقب الإستيقاظ من النوم
- التعرق الغزير، مع تسارع ضربات القلب حتى في ظل عدم ممارستك لأي تمارين رياضية
- الوقوع في نوبات من التفكير السلبي مع التذكر الكامل لتفاصيل الأحلام
- التحول لشخص بائس نتيجة لسيطرة شعورا بالبؤس عليكي سيجعلك في مواجهة صعوبات من حيث الإستمرار في النوم الصحي .
يوجد مقياس معين للكوابيس لفلترتها على أساس كونها شيئا طبيعيا أو اضطرابا عقليا ويتوقف ذلك عما يصاحبها من أعراض تبدو غير عادية وتشمل :
- تكرار الكابوس بشكل منتظم على مدار 5 أيام متواصلين أسبوعيا
- انتقال الإحساس بالخوف والقلق إلى اليوم التالي
- فقدان القدرة على التفكير فيما مر عليكي من صور في الحلم
- التعرض لمشكلات جسيمة في قدرات التركيز والتذكر
- الشعور الدائم بالخمول وانخفاض الطاقة حتى أنه قد يشكل سببا للنعاس الشديد خلال فترات النهار أو في العمل
- فقدان الشغف تجاه ممارسة أي نوع من الأنشطة البدنية فضلا عما تشعرين به من قلة المرونة وتبني لغة الجمود في المواقف الإجتماعية
- رهاب الخوف المتواصل من الظلام أو التواجد في أماكن مظلمة مع قلق شديد عندما يحين موعد النوم وإغلاق الاضواء .
ليس تلك الأعراض سابقة الذكر ما تطرأ على الشخص المصاب بإضطراب الكابوس فقط بل توجد عدة أعراض أخرى تختلف من شخص لآخر
أسباب اضطراب الكابوس
توجد علاقة وثيقة تربط بين مواجهة كابوس أثناء النوم والأرق الشديد الذي يعطل استغراقك في النوم الجيد حيث أنه لكي يكون جسمك صحيا يجب أن تحصلي على حوالي 8 ثماني ساعات من النوم بدون قلق وسيكون هذا مستحيلا تماما في ظل تلك الكوابيس المتكررة والتي تحدث في الغالب خلال نوم حركة العين السريعة الذي يحدث في طرفة عين وحتى يومنا هذا ورغم كثير من الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع بالدراسة إلا أن السبب وراء حدوث الكوابيس مازال غير معروف إلا أنه توجد بعض العوامل التي تتداخل مع هذا الأمر :
التوتر والقلق لفترة طويلة
تعرضك للضغوط أو توترات من نوع معين واستكرار على المدى الطويل أيا كانت أسبابها مثل التعرض لإعتداء أو انفصال الوالدين سوف تخلق بيئة خصبة لكوابيس مخيفة تماما حيث تولد المسئوليات والمشكلات الحياتية أو أي تجارب مؤلمة قد مررت بها ولكن قدرات الأشخاص مختلفة فيما بينهم على تحمل الصدمات المختلفة فقد يعاني أحدهم من فقدان شخص عزيز يؤثر على العقل فيصيبه بإضطرابات مرعبة ومزعجة منها اضطراب الكابوس وماينتج عنه من حالة نفسية سيئة .
اضطراب ما بعد الصدمة
معاناة الشخص خلال مرحلة الطفولة من حوادث العنف أو الإعتداء الجنسي تشكل أيضا أسباب جذرية لحدوث الكوابيس وبمعنى آخر فإن هؤلاء الأشخاص الذين يعانون جراء إصابتهم بإضطراب مابعد الصدمة وهو أحد الإضطرابات النفسية التي يتعرض لها الشخص نتيجة غزو الذكريات السيئة لذلك لانتعجب من رؤية الكوابيس بإنتظام
قلة النوم والأرق يسبب الكوابيس
على نطاق العمل يمكن أن تحدث أحيانا بعض الأحداث المتغيرة ووالمتعلقة بجدول عملك اليومي وينعكس ذلك على مواعيد النوم والإستيقاظ وبالتالي ستتأثر ساعتك البيولوجية ويلقى ذلك بآثاره السلبية على تقليل عدد ساعات النوم الطبيعية التي من المفترض الحصول عليها مما يزيد من مخاطر الكوابيس المخيفة ومن جانب آخر يمكن أن يسبب الأرق العديد من المشكلات العصبية والعقلية
بعض أنواع الأدوية
في بعض الأحيان يمكن أن يكون كابوسك ناتجا عن الإفراط في تناول بعض أنواع الأدوية أو حتى تناولها بدون إشراف طبي ويشمل ذلك مضادات الإكتئاب وأدوية ضغط الدم والأدوية المستخدمة لعلاج مرض باركنسون ، حيث يمثل الكابوس هنا عرض جانبي ناتج عن استخدام الأدوية على المدى الطويل كما أن الأدوية التي تحتوي على مكونات مخدرة أو منشطات سوف تغرقك في محيط من الكوابيس تنتهي أبدا
مشاكل الصحة العقلية الأخرى
بعض اضطرابات الصحة العقلية والنفسية والتي يعد الإكتئاب أكثرها شيوعا ذات صلة شديدة برؤيتك لكوابيس مخيفة ومرعبة بشكل متكرر, بالإضافة إلى الكوابيس قد تحدث بصورة متوازي مع عدد من المشكلات الصحية الأخرى كأمراض القلب والأورام السرطانية وكل الحالات التي يجمعها عامل مشترك واجد يؤثر على جودة النوم حيث تنتهي إلى كوابيس مزعجة
يجب الإشارة إلى أنه سواء أنت أو غيرك من أفراد العائلة عرضة للكوابيس بشكل حتمي إذا كان لديك إضطراب الكابوس أو تعانين من المشي أثناء نومك .
تشخيص اضطراب الكابوس
لايوجد اختبار تشخيصي محدد للتعامل مع اضطرابك حيث أن التشحيص الدقيق يتطلب مزيدا من الوقت ولكن يمكن أن يلجأ الطبيب لفحص السجلات الطبية,والأعراض واتباع الإجراءات التالية:
الفحص البدني
من أنواع الفحوصات الشاملة التي يلجأ الطبيب لإعتمادها في حالة الشك من تعرضه لأحد الإصابات الجسدية وسوف تساهم تلك الخطوة في استكشاف أي حالات صحية ينتج عنها حدوث الكوابيس وفي حالة تحقق الطبيب من أن حالة كوابيس المتكررة لدية تحمل قدرا من المخاوف الكامنة فسوف يطلب الطبيب الذي تتابعين معه إحالتك إلى طبيب أمراض عقلية
مناقشة أعراض اضطراب الكابوس
إجراء هام لابد من أن يقوم الطبيب بفعله ويتوقف ذلك على مايصفه المريض من أعراض تشير إلى اضطراب الكابوس لديه بالإضافة لما يصدره المريض من تصرفات خلال نومه ونوعيات النوم التي تلعب دورا بارزا في التشخيص وقد يفيد الطبيب أيضا سؤاله لشريك حياتك حول ماتقومي به من سلوكيات بدون إدراك منك والتي تشكل علامات غير عادية من أجل تشخيص دقيق.
دراسة النوم الليلي (تخطيط النوم)
تعني تلك الدراسة مخطط النوم الذي يقوم بوضعه الشخص لقياس درجة الإضطراب فإذا كان اضطراب نومك من النوع الشديد أو الحاد , فهنا سينصحك الطبيب بإجراء المزيد من الأبحاث التي تتمحور حول دراسة النوم الليلي.ويمكن من خلال إتباع ذلك الأسلوب تحديد ما إذا كانت الكوابيس متعلقة باضطرابات النوم الأخرى.
من الإجراءات الفعالة أيضا ,والتي قد يستخدمها بعض الأطباء الحرص على تفعيل أجهزة استشعار على الجسم , ويتولى من خلاله المستشعر القيام بتسجيل المراقبة والمتابعة الدقيقة لإشارات الدماغ ومستويات الأكسجين في الدم ومعدلات ضربات القلب وعملية التنفس والقدرات الحركية للعين والساق أثناء النوم. وقد يكون من الأفضل ومن أجل التوثيق الجيد استخدام فيديو لتسجيل ماتقومي به من سلوكيات أثناء نومك
علاجات اضطراب الكابوس
إذا جاءت النتيجة النهائية للتشخيص لتثبت أنه ايجابي وأنك تعانين من اضطراب الكابوس يسبب الإنزعاج ويؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية حيث يساعد تحديد التشخيص المساعدة في وصف العلاج المناسب ، ومنها:
- في حالة ارتباط الكوابيس بحالات طبية رئيسية ، فسوف يختص العلاج بالتركيز على تلك الحالة الصحية
- بعض الطرق العلاجية تكون أكثر فاعلية في تخفيف نوبات التوتر وتعزيز قدرتك على الاسترخاء وعلى وجه الخصوص إذا كان اضطراب الكابوس ناتجا عن التوتر
- يوجد نوع آخر من العلاجات يطلق عليه العلاج بالصور والأكثر مناسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب مابعد الصدمة وسوف يساهم هذا العلاج في التأثير على شدة الكوابيس وتغييرها ويفيد هذا الإجراء المريض في رسم قصة جديدة لطيفة . وقد قد تم اثبات نجاح هذا المنهج في تقليل الكوابيس المتكررة .
- نادرًا ما يصف الأطباء الأدوية العلاجية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكابوس . ومع ذلك، يوصى باستخدام العديد من الأدوية لعلاج الكوابيس المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة.