يتملكنا الرغبة دائما خلال شهر رمضان نحو تقديم العديد من الأطعمة والأصناف الغذائية على مائدة الإفطار والسحور، فالجدير بالذكر أن من أهم الأطعمة المتواجدة بصورة كبيرة في وجبة السحور يمكننا أن نقوم بذكر البيض بمختلف أنواعه وهذا لكونه غذاء ذو قيمة غذائية عالية وسهل التحضير ومألوف للجميع. من الهام معرفة أن البيض يحتوي على العديد من الأحماض الأمينية الأساسية وهو مصدر قيم جدا للبروتين، ومع ذلك، هل يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع حمض اليوريك تناول البيض داخل وجبة السحور الرمضانية؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم بمزيد من التوضيح والتفسير.
مرضى فرط حمض اليوريك
مرضى فرط حمض اليوريك
بوجه عام، يحدث فرط حمض يوريك الدم عندما يقوم الجسم بالإفراط في تكسير البيورينات (المركبات التي تتحلل وتتحول إلى حمض اليوريك) أو يفشل في إفراز حمض اليوريك من الجسم، مما يتسبب هذا الأمر بشكل رئيسي في زيادة حمض اليوريك.
الجدير بالذكر، أن أزمة زيادة حمض اليوريك الصحية هذه تسبب العديد من المشاكل التي تتمثل في تلف العضلات، والعظام، والمفاصل (النقرس عادة)، والفشل الكلوي وحصوات الكلى، وارتفاع ضغط الدم.
مرضى فرط حمض اليوريك وتناول البيض
مرضى فرط حمض اليوريك وتناول البيض
مع مرضى فرط حمض اليوريك، يعتبر البيض غذاء آمنا على الإطلاق، وهذا لكي يحل محل الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.
يرجع السبب في هذا الأمر إلى كون البيض يحتوي على نسبة عالية من البروتين ومحتوى منخفض من البيورين، فعلى سبيل التوضيح وفي المتوسط يحتوي 100 جرام من البيض على أقل من 50 مجم من البيورينات حيث يجب العلم أن كمية البيورينات التي يتم تناولها بأمان في الجسم، لشخص بالغ واحد يفضل بأن تكون أقل من 400 مجم / يوم.
بالرغم من ذلك، يعتبر البيض أيضا أحد أهم أنواع الأغذية المحتواه على نسبة عالية من الكوليسترول حيث يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الدهون في الدم والقلب وضغط الدم إلى إيلاء اهتمام خاص لكمية البيض المسموح بتناولها يوميا.
نصائح غذائية هامة لمرضى فرط حمض اليوريك
للمساعدة في خفض مستويات حمض اليوريك في الدم، فمن الواجب علينا أن ننتبه وبشكل رئيسي إلى بعض النصائح الغذائية التي تتمثل في الآتي:
أولا: شرب الكثير من الماء
شرب الكثير من الماء
في هذه الأوقات ومع هذه الحالة المرضية ينصح بأهمية شرب ما يكفي من 2-3 لترات من الماء يوميا لمساعدة الكلى على إزالة حمض اليوريك من الجسم بشكل فعال وآمن على الصحة. إلى جانب هذا، فينصح أيضا بأهمية تناول المشروبات الطبيعية والخالية من المواد الحافظة عدم التغافل عن المشروبات العشبية الدافئة.
ثانيا: إعطاء الأولوية للأطعمة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة
إعطاء الأولوية للأطعمة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة
تعمل الألياف الغذائية بوجه عام على تدعيم صحة الجسم في الحد من امتصاص البيورينات وفي الوقت نفسه، تساعد مضادات الأكسدة في تقليل الالتهابات التي من الوارد أن تصيب المفاصل.
من هنا يمكننا أن نقوم بذكر بعض الأطعمة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة والتي يمكن أن تقلل من حمض اليوريك وتتمثل في الخضروات الورقية الخضراء مثل اللفت والخس والبروكلي والبطاطا الحلوة والطماطم والفلفل الحلو والفواكه منخفضة الفركتوز مثل التفاح والتوت الأزرق والتوت والفراولة والحبوب الكاملة.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أن المكسرات غنية بالألياف ولكنها تحتوي على العديد من السعرات الحرارية وفي الوقت نفسه، فإن البقوليات غنية بالألياف ولكنها غنية بالبيورينات. لذلك، فمن الواجب على الأشخاص المصابون بالنقرس عدم تناول أكثر من 30 جراما (2 ملاعق كبيرة) من الفاصوليا والبذور يوميا.
ثالثا: تجنب الأطعمة الغنية بالبيورينات
تجنب الأطعمة الغنية بالبيورينات
تعمل البيورينات الموجودة في الأطعمة بعد استقلابها من قبل الجسم بالتشكل في حمض اليوريك، مما يؤدي هذا التراكم المفرط إلى تفشي مرض النقرس. لذلك، يحتاج الأشخاص المصابون بالنقرس إلى الحد من الأطعمة الغنية بالبيورينات (مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والأعضاء الحيوانية والبقوليات وما إلى ذلك، فالجدير بالذكر أن محتوى البيورين الذي يجب أن يستهلكه مرضى النقرس ينبغي أن يكون أقل من 400 مجم / يوم.
رابعا: الحد من أطعمة الفركتوز
الحد من أطعمة الفركتوز
بوجه عام، يمكن أن يحفز الفركتوز الكبد على إنتاج حمض اليوريك المفرط، مما يعزز هذا من تفشي مرض النقرس. لذلك ، يحتاج الأشخاص المصابون بهذه الحالة المرضية إلى الحد من تناول الأطعمة الغنية بالفركتوز أو تجنبها والتي من الوارد أن تتمثل في المشروبات الصناعية والحلويات الحلوة.
خامسا: تجنب تماما المشروبات الكحولية
تجنب تماما المشروبات الكحولية
يمكن للكحول والمشروبات الكحولية البغيضة أن تساهم وبشكل رئيس في تحفيز الكبد نحو زيادة إنتاج حمض اليوريك، بالإضافة إلى ذلك فتقوم هذه المشروبات أيضا في التقليل من قدرة الكلى على تصفية الدم والتخلص من حمض اليوريك. لذلك، يحتاج مرضى النقرس خاصة وجميع الأشخاص عامة أن يعملوا وبشكل رئيسي عن البعد عن المشروبات الكحولية تماما.
في النهاية يمكننا القول بأن فرط حمض اليوريك المرتفع هو مشكلة شائعة تسبب العديد من العواقب الصحية، لذا فمن الواجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الأزمة، حتى لو لم يكونوا مصابين بالنقرس، أن يعملوا على مراقبة مستويات حمض اليوريك عن كثب وفحص أمراض التمثيل الغذائي الأخرى ذات الصلة. لذلك، وبالإضافة إلى الامتثال لتعليمات الطبيب، فينصح دائما بأهمية اتباع نظام غذائي وأنشطة علمية للسيطرة على هذه الحالة المرضية.