بعد المرور بفترتي الحمل والرضاعة الطبيعية تحتاج المرأة إلى نسب معينة من الكالسيوم، وهذا لكي تستطيع أن تلبي إحتياجات الجنين ومن بعدة الرضيع في الحصول على ما يحتاج له من كالسيوم لضبط معايير النمو السليمة والصحية له، ولكن قد ينقلب الأمر وتتحول الفائدة المرجو تحقيقها للطفل إلى الأضرار الجسيمة للأم حيث معاناتها من مشكلة هشاشة العظام. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم على أسباب حدوث هشاشة العظام بعد الولادة؟ وكيف نستطيع إيجاد حلول للتعامل مع هذه المشكلة الصحية
أسباب معاناة المرأة من هشاشة العظام بعد الولادة
بعد التعرض لتجربة الولادة والدخول في مرحلة الرضاعة الطبيعية، فمن الوارد أن تشعر العديد من النساء بالخدر في أطرافهن أو الوجع الشديد في مفاصل الساقين واليدين أو التشنجات أو الآلام في الجسم، والظهر. فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأعراض السابق ذكرها تعد من أهم أعراض نقص الكالسيوم في الجسم والتي تحدث بسبب عددة عوامل تتمثل في الآتي:
- إرتفاع مستويات هرمون الاستروجين في جسم المرأة، مما يؤثر هذا الأمر على عمل العضلات والأوتار والأربطة، وخاصة في منطقة المفصل العجزي بالحوض.
- حدوث بعض التغيرات في كثافة العظام وبالأخص في أوقات الحمل والرضاعة.
- استهلاك مستويات ليست بالقليلة من فيتامين (د) الناتج من جسم الأم بسبب الحاجة إلى تغذية الجنين.
- الإرهاق والإجهاد الشديد عند القيام بمراعاة الأطفال.
طرق تشيخص هشاشة العظام بعد الولادة
من الهام جدا معرفة أن أمر إصابة النساء بهشاشة العظام يعد من الحالات المرضية الأساسية التي من الوارد أن تحدث مع عدد كبير من النساء. الجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية يتم تشخيصها أثناء أو بعد الولادة حيث يقوم الأطباء بإجراء قياسات كثافة العظام أثناء الحمل والرضاعة.
يجب أن يدخل إلى قلبك الإطمئنان سيدتي حيث أنه هذه الحالة المزعجة سوف تتحسن بعد التوقف عن ممارسة روتين الرضاعة الطبيعية لمدة زمنية تتراواح من 6-12 شهرا.
إقرأ أيضا: 5 أطعمة من الواجب تجنبها عند الإصابة بهشاشة العظام
أهم الحلول للحد من الإصابة بهشاشة العظام بعد الولادة
كما ذكرنا من قبل أن أمر الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء بعد الولادة يعد أمر لا مفر منه في كثير من الأوقات ومع عدد كبير من النساء، ولكن يمكننا أن نسعي إلى محاولة تحقيق صحة أفضل ووقاية أمثل من الأمراض والمشاكل الصحية حيث يتم تحقيق هذا الأمر من خلال الخطوات التالية:
أولا: نظام غذائي صحي
يجب وبشكل جاد العمل على بناء نظام غذائي علمي يحتوي على قائمة متنوعة وغنية بالعديد من العناصر العذائية التي تحتوي على الكالسيوم وهذا للحفاظ على صحة الجسم، واستعادة الصحة بسرعة بعد الولادة.
يمكننا تحقيق هذا الأمر من خلال إضافة الخضروات وسمك السلمون، وزيوت السمسم والحبوب والشوفان إلى وجباتنا الغذائية اليومية. إلى جانب هذا فمن الضروري عدم الإستغناء عن تناول الحليب حيث أنه يعد هو مكمل الكالسيوم المألوف جدا لدينا جميعا. فالجدير بالذكر أن 250 غرام من الحليب يمكن أن توفر 275 ملغ من الكالسيوم.
ثانيا: ممارسة التمارين الرياضية
عند القيام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، وإتباع أنماط الحياة الصحية، فمن الممكن أن يترتب على هذا الأمر العديد من الفوائد الجيدة جدا لصحة النساء.
لذا فيوصى بضرورة العمل على تحريك الجسم دائما من خلال أداء التمارين الرياضية والمشي اللطيف كل يوم وهذا حتي تتم مساعدة العضلات على إكتساب الليونة والعظام القوية ومن ثم استعادة لياقة ما بعد الولادة بصورة سريعة وفعالة.
من ناحية أخرى، يساعد أمر ممارسة التمارين الرياضية على تخفيف آلام الظهر، والإمساك، والعمل على تحسين الحالة المزاجية، وتعزز قوة العضلات والقدرة على التحمل حيث يساعد هذا الأمر بشكل خاص النساء في الحصول على هيئة الجسم المعتادة بمعدل زمني سريع بعد ولادة الطفل.
ثالثا: تدابير عناية متنوعة و فعالة
- تجنب الإرهاق والإجهاد حيث يوصى بضرورة الحصول على الراحة والاسترخاء حتى يتعافى الجسم بسرعة ويتجنب المزيد من الآلام بعد مرحلة الولادة.
- الحد من بعض الأطعمة الغير صحية مثل المقليات والحلويات المصنعة والمشروبات الغازية والوجبات التي تحتوي على المزيد من السكر والملح والشحوم. فمن الهام معرفة أن جميع هذه العناصر ليست هي المسبب الرئيسي لهشاشة ولكنها تعد أحد أهم الأسباب للمعاناة من العديد من الأمراض ومن ثم الإصابة بهشاشة العظام.
- العمل على تناول بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين (د) على النحو الذي يحدده الطبيب. فمن الضروري عدم إستخدام أي نوعية من الأدوية بشكل ذاتي وهذا حتى لا يؤثر هذا الأمر على نمو الطفل.
- شرب الكثير من الماء.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- البعد عن الأطباق الحارة والساخنة والمشروبات التي تحتوي على المنشطات.
في النهاية يمكننا القول بأن الوقاية والعلاج من هشاشة العظام بعد الولادة يعد أمر ضروري جدا، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يرضعن طبيعي. فالجدير بالذكر أنه إذا كان حليب الثدي لا يوفر ما يكفي من الكالسيوم، فسوف يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على نمو الطفل في وقت لاحق وكذلك على صحة الأم.