في عصرنا هذا ومع التطور التكنولوجي الكبير، يهتم الأطفال بشكل يشوبة الكثير من المرض والإدمان بالأجهزة الإلكترونية وألعاب الفيديو حيث فقدو فعليا متعة ممارسة الأنشطة البسيطة والجميلة التي يمكنها أن تقوم بالعمل على تنمية وتطوير الكثير من المنافع الحسية والعقلية والنفسية لديهم. فالجدير بالذكر أن من أفضل وأهم هذه الأنشطة هي تعلم مهارة التلوين بشكل صحيح ومثالي وهذا ما سنقوم بالتعرف عليه اليوم بمزيد من التوضيح.
ما هي فوائد تعلم التلوين في عملية نمو الطفل؟
إن القيام بتعليم الطفل مهارة التلوين منذ الصغر يعد أمر هام جدا غير مقتصر على التسلية فقط، بل يقوم بتقديم العديد والكثير من الفوائد التي سنقوم بذكرها فيما يلي:
-
تطوير المهارات الحركية الدقيقة
عندما يقوم الطفل بممارسة نشاط التلوين، فإن هذا الأمر يعمل على تطوير قبضة يديه بشكل أفضل على القلم حيث تدعم قبضة القلم الصحيحة نمو عضلات أصابع الطفل، ويديه، ومعصميه. سيساعد تطوير هذه المهارة الحركية لدي طفلك بشكل كبير في تعلم الكتابة ؛ وكذلك ممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة في وقت مبكر.
-
زيادة الصبر والمساعدة على الإسترخاء
تعد ممارسة نشاط التلوين من أهم الطرق الرائعة التي تقوم بمساعدة الطفل دائما على الشعور بمزيد من الاسترخاء والراحة، وبالأخص أثناء تلوين أي صورة مفضلة أو محببة لديه إلى جانب ذلك فإن هذا النشاط يقوم بمساعدته أيضا بصورة فعالة في العمل على تطوير مهارة الصبر وفي أوقات مبكرة من العمر.
-
زيادة تركيز الطفل
خلال مرحلة الطفولة توجد العديد والكثير من المهام التي تعمل على تشتيت وصرف إنتباه الطفل، وبالأخص عند ممارستها لفترة طويلة مثل إدمان الألعاب الإلكترونية، ولكن يأتي على النقيض نشاط التلوين الذي عند قيام تعلم الطفل له كي يتم إتقانه سوف يجني هذا الأمر ثمارة من زيادة تركيز وإنتباه بصورة ملحوظة وبالأخص عند مرور الوقت.
-
تدعيم التطور اللغوي
عند قيام الأطفال بإكتساب مهارة التلوين من خلال قضاء الآباء بعض الوقت معهم لكي يقومو بتعليمهم هذه المهارة، فإن هذا الأمر يساعد بشكل كبير في تدعيم عملية تطوير اللغة، وبالأخص عندما يتحدث الآباء عن الصفات الوصفية، وأسماء الألوان أثناء أداء بعض الأنشطة.
يجب العلم أنه عند تعلم هذه المهارات من سن مبكرة؛ سيشعر الأطفال أيضا بمزيد من الثقة مما يجعلهم يقومو بالعمل على إستخدامها في مواقف مختلفة.
-
التعرف على الألوان بشكل أفضل
إن استخدام الألوان المختلفة عند التلوين يمنح الأطفال فرصة مثالية لاستكشاف مجموعات مختلفة ومتعددة من الألوان مما يؤدي ذلك إلى تمتع الطفل بالقدرة على رؤية عملية تغيير مظهر الصورة عندما يبدأون في رسم شيء ما.
يجب العلم أن تعليم طفلك التلوين يمكن أن يساعده أيضا في التعرف بشكل أفضل على الألوان الأقل شهرة والغير متداول إستخدامها.
-
تعزيز مهارة الإبداع لدى الأطفال
من الهام جدا أن نقوم بالعمل على تحفيز التفكير الإبداعي للطفل من خلال ممارسة مهارة تعليمه التلوين حيث نجعله يختار أسلوب الرسم والألوان المفضلة لدية، وكيف يتم توظيف هذه الألوان من خلال بعض الرسومات المحددة مما يؤدي هذاا إلى جعل الطفل ذو قدرة إبداعية عالية.
إقرأ أيضا: القصص والحكايات ودورهما في تطوير مهارات الطفل
تطوير قدرة الطفل على الرسم والتلوين خلال مراحله العمرية
مع إختلاف المراحل العمرية للطفل يمكن للوالدين القيام بالعمل على إختيار طرق التدريس، وأقلام التلوين ومواد التلوين المناسبة لكل مرحلة عمرية حيث يتم هذا على النحو التالي:
أولا: المرحلة العمرية من 12-15 شهرا
بمجرد أن يقوم الطفل بإتقان حمل الأشياء بإستخدام إصبعي الابهام والسبابة، إذن فهو في ذلك الوقت يكون مستعدا لحمل أقلام التلوين ايضا حيث يقوم بإستخدامها في الغالب لرسم أقواس عشوائية كبيرة وصغيرة، وبعض من البقع الملونة، والخربشات غير المقصودة.
في هذا الوقت، يجب على الآباء تعليم الأطفال فقط التلوين على أشكال بسيطة مثل الدوائر والمربعات والمثلثات والقيام بممارسة هذه الأنشطة معه لتنمية روح المودة والحب.
ثانيا: المرحلة العمرية من 15-18 شهرا
في هذه المرحلة، يتم إتقان خربشات الطفل عن المرحلة السابقة، وتصبح أكثر استقرارا. فقد لا يرى الآباء الغابات أو الأشجار أو أي أشياء محددة. ولكن ستضح لنا رؤية الكتل الملونة، وتبدو لنا الأشكال والأنماط في حالة أكثر وضوحا.
ثالثا: المرحلة العمرية من 18-24 شهرا
في بداية الانتقال إلى الشهر الـ 18؛ فقد أصبحت توجيهات الطفل أكثر صوابا حيث يتعرف على ما يريد رسمه وتقليده وتلوينه. في العموم يجب على الأباء خلال هذه الفترة أن يقومو برسم الأشكال التي يريدها طفلهم ويرغبو في تلوينها.
في هذا الوقت، ولدعم تعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 1.5-2 سنة مهارة التلوين؛ يمكن للوالدين اصطحاب طفلهم في نزهة على الأقدام، ورؤية الطبيعة، والتعرف على أشياء كثيرة تساهم في تنمية مهاراتهم في إختيار الألوان وإستخدامها فيما بعد.
رابعا: المرحلة العمرية من 25-30 شهرا
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في القيام برسم الخربشات والصور التي يريد نقلها والتي لم يتم التعبير عنها بوضوح على الورق. في العموم سوف يرى الأباء أن صور طفلهم هذه عبارة عن ضربات متعرجة وألوان فوضوية.
على الرغم من عدم قدرة الأباء على فهم جميع الصور التي يرسمها الطفل ويقوم بتلوينها في ذلك الوقت، إلا أنه لا يزال يتعين عليهم الثناء على صور أطفالهم كثيرا حيث يعد هذا تشجيعا وحافزا كبيرا لهم ليكونو أكثر اهتماما بهذه المهارة ومواصلة ممارستها.
خامسا: المرحلة العمرية من 31-36 شهرا
يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 31 و 36 شهرا أن يقومو بالإمساك الفعلي بأقلام التلوين عند الرسم حيث يستطيعون القيام بتصميم أشكال أكثر تعقيدا، مثل شكل “V”. ولكن يجب العلم أن هناك أيضا العديد من الحالات التي لا يزال فيها الأطفال في خلال هذه المرحلة لا يظهرون علامات على كونهم أكثر كفاءة في الرسم والتلوين، ولا ينبغي القلق كثيرا بشأن هذه المشكلة.
ما يجب فعلة آنذاك الوقت هو العمل على منح الطفل الحرية في فعل ما يحلو له وليس إجباره. فدور الوالدين هو تعليم الطفل كيفية حمل القلم بشكل صحيح ثم نتركه يطلق العنان لإبداعه بصوره الخاصة.
يمكن للوالدين القيام بالعمل على تعليم الطفل تلوين الأرقام، والحروف الأبجدية، ورسومات الحيوانات البسيطة والأشكال الهندسية حيث يساعد هذا الأمر على تعلم مهارة الرسم ايضا في وقت لاحق.
سادسا: المرحلة العمرية من 3-6 سنوات
في هذه المرحلة، يستطيع الأطفال استخدام الألوان بمهارة أكبر، والعمل على رسم الصور التي قام الوالدين بتعليمهم إياها من قبل بسهولة أكثر حيث يمكن لمعظم الأطفال في سن الـ 5 سنوات تعلم كيفية رسم خطوط أفقية، ورأسية بالإضافة إلى بعض الأشكال البسيطة مثل المنازل، والأشخاص، والأشجار إلى جانب إتقانهم لمهارة التلوين بشكل أكثر كفاءة .
من هذه المرحلة فصاعدا، يمكن للوالدين بالفعل تعليم الطفل التلوين عن طريق الإستعانة بصور أكثر تعقيدا؛ أو نقوم بترك الطفل يرسم على الورق الأبيض الأشياء والحيوانات التي يحبها لزيادة مهارة الإبداع لديه.