يعد التهاب البلعوم الحبيبي هو أحد أنواع الإلتهابات المزمنة التي تصيب البلعوم، فعلى الرغم من أنه لا يسبب آثارا خطيرة على الحياة، إلا أن الحوامل المصابات بهذا النوع من الإلتهابات يشعرن بالتهاب شديد في الحلق مما يؤدي هذا الأمر إلى الشعور بفقدان الشهية، والتأثير على صحتهن وجعل مزاجهن في أسوء حالاته بشكل دائم. لذا فقررنا اليوم أن نتحدث عن إلتهاب الحلق الحبيبي بمزيد من التوضيح والتفصيل وكذلك كيفية الوقاية منها والتغلب عليها.
ما هو إلتهاب الحلق الحبيبي؟
التهاب البلعوم الحبيبي هو التهاب مزمن يحدث في البلعوم حيث يستمر من 3 أشهر إلى أكثر من سنة وينتشر بصورة كبيرة لدى الأفراد التي تحدث لهم الإصابة المتكررة بالإلتهابات في هذه المنطقة.
عند تكرار الإصابة بهذه الإلتهابات تحدث حالة من الضعف للجسم حيث طول مدة إحتقان الغشاء المخاطي مما يؤدي إلى تكوين جزيئات حمراء أو وردية في الجدار الخلفي للبلعوم، وهذا ما يسمى بالتهاب الحلق الحبيبي.
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب الحلق الحبيبي خلال فترة الحمل؟
يمكن أن تحدث الإصابة بإلتهاب الحلق العقدي للمرأة الحامل نتيجة بعض الأسباب التي تتمثل فيما يلي:
-
التهاب الأنف المزمن
عند حدوث الإصابة بإلتهاب الأنف المزمن فسوف يؤدي هذا إلى حدوث تدفق السوائل من الجيوب الأنفية إلى الجدار الخلفي للبلعوم ومن ثم تغطية طبقة المخاط لبطانة الجدار الخلفي للبلعوم.
يجب العلم أن هذه الطبقة المخاطية تسهل دخول البكتيريا، مما يتسبب هذا الأمر في التهاب البلعوم وظهور الحبيبات في الجدار الخلفي له.
-
التهاب اللوزتين المزمن
في حالة معاناة الحامل من الإصابة بإلتهاب اللوزتين، أو معاناتها من الآلام بالرغم من إستئصالها فهي إذن لا تزال معرضة بصورة كبيرة لخطر الإصابة بالحلق الحبيبي أثناء الحمل حيث نمو الخلايا الليمفاوية في الجدار الخلفي للبلعوم أكثر لتغطية الجزء الذي تمت إزالته مما يزيد هذا من خطر الإصابة بالأمراض المتعددة.
-
بعض الأسباب الأخرى
توجد العديد من المشاكل التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة النساء الحوامل بالتهاب الحلق الحبيبي، فعلى سبيل المثال تأتي متلازمة الجزر المعدي المريئي على رأس القائمة حيث يسبب عصير المعدة المتدفق إلى الحلق حدوث الإصابة ببعض الإلتهابات.
إلى جانب ما سبق ذكره تأتي بيئة المعيشة، والعمل الملوثة التي تحتوي على بعض المواد الكيميائية السامة من أهم أسباب الإصابة بهذا النوع من الإلتهاب بالإضافة إلى قصور الكبد، وحدوث اضطرابات المعدة.
-
الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية
تعد الإصابة بالإلتهابات بجميع انواعها في منطقة الحلق مع طول مدتها سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أو فطرية من أهم أسباب حدوث إلتهاب الحلق الحبيبي عند النساء الحوامل.
-
التغيرات الهرمونية
خلال فترة الحمل، يتغير توازن الهرمونات في داخل جسم المرأة حيث يقلل من مقاومتها، ومن ثم تحدث زيادة للإفرازات من الغشاء المخاطي البلعومي، مما يخلق هذا الأمر ظروفا مواتية لدخول البكتيريا والفيروسات والتسبب في حدوث التهاب الحلق الحبيبي.
إقرأ أيضا: السعال الديكي.. أعراضة وطرق علاجه
ما هي أهم أعراض إصابة الحامل بالتهاب الحلق الحبيبي؟
لتشخيص إصابة المرأة الحامل بالحلق الحبيبي يمكن الإعتماد على بعض الأعراض الشائعة التالية:
- الشعور بالحكة والتهاب الحلق عند إبتلاع الطعام والماء.
- جفاف الحلق المستمر بصورة مزعجة، وغير مريحة.
- الشعور دائما بالإحساس الحارق في الحلق، مصحوبا بالحكة، والسعال.
- انسداد الأنف عند الإستلقاء على جانبهن.
- تميز الغشاء المخاطي في الحلق باللون الأحمر، والسميك، والرطب، ويظهر الجدار الخلفي بصورة تحتوي على بعض البثور الحمراء.
- إنتفاخ اللوزتين باللون الأحمر حيث تجعل البلعوم ضيقا، مما يتسبب هذا الأمر في صعوبة البلع، والشعور بتشابك الطعام.
- المعاناة من الحمى منخفضة درجة الحرارة.
- يمكن أن يؤثر هذا النوع من الإلتهابات على منطقة الحلق بصورة كبيرة مما يتسبب هذا الأمر في الشعور ببحة في الصوت.
- قد تعاني النساء الحوامل المصابات بالحلق الحبيبي من شعور الغثيان، والرغبة في القيء في بعض الأوقات.
كيف يتم علاج التهاب الحلق الحبيبي عند النساء الحوامل؟
يعتبر إلتهاب الحلق الحبيبي من الحالات المرضية طويلة الأجل التي يصعب علاجها نسبيا حيث يجب على النساء الحوامل عدم إستخدام عقاقير العلاج بمفردهن، ولكن يجب أن يذهبن إلى المختصين لتلقي العلاج المناسب، والملائم لحالتهن الصحية.
سوف يقوم الطبيب بإجراء فحوصات، وتشخيص دقيق لكي يتعرف على أسباب الإصابة بالتهاب الحلق الحبيبي للمرأة الحامل سواء كان ناجم عن التهاب اللوزتين، أو التهاب الأنف، أو التهاب الجيوب الأنفية، والمسببات البكتيرية والفيروسية التي تسبب حدوث الإصابة بهذا النوع من الإلتهابات، وبالتالي معرفة العلاج المناسب للحالة المرضية.
في الغالب، سوف يصف الأطباء المضادات الحيوية لقتل البكتيريا المسببة للعدوى حيث أن المضادات الأكثر شيوعا لعلاج الحلق الحبيبي تتمثل عادة في السيفالكسين، والبنسلين، والأموكسيسيلين. لذا فتحتاج الحوامل دائما إلى ضرورة اتباع تعليمات الطبيب بدقة بشأن الجرعة والاستخدام للتأكد من أنهن يستطعن علاج المرض تماما وضمان السلامة لكل من المرأة، والجنين.
أثناء تناول الدواء، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن عدم كفاية تناول المضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى حدوث انتكاسة لهذا المرض مرة أخرى مما يتسبب هذا الأمر في وقوع بعض الآثار الضارة على صحة الأم والطفل.
كيف تقوم المرأة الحامل بالعمل على الوقاية من إلتهاب الحلق الحبيبي؟
من أجل الحد من معاناة الحلق الحبيبي، يجب على الحامل تجنب الوقوع في براثن هذا المرض لفترات طويلة من الوقت حيث يجب العمل على علاج هذا الأمر بشكل نهائي من خلال الطبيب المختص إلى جانب إتباع بعض الطرق الطبيعية التي تتمثل فيما يلي:
-
الغرغرة بالماء المالح
يمكن أن يساعد استخدام محلول ملحي مخفف أو محلول ملحي فسيولوجي بنسبة 0.9٪ للغرغرة في القضاء على البكتيريا التي تسبب هذا لنوع من الإلتهاب وكذلك تقليل خطر الإصابة بالتهابات الحلق بوجه عام.
-
تناول العسل الأبيض
يعتبر العسل عنصر طبيعي يستخدم لتحسين التهاب الحلق لدى النساء الحوامل، وبالأخص عندما لا يمكن استخدام الدواء حيث أن المكونات الموجودة داخل العسل لها خصائص مضادة للبكتيريا وتعمل على قتلها والقضاء عليها، فالجدير بالذكر أنه يمكن استخدام العسل عن طريق وضعه بالماء الدافئ أو تناوله مع شاي الزنجبيل.