عند الحديث عن مرض الحصبة الألمانية، فمن الهام جدا معرفة أنه عبارة عن مرض معد يسببه فيروس محدد ويظهر عادة خلال فصلي الشتاء والربيع، ومن الوارد أن يترتب عليه العديد من العواقب السلبية على الصحة بوجه عام، وعلى المرأة الحامل بشكل خاص حيث قد يمتد الأمر إلى الجنين المتنامي داخل رحم الأم. لذا، فقد جئنا اليوم لكي نتحدث وبشكل توضيحي مفصل عن مخاطر إصابة الحامل بالحصبة الألمانية وكيف يتأثر الجنين بهذه الحالة المرضية؟
ما هو مرض الحصبة الألمانية؟
ما هو مرض الحصبة الألمانية؟
كما ذكرنا من قبل أن مرض الحصبة الألمانية الفيروسي يمكن أن ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي من خلال التعرض للهواء الملوث أو السعال أو العطس من قبل المرضى وخاصة عند التواجد في أمكان مغلقة ولا يوجد فيها متنفس لإستنشاق الهواء النقي.
ما هي مظاهر الإصابة بعدوى الحصبة الألمانية؟
ما هي مظاهر الإصابة بعدوى الحصبة الألمانية؟
من الهام معرفة، أن نصف الأشخاص المصابين بالحصبة الألمانية لا تظهر عليهم أي أعراض مرضية في بداية الإصابة ولا يعرفوا أنهم أصيبوا بهذه الحالة المرضية بشكل فعلي، فالجدير بالذكر أن الأعراض تظهر بعد 2-3 أسابيع من التعرض للمرض.
تتمثل بعض الأعراض لهذه الحالة المرضية في العناصر التالي ذكرها:
- الحمى الخفيفة والتعب والأعراض الشبيهة بالبرد مثل سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال.
- التهاب الملتحمه.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة وفي منطقة خلف الأذنين.
- المعاناة من آلام المفاصل لمدة زمنية تتراوح من 3-10 أيام.
- ظهور الحمامي مع أغلب الحالات على الوجه والرقبة بعد مرور بضعة أيام، مما يترتب على هذا الأمر المعاناة من الحكة. إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تنتشر الحمامي إلى أجزاء أخرى من الجسم وتستمر لمدة 1-3 أيام حيث يكون هذا هو الوقت الذي يكون فيه المرض أكثر عدوى أي بعد مرور من 1-5 أيام من ظهور الطفح الجلدي.
ما هي العواقب المترتبة على إصابة النساء الحوامل بالحصبة الألمانية؟
ما هي العواقب المترتبة على إصابة النساء الحوامل بالحصبة الألمانية؟
يعد مرض الحصبة الألمانية ضار جدا بالجنين خاصة إذا أصيبت المرأة الحامل خلال أول 20 أسبوعا من الحمل أو بمعنى آخر في الأشهر الثلاثة الأولى.
على سبيل التوضيح، إذا أصيبت الأم بالحصبة الألمانية في أول 8-10 أسابيع من الحمل، فإن مخاطر إصابة الجنين بالعيوب الخلقية يصل إلى 90٪، فمن الهام معرفة أنه نادرا ما تحدث التشوهات الخلقية إذا أصيبت الحامل بعد مرور 16 أسبوعا من الحمل، ولكن قد يتم التعرض لحالات فقدان السمع على الرغم من الإصابة بالحصبة الألمانية في أوقات متأخرة أي بعد 20 أسبوعا من الحمل.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تتسبب الحصبة الألمانية أيضا بشكل رئيسي في حدوث بعض المخاطر للمرأة الحامل والتي قد تتمثل في الإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو الولادة المبكرة.
أما فيما يخص التشوهات الخلقية، والمعروفة أيضا باسم متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية (CRS)، فمن الوارد أن تظهر على الرضيع في حالة من الصمم أو إعتام عدسة العين والإصابة بالعمى، وتلف الدماغ حيث ظهور بعض عيوب الدماغ الصغيرة والتوحد والتخلف العقلي أو الإصابة ببعض عيوب القلب والعظام، وتلف الكبد والطحال.
من هنا قد يحتاج الأطفال المصابون بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية إلى تلقي بعض الأنماط العلاجية والعمليات الجراحية والخضوع للرعاية الخاص، وهذا لأن العديد من هذه الإصابات قد تسبب بعض المشاكل الصحية التي قد تؤثر على الطفل مدى الحياة.
كيف تتم الوقاية من عدوى الحصبة الألمانية؟
كيف تتم الوقاية من عدوى الحصبة الألمانية؟
في بداية الأمر، يجب العلم أنه عادة ما يتم إعطاء لقاح الحصبة الألمانية في جرعات مركبة خلال مرحلة الطفولة، بالرغم من ذلك، ومع مرور الوقت، فقد تقل حماية اللقاح تدريجيا وتتلاشى ويصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالحصبة الألمانية.
لذلك، إذا كنتي سيدتي تخططي لخوض تجربة إنجاب طفل، فمن الأفضل أن تذهبي إلى الأطباء المختصين للتحقق مما إذا كان لديكي بالفعل أجسام مضادة ضد الحصبة الألمانية، فإذا تطلب الأمر، فينصح بضرورة الحصول على التطعيم ، ثم استخدام وسائل منع الحمل لمدة 3 أشهر على الأقل.
ينصح أيضا طوال فترة الحمل بأهمية تجنب الاتصال كع الأشخاص المصابين بالحمى والإنفلونزا والطفح الجلدي، والتقليل من الذهاب إلى الأماكن المزدحمة مع ضرورة المحافظة دائما على تهوية المنزل والغرف. والمحافظة على معايير النظافة في الحياة اليومية، وتناول الطعام والشراب، وارتداء قناع عند الخروج إلى الشارع.
إلى جانب هذا وذاك فينصح الخبراء أيضا بأهمية العمل على تحسين اللياقة البدنية من خلال ممارسة الرياضة المناسبة لأوضاعنا الصحية والعيش باعتدال وتناول الطعام الصحي بشكل جيد. إلى جانب أهمية قيام النساء الحوامل غير المحصنات بتجنب الاتصال بالأشخاص المصابين بالحصبة الألمانية، وإذا حدثت حالة من الإتصال مع هذه الفئة المرضية، فيجب عليهن الذهاب إلى الطبيب بشكل فوري للنظر وتلقي العلاج الأنسب.
بوجه عام، يجب على النساء الحوامل ملاحظة أنه من الصعب اكتشاف الأضرار التي تسببها الحصبة الألمانية للجنين بالموجات فوق الصوتية. لذلك، وإذا كان لدى الحامل أعراض تدل على إشتباه حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية، فيجب العلم أنها بحاجة للذهاب الفوري إلى الطبيب للكشف عن عدوى الحصبة الألمانية ، خاصة في أول 20 أسبوعا، بالإضافة إلى ضرورة تجنب النساء الحوامل المصابات بطفح جلدي الاتصال بالنساء الحوامل الأخريات للحد من معدل الإصابات قدر الإمكان.