لتشخيص السكري بشكل دقيق مع جميع مصابي هذا المرض، فقد يلجأ الطبيب إلى توجيه المريض نحو إجراء مجموعة من التحاليل ومن أهمها إختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (OGTT). في العموم نرغب اليوم في التعرف على هذا الإختبار بصورة تفصيلية. فما هو هذا الإختبار؟ وكيف نعمل على إجراءه بصورة صحية سليمة؟.
ما هو اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT)؟
يستخدم اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (OGTT) لقياس قدرة الجسم على استخدام نوع السكر الذي يسمى الجلوكوز، وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. فالجدير بالذكر أنه يمكن استخدام هذا الإختبار لتشخيص مقدمات السكري ومرض السكري، إلى جانب نتائجه الدقيقة مع النساء اللائي يعانين من سكري الحمل.
متى يجب إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT)؟
يجب أن تخضع جميع النساء الحوامل تقريبا لاختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم لمرض السكري الحملي، وبالأخص في الأسبوع الـ 24-28 من الحمل.
بالإضافة إلى ذلك، يوصى أيضا بضرورة اللجوء إلى إجراء هذا الاختبار للأشخاص الذين يعانون من عوامل مشتبه بها أو عوامل خطر لمرض السكري من النوع الثاني وبالأخص لدى المصابين البالغين.
بوجه عام، سيتم القيام بطلب إجراء اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم لأولئك الذين لديهم مستويات جلوكوز في الدم الصائم أعلى من 126 مجم / ديسيلتر أو اختبار HbA1c أكبر من 6.5٪ وهذا للعمل على تشخيص الحالة الصحية بشكل دقيق ومحاولة ربط النتائج ببعضها.
إقرأ أيضا: ماحجم معرفتك بإختبار الببتيد C لمرضى السكري؟
ما الذي يجب علينا فهمه قبل القيام بإجراء اختبار تحمل الجلوكوز (OGTT)؟
في بداية الأمر يجب معرفة أن معظم حالات الإصابة بسكري الحمل تزول من تلقاء نفسها بعد إتمام عملية الولادة. ومع ذلك، لا يزال بإمكان المرأة إصابتها مرة أخرى بهذا المرض في الحمل التالي.
إلى جانب هذا فيعد هذا الطفل الذي ولد من أم عانت خلال حمله من مرضى السكري هو أيضا أكثر عرضه للإصابة بهذا المرض وبالأخص من النوع الثاني. لذلك، يجب أن نلجأ إلى إجراء اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم بعد 6-12 أسبوعا من ولادة الطفل أو بعد فطام الطفل بشكل نهائي.
في العموم إذا كانت النتائج طبيعية وغير مقلقة، فيجب القيام بإجراء هذا النوع من الإختبار بانتظام مرة واحدة على الأقل كل 3 سنوات. مع مراعاة أنه في معظم الحالات، وقبل القيام بفعله، سوف يطلب الطبيب قياس نسبة الجلوكوز في الدم الصائم أولا.
ما هي الخطوات المتبعة قبل إجراء اختبار تحمل الجلوكوز (OGTT)؟
عند إتخاذ الطبيب قرار إجراء هذا النوع من الإختبار، فيجب على المريض أن يقوم بفعل ما يلي:
- الحفاظ على نظام غذائي صحي لعدة أيام قبل الاختبار.
- التحدث مع الطبيب وإخباره إذا كنا نعاني من أي مرض آخر أو نتناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على نتيجة هذا الاختبار.
- من الضروري جدا الإمتناع عن تناول الأكل أو الشرب لمدة 8 ساعات قبل الاختبار حيث أنه في الغالب سيطلب الطبيب الصيام من الليلة السابقة وإجراء الاختبار في صباح اليوم التالي.
كيف يتم إجراء اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (OGTT)؟
عند القيام بإجراء هذا الإختبار، سوف يتم إتباع الخطوات التالية:
– سيقوم الطبيب بأخذ عينة دم من المريض عند وصوله لقياس مستويات الجلوكوز في الدم الصائم حيث يعتبر هذا مؤشر أساسي للمقارنة مع مستويات الجلوكوز بعد الاختبار.
– بعد ذلك سوف يطلب الطبيب من المريض القيام بتناول مشروب حلو يحتوي على كمية معينة من الجلوكوز، وبشكل سريع حيث أنه باستخدام اختبار تحمل الجلوكوز الفموي القياسي، سوف يقوم بإختبار 75 جراما من الجلوكوز أو 100 جم من الجلوكوز.
– سيعمل الطبيب على أخذ عينة دم بعد 30 دقيقة أو ساعة أو ساعتين أو حتي قد يصل الأمر إلى ثلاثة ساعات من شرب محلول الجلوكوز لمراقبة التغيرات التي تحدث في مؤشر نسبة السكر في الدم.
ما يجب فعله بعد إجراء اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (OGTT)؟
بعد القيام بفعل هذا الإختبار قد يشعر المريض في بعض الأحيان بالدوار والغثيان بسبب الصيام المسبق الذي تم تنفيذه مسبقا من الليل. لذلك، فمن الأفضل القيام بتناول الطعام بشكل تدريجي بعد الاختبار أي بمعدل أقل من المعتاد، ثم العودة بعد ذلك إلى الأوضاع الطبيعة وطرق تناول الطعام المعتادة.
يجب العلم أنه في بعض الأحيان، قد يطلب الطبيب ضرورة إجراء اختبارات إضافية بجانب هذا الإختبار، وهذا لدراسة الحالة المرضية بصورة دقيقة ومن ثم العمل على وصف العلاج الفعال للتعامل مع هذا المرض.