في الآونة الأخيرة، ظهرت نسبة كبيرة من الأفراد الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، فالجدير بالذكر أن هذه المتلازمة هي عبارة عن اضطراب تفاعلي يحدث ما بين الأمعاء والدماغ، ولهذه اللحظة لم يتم العثور على أن سبب مادي يؤدي إلى حدوث الإصابة بها، ولكن يمكننا القول بأن بعض من العوامل تؤدي إلى تفاقم أعراض هذه المتلازمة مثل المشاكل النفسية أو الأنظمة الغذائية الغير صحية أو تناول بعض الأدوية وأهمها الهرمونية. لذلك، فمن الضروري أن يتم الجمع بين طرق علاج أغلب هذه المشاكل ذات الصلة لتخفيف الأعراض قدر الإمكان. بشكل توضيحي أكثر سنقوم من خلال مقالنا اليوم بالتعرف على أهم أنواع الأدوية التي تعمل على علاج متلازمة القولون العصبي، ومن ثم تجنب حدوث أي توابع سلبية لها.
مريض القولون العصبي
تعد متلازمة القولون العصبي من أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بأحاسيس عدم الراحة حيث أنها تؤثر بشكل كبير على حياة المريض اليومية. لذا فمن الواجب علينا أن نعمل جاهدين نحو تلقي العلاج المناسب لهذه الحالة ومحاولة السيطرة على الأعراض، وهذا لكي يعيش المرضى حياة طبيعية خالية من أي مضاعفات صحية خطيرة.
العلاج الدوائي للتعامل مع متلازمة القولون العصبي
على الرغم من عدم وجود علاج مباشر لهذه الحالة المرضية، إلا أن هناك العديد من الأدوية التي تلعب دورا فعالا في التعامل مع أعراض متلازمة القولون العصبي حيث يعتمد الدواء الذي يجب تناوله على ما إذا كانت الأعراض الرئيسية للمرض تتمثل في الإسهال أو الإمساك، أو الشعور بالآلام كثيرا أو بمعدلات متوسطة بالإضافة إلى بعض من المشاكل النفسية الفسيولوجية والاجتماعية المصاحبة.
كقاعدة عامة يجب الإلتزام بها، فيمكننا أن نقوم بإستخدام المنتجات الدوائية فقط عندما تكون الطرق غير الدوائية مثل التغييرات الغذائية، وتحسين أنماط الحياة، وما إلى ذلك غير فعالة حيث يتم اللجوء إلى تناول الدواء الذي يتم وصفه من قبل أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بعد خضوع المريض لعدة إختبارات وفحوصات.
الجدير بالذكر أن هذه الأدوية تتمثل في بعض المجموعات الدوائية مثل:
أولا: الأدوية المضادة للكولين
عند قيامنا بإستخدام هذه المجموعة العلاجية للتعامل مع القولون العصبي، فيجب معرفة أنها تشتمل على (زيت ثنائي سيكلومين وهيوسيامين والنعناع المغلف) حيث تقوم جميع هذه العناصر بالعمل على منع تهيج الجهاز العصبي الذي يتواجد في الجهاز الهضمي، ومن ثم يساعد هذا الأمر على تخفيف التقلصات الشديدة والانقباضات غير المنتظمة للقولون.
الجدير بالذكر أنه هذه الأدوية فعالة جدا عند القيام باستخدامها لمنع ظهور الأعراض. ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن الآثار الجانبية الشائعة لهذه المحموعة الدوائية تشتمل على الشكوى من جفاف الفم والعينين، وعدم وضوح الرؤية.
ثانيا: الأدوية المضادة للإسهال
عادة ما تساعد بعض أنواع الأدوية في عملية إبطاء حركة البراز عبر الجهاز الهضمي، فيجب العلم أن هذه الأدوية تتمثل في (لوبيراميد أو ديفينوكسيلات الأتروبين). الجدير بالذكر أن هذه الأدوية فعالة لمرضى متلازمة القولون العصبي الذين يعانون من أعراض الإسهال بشكل رئيسي ومستمر.
بوجه عام، يجب العمل على استخدام هذه الأدوية فقط عند الضرورة القصوى، وليس بشكل مستمر، وهذا لأنه في حالة تناول أكثر من الجرعة المشار إليهان فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث مشاكل خطيرة في القلب لدى بعض الأشخاص.
إقرأ أيضا: دور البروبيوتيك في علاج متلازمة القولون العصبي
ثالثا: مضادات الاكتئاب
عند الحديث عن مضادات الاكتئاب، فيمكننا أن نقوم بذكر أدوية الـ (أميتريبتيلين – إيميبرامين – ديسيبرامين – نورتريبتيلين)، وهذا لمحاولة السيطرة على الألم قدر الإمكان، فعلى الرغم من أن هذه الأدوية يتم إستخدامها في المقام الأول لعلاج الاكتئاب، إلا أن لها آثار مسكنة فعالة عند التعامل مع المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي.
ومع ذلك، يجب معرفة أن الجرعة المستخدمة مع هذه الحالة المرضية عادة ما تكون أقل بكثير من الجرعة المستخدمة لعلاج الاكتئاب وغالبا ما يشار إليها بشكل رئيسي في معالجة بعض حالات الإسهال، ولكن من الممكن أن يشعر المرضى بالتعب خاصة عند البدء في تناول الدواء للمرة الأولى.
رابعا: الأدوية المضادة للقلق
يمكن القيام بوصف الأدوية المضادة للقلق مثل (الديازيبام – لورازيبام – كلونازيبام) من قبل الطبيب المختص، وهذا حتى تتم السيطرة على القلق الذي يتم الشعور به على المدى القصير حيث يزيد هذا الأمر من أعراض متلازمة القولون العصبي.
يجب الإنتباه إلى ضرورة تناول هذه الأدوية لفترة قصيرة من الزمن وتحت إشراف طبي وهذا حتى يتم تجنب حدوث أي توابع سلبية تصل إلى حد التعود على الدواء وعدم إمكانية التوقف عن إستخدامه.
العلاج النفسي للتغلب على متلازمة القولون العصبي
بوجه عام، من الوارد أن يؤدي أمر التعرض للإجهاد المفرط إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي. لذلك، فيجب على أصحاب هذه الحالة المرضية الحديث مع طبيب أمراض الجهاز الهضمي المعالج بكل صراحة ووضوح حيث القيام بذكر أهم المشاكل الصحية التي تحدث المعاناة منها.
في بعض الأوقات يتم اللجوء إلى تلقي العلاج من خلال سُبل الإستعانة بالمختصين النفسيين حيث العمل على مناقشة بعض الضغوط في الحياة اليومية وكذلك الفسيولوجيا النفسية ومن هنا تبدأ رحلة العلاج التي تلعب دورا لا يمكن إنكاره في التعامل مع متلازمة القولون العصبي.