لايوجد أكثر صعوبة وخطورة من قيام جهاز المناعة الذي يتولى حماية الجسم من أنواع العدوى المسببة للمرض بمهاجمة خلايا الجسم نفسها أي بمحاربة نفسه ,وهذا مايحدث تماما عند إصابة الشخص بأحد أمراض المناعة الذاتية التي تضمن عدد من الأمراض الشهيرة كإلتهاب المفاصل الروماتيدي الذي يعد من أبرزها ولكن هل سمعتي من قبل عن متلازمة أضداد الفوسفوليبيد ؟ هذا ماسنوضحه من خلال مقالنا التالي .
حول متلازمة أضداد الفوسفوليبيد
حول متلازمة الفوسفوليبيد
نعلم جميعا أمرا بديهيا يتمثل في أن ضعف نظام المناعة يجعل الجسم عرضة للإصابة بالمرض بسهولة ولكن ماذا إن حدث خللا خارج الإطار الطبيعي وقام الجسم بمهاجمة نفسه وهذا الأمر يمكن أن يحدث لأي شخص في أي مرحلة عمرية, وكذلك متلازمة أضداد الفوسفوليبيد أيضا التي لاتقتصر على إصابة شخص معين ولكن عند مقارنة حدوثها لدى النساء والرجال تبين أن النساء أكثر عرضة للإصابة بها .
ما هي متلازمة مضادات الفوسفوليبيد ؟
متلازمة مضادات الفوسفوليبيد
يطلق عليها متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد والتي تعرف في بعض الأحيان بإسم مضادات الفوسفوليبيد، وتشكل واحدة ضمن مجموعة أمراض المناعة الذاتية. التي ماإن أصيب شخص بأحدها فإن جهازه المناعي وخاصة الأجسام المضادة –التي غالبا ما تحارب كل مايخترق الجسم – تحدد الفوسفوليبيد الذي يمثل نوعا من الدهون الموجود في خلايا الجسم بطريق الخطأ على أنه أحد العناصر الضارة التي ينبغي مهاجمته وهذا من شأنه التسبب في تلف الخلايا وبالتالي ينتج عن ذلك جلطات دموية في الشرايين والأوردة .
على الرغم أن عملية تخثر الدم ضمن الظواهر التي تحدث في الجسم بشكل طبيعي, وإليها يرجع الإلتئام السريع للجروح أو شفاء تمزق جدران الأوعية الدموية إلى حد كبير ومن الجانب الآخر المتصل بمتلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد ومايصاحبها من نسبة تخثر مفرط في الدم ومن الآثار الناجمة عن ذلك إعاقة تدفق الدم الأمر الذي يسبب تلفا وضررا جسيما لأجزاء الجسم .
ما هي علامات وأعراض متلازمة مضادات الفوسفوليبيد؟
توجد علاقة وثيقة بين أعراض متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد وعملية التخثر الغير طبيعي في الدم ويتوقف ذلك أساسا على حجم وموقع حدوث الجلطات :
- الإحساس بآلام في الصدر بالإضافة إلى صعوبات وضيق في التنفس
- مزيج بين أعراض الألم والطفح الجلدي والشعور بالحرارة الشديدة أو الصهد في اليدين والقدمين
- الإصابة بالصداع الشديد الذي لايحتمل
- اللثغة
- الشعور بالإنزعاج المفرط وعدم الراحة وتحديدا في الأجزاء العلوية من الجسم مثل الذراعين والظهر والرقبة والفك
- حالات الغثيان والقىء
- قد يتطور تخثر الدم الغير طبيعي إلى الإصابة بعدد من المضاعفات والتي يكون أكثر شيوعا السكتة الدماغية والنوبات القلبية والفشل الكلوي وتجلط الأوردة العميقة والانسداد الرئوي.
- بالنسبة للنساء الحوامل الذي ثبت اصابتهم بمتلازمة أضداد الفوسفوليبيد فهم الأكثر عرضة بشكل أكثر من المعتاد ومقارنة بالنساء الأخريات من خطر الإجهاض أو ولادة جنين ميت علاوة على غيرها من المشكلات الصحية الأشد خطورة والمتعلقة بالإنجاب
ربما توجد بعض الأعراض التي يعاني منها بعض النساء ولم يتم ذكرها ضمن قائمة الأعراض وفي حال ظهورها يفضل استشارة الطبيب فورا
حان وقت الطبيب
حان وقت الطبيب
بعض الحالات تستدعي أن يفحصك الطبيب فورا على النحو التالي :
- إذا كنت حاملا في ظل وجود تاريخ طبي سابق من الإصابة بمتلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد خلال حالات الحمل السابقة
- إذا أصبت بواحد أو أكثر من الأعراض السابقة الذكر.
- بروز بعض الكدمات تحت الجلد أو النزيف الذي يعبر عن تناولك لجرعة زائدة من مضادات التخثر أو التجلط أو الحالات التي تدل أن دمك يعاني من صعوبات التجلط .
أسباب متلازمة مضادات الفوسفوليبيد
أسباب متلازمة مضادات الفوسفوليبيد
من خلال الوقوف على أكثر الأسباب المحتملة وراء حدوث متلازمة مضادات الفوسفوليبيد والمتعلقة بخطأ تقدير الجهاز المناعي للفوسفولييد الموجود في خلايا الجسم بإعتباره من المواد الضارة الدخيلة على الجسم وينبغي مقاومتها من خلال إنتاج أجسام مضادة تشكل درع وقائي علاوة على أنه توجد عدة عوامل للخطر قد تجعل المرض أكثر تفاقما على النحو التالي :
- التهاون مع المرض وتجاهل الأعراض والعلامات الغير طبيعية المصاحبة له
- إهمال الذهاب إلى الطبيب فمن الأفضل التدخل المبكر حال ملاحظة أي أعراض لأول مرة
- عدم الإلتزام بتعليمات الطبيب فيما يتصل بالعلاج ومواعيد تناول الجرعات ويشمل ذلك : عدم تناول الدواء في مواعيده، عدم الذهاب إلى الطبيب في الموعد المحدد، أو عدم الاتفاق على الدورة العلاجية
- نسيانك عن غير قصد تناول أدوية تجلط الدم مثل دواء الوارفارين
- يمكن أن تحدث تداخلات دوائية خطيرة جراء تناول حبوب منع الحمل في ظل الإصابة بمتلازمة مضادات الفوسفوليبيد.
ما هي عوامل خطر الإصابة بمتلازمة أضداد الفوسفوليبيد؟
سيتزايد خطر إصابتك بمتلازمة الفوسفوليبيد إذا كنت ضمن الحالات التي يتم رصدها كالتالي:
- إذا كنت مصابة بمرض آخر من أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل الذئبة الحمامية الجهازية ومتلازمة سجوجرن.
- يتضاعف الخطر في حالة الإصابة بأي نوع من العدوى التي تعمل على تقليل قدرة الجسم المناعية مثل مرض لايم، والزهري، وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
- يمكن أن يسبب تناولك لأدوية معينة أيضا وخاصة أدوية ارتفاع ضغط الدم المزمن مثل هيدرالازين ، ومثبت معدل ضربات القلب كينيدين، والدواء المضاد للنوبات الفينيتوين (ديلانتين)، والمضاد الحيوي أموكسيسيلين .
اقرأ أيضا متلازمة إنحلال الدم اليوريمية (HUS) ومدى خطورة الإصابة بها
ما هي الطرق العلاجية لمتلازمة مضادات الفوسفوليبيد؟
علاج متلازمة مضادات الفوسفوليبيد
لايمكن ان نقول بوجود دواء معين لحالتك الصحية بحيث يقضي تماما على متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد ولكن يمكن تخفيف الأعراض التي تجلبها معها عن طريق درء الجلطات الدموية ومنع نموها وفي بعض الأحيان يمكن أن يصف الطبيب بعض مضادات التخثر المتاحة مثل الهيبارين والوارفارين والتي تفيد في منع تشكل جلطات الدم.
ولكن ينبغي مراعاة أمرهام للغاية في ظل استخدامك لتلك الأدوية وإتباعك لهذا الكورس العلاج والمتمثل في ضرورة إجراء اختبارات دم بإنتظام يتولى الأطباء القيام بها ويمكن من خلالها المراقبة الدقيقة لمعدلات تركيز مضادات تخثر الدم ولعل أبرز الفوائد أيضا أنه من خلال تفعيل آلية المراقبة سيتمكن الطبيب من إدارة الأمر والسيطرة الفعالة على أي أمراض محتملة قد تنتج عن متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية مثل مرض الذئبة الحمراء الذي يقترن به عدد من المضاعفات الخطيرة أما الجانب المتصل بالنساء الحوامل فيجب هنا تخصيص مساحة أكبر من الإهتمام لعلاج النساء الحوامل المصابات بمتلازمة أضداد الفوسفوليبيد كما ينصح بأهمية استخدام عقار الهيبارين وجرعة منخفضة من الأسبرين. مع توخي الحذر بشأن استخدام الوارفارين حيث ثبت أنه يحمل قدرا من المخاطر المهددة لصحة الجنين .
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص متلازمة أضداد الفوسفوليبيد؟
تشخيص متلازمة الفوسفوليبيد
من خلال إجراء الطبيب لعدد من الإختبارات التشخيصية سيتمكن من الكشف عن التخثر العير طبيعي في الدم الذي يوصف بأنه من النوع المفرط كما سيتحقق أيضا من وجود الأجسام المضادة للفوسفوليبيد ويتم ذلك من خلال إجراء فحص الدم الذي يفيدك بصورة خاصة في حال الإصابة بتجلط الأوردة العميقة أو تعرضك فيما سبق للإجهاض أو الولادة المبكرة،و تشمل هذه الأجسام المضادة الذي يكشف عنها اختبار الفحص : مضاد تخثر الذئبة، مضاد الكارديوليبين، بروتين سكري بيتا 2 I. بما يضمن دقة التشخيص ، وربما تكونين في حاجة أيضا لإجراء اختبارين للدم بفاصل 12 أسبوعًا تقريبًا.
ما هي العادات المعيشية للحد من تطور متلازمة مضادات الفوسفوليبيد؟
ستكونين معرضة عزيزتي لبعض مخاطر النزيف الغزير خاصة في ظل استخدامك لمضادات التخثر لعلاج متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد لذا يجب عليكي أن تضعي في اعتبارك مايلي:
- عليكي الإبتعاد تماما عن الإشتراك في أي من الأنشطة و الرياضات القتالية التي يمكن أن تسبب الإصابة.
- الحرص على استخدم فرشاة أسنان ناعمة لأن الفرشاة الحادة قد تسبب النزيف
- الحلاقة باستخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية.
- توخي كامل الحذر أثناء التعامل مع السكاكين والمقصات والأشياء الحادة الأخرى.
- على الرغم من أن النظام الغذائي الصحي سيفيدك لكم حاولي التقليل من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين K مثل البروكلي والخردل وفول الصويا وغيرها نظرا لدورها في التقليل من فعالية دواء الوارفين.
- استشري طبيبك قبل استخدام أي دواء أو مكملات غذائية.