يعتبر المغنيسيوم من أهم المعادن الأساسية التي تقوم بالمشاركة في تدعيم العديد من وظائف الجسم الحيوية، بما في ذلك وظيفة العضلات والأعصاب وإنتاج الطاقة وصحة العظام. ولكن هل نستطيع القيام بتناول مكملات هذا المعدن في أي توقيت زمني؟ بالطبع تتمثل الإجابة في لا فالأمر هنا يتطلب المزيد من المعايير الصحية. بشكل توضيحي أكثر سوف نتعرف الآن على ما هو الوقت المناسب الذي نستطيع فيه أن نقوم بتناول مكملات المغنيسيوم على أن يخضع هذا الأمر للاشراف الطبي؟.. هيا بنا.
المغنيسيوم
يعد المغنيسيوم من أهم العناصر الغذائية المتوفرة بشكل طبيعي في بعض الأطعمة ونحن بحاجة إلى استهلاك هذه الأطعمة حتى نستطيع القيام بتجديد الكمية اليومية من هذا العنصر، ومنع الآثار الجانبية الناجمة عن نقصانه.
يحتاج الرجال إلى ما يصل إلى 420 ملغ من المغنيسيوم يوميا بينما تحتاج النساء إلى 320 ملغ. ومع ذلك، فإن أهم شيء هنا يجب إتباعه هو كيفية ضمان امتصاص كمية المغنيسيوم التي يتم إستهلاكها بكفاءة من قبل الجسم.
يعتمد تحديد الوقت المناسب لاستهلاك المغنيسيوم على مجموعة متنوعة من العوامل، والتي تتمثل في الاحتياجات الصحية الشخصية ونمط الحياة والعادات الغذائية، فعلى الرغم من عدم وجود وقت محدد لاستهلاك هذا العنصر، إلا أن أمر فهم كيفية تفاعله مع إيقاعات الجسم اليومية والمواد المغذية الأخرى يمكن أن يساعد في تحسين امتصاص وفوائد هذا المعدن.
أفضل الأوقات التي يجب أن يتم فيها تناول مكملات المغنيسيوم
أولا: خلال فترات الصباح
يمكن أن يساعد أمر تناول مكملات المغنيسيوم في الصباح على زيادة طاقة الجسم، ودعم الصحة العامة. فالجدير بالذكر أن هذا العنصر يلعب دورا مهما في استقلاب الطاقة مما يساعد على تحويل الطعام إلى طاقة، ويدعم وظيفة الإنزيمات المشاركة في إنتاج ATP والتي تعرف بعملة الطاقة الرئيسية في الجسم.
يجب العلم أن بدء اليوم بتناول الأطعمة أو المكملات الغذائية الغنية بالمغنيسيوم أم يساهم في بدء عملية التمثيل الغذائي وتعزيز اليقظة والتركيز طوال اليوم.
ثانيا: قبل أداء التمارين الرياضية
عند القيام بتناول مكملات المغنيسيوم قبل أداء التمارين الرياضية، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يساهم في دعم وظيفة العضلات وأدائها حيث يشارك هذا العنصر في تقلص العضلات والاسترخاء، مما يساعد في تدعيم آلية الحفاظ على وظيفة العضلات المناسبة أثناء أداء التمارين.
بالإضافة إلى ذلك، فيقوم عنصر المغنيسيوم بالمساعدة في عملية تنظيم توازن الكهارل، وهو أمر مهم للترطيب وتدعيم وظيفة العضلات أثناء التمرين. لذا فيكننا القول أن أمر استهلاك هذا العنصر قبل التمرين، من خلال تناول مصادر الطعام أو المكملات الغذائية يساهم في منع تقلصات العضلات وتقليل التعب ودعم الأداء الفعلي للتمارين الرياضية بشكل عام.
ثالثا: أثناء تناول الوجبات الغذائية
يعد استهلاك المغنيسيوم أثناء تناول وجبات الطعام من الأمور الفعالة التي يمكن أن تعزز من قدرة الجسم على امتصاص هذا العنصر واستخدامه بشكل آمن وصحي. الجدير بالذكر أن عملية امتصاص المغنيسيوم تحدث بشكل أساسي في الأمعاء الدقيقة، حيث يقوم بالتنافس مع المعادن الأخرى على الامتصاص.
بوجه عام يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم أو المكملات الغذائية مع وجبات الطعام خاصة تلك التي تحتوي على البروتين والدهون الصحية في تحسين عملية الامتصاص. فيجب العلم أن الأطعمة الغنية بهذا العنصر تتمثل في الخضروات الورقية الخضراء والمكسرات والحبوب الكاملة.
رابعا: قبل الذهاب إلى الفراش
يعد أمر تناول المغنيسيوم قبل النوم من الأمور الهامة التي يمكن أن تعزز من حالة الاسترخاء وتحسين نوعية النوم حيث ثبت أن هذا العنصر يدعم من دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية في الجسم عن طريق تنظيم الناقلات العصبية المشاركة في تنظيم النوم، مثل GABA (حمض جاما أمينوبتيريك).
بالإضافة إلى ذلك، يساعد المغنيسيوم أيضا على تنظيم استرخاء العضلات، مما قد يساعد في تخفيف توتر العضلات وتوفير شعور بالاسترخاء قبل النوم. لذا فمن الهام معرفة أن أمر تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم أو المكملات الغذائية في المساء يساعد على استرخاء الجسم والعقل، مما يوفر هذا نوعية نوم وصحة عامة أفضل.
إقرأ أيضا: تناول المغنيسيوم للنوم بشكل أفضل وصحي
أهم الأعراض التي تجعلنا نقوم بتناول مكملات المغنيسيوم
يجب علينا جميعا بصورة عامة أن نقوم بالإستماع إلى إشارات أجسامنا من حيث الأعراض المرضية، ومن ثم نتوجه إلى المختصين الذين يقومون بتشخيص الحالة وعند إحتياجها إلى أي مكمل غذائي فسوف تتم الإستعانة به.
عند وصف الطبيب لمكمل المغنيسيوم، فيجب الإلتزام بالكمية المحددة، فعند حدوث المعاناة من التشنج أو التعب أو أي أعراض أخرى الدالة على نقص هذا العنصر، فيجب التفكير جديا بعرض الأمر مرة أخرى على الطبيب لزيادة الجرعة أو الإلتزام بتناول بعض العناصر الغذائية المحتواه على المغنيسيوم.
بالإضافة إلى ذلك، فيمكن لبعض العوامل مثل الإجهاد والنشاط البدني المكثف والحالات المرضية أن تزيد من حاجة الجسم إلى المغنيسيوم، ومن ثم يتطلب الأمر استهلاكا أعلى.
أهم مصادر عنصر المغنيسيوم
-
مكملات المغنيسيوم
عند اختيار مكملات المغنيسيوم، فمن الواجب علينا أن نقوم بإختيار أشكالا عالية الجودة مثل سترات المغنيسيوم أو غليسينات المغنيسيوم أو أكسيد المغنيسيوم، والتي يقوم الجسم بالعمل على إمتصاصها بشكل جيد حيث يجب البدء بجرعة أقل والعمل على زيادتها بشكل تدريجي حسب الحاجة، مع ضرورة الانتباه إلى إمكانية الشكوى من أي آثار جانبية محتملة مثل الإسهال أو مشاعر عدم الراحة في الجهاز الهضمي.
نود التأكيد على أن يجب دائما قبل البدء في أي نظام مكمل جديد أن نقوم بالعمل على إستشارة الطبيب خاصة عند المعاناة من حالة صحية أساسية أو نقوم بتناول أدوية معينة.
-
الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم
عند ذكر مصادر المغنيسيوم من الأطعمة الجيدة، فيجب العلم أنها تشمل ما يلي:
- الخضروات الورقية الخضراء السبانخ واللفت.
- المكسرات مثل اللوز والكاجو وبذور اليقطين.
- الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والكينوا.
- البقوليات مثل الفاصوليا والعدس.
- الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والشوكولاتة الداكنة.
الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يساعد دمج هذه الأطعمة في أنظمتنا الغذائية على ضمان الحصول على إمدادات كافية من المغنيسيوم، مما يعزز هذا الأمر من الصحة العامة للجسم.