عند رؤيتك لطفلك الصغير تنمو لديه المهارات والمهام بشكل متطور يغلب عليه الذكاء في الفعل وإتخاذ رد الفعل فسوف ينتابك للحظات عزيزتي الأم سؤال هل ما يتمتع به طفلي من ذكاء هل هو نتاج وراثي؟ فمن يتبع الطفل أكثر هل الأب أم الأم أم عوامل أخرى مشتركة، ومتضامنة تقوم بإعطاءنا هذه النتيجة والصورة الواقعية التي يظهر عليها الطفل. في العموم سوف نقوم بمعرفة المزيد عن هذا الموضوع من خلال سطور مقالنا التالية.
ذكاء الطفل
اكتشف الباحثون؛ أن أساس الذكاء عند الأطفال هو في الواقع نتاج مزج بعض العوامل المختلفة المتمثلة في التغذية، والبيئة المعيشية، وعملية التعلم، والتدريب، والفهم، والطريقة التي يربي بها الآباء أطفالهم حيث لها تأثير كبير على قدرات، وذكاء كل شخص، وخاصة الأطفال الصغار إلى جانب علم الوراثة.
ما هي العوامل المؤثرة على ذكاء الطفل؟
-
الجينات الوراثية
أكد العلماء أن ذكاء الطفل يعتمد بشكل كبير ورئيسي على المجموعة الجينية التي يتلقاها الطفل من والديه. بالإضافة إلى ذلك، يقوم هيكل الدماغ أيضا بتحديد القدرة الفكرية العالية، أو المنخفضة، وهي الأخاديد المتواجدة على الدماغ في منطقة الفص الجبهي حيث أن أداء هذه الأخاديد يتناسب طرديا مع قدرة الدماغ على العمل.
من الهام أن يعلم الأباء، ويضعوا في إعتبارهم أن ذكاء الطفل موروث، وممتد، وأنه لا يوجد نوع واحد من الجينات الفكرية التي تؤثر على ذكاء الطفل حيث أنه على أرض الواقع يتم توريث ذكاء الطفل من الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر نتيجة للتفاعلات المعقدة بين العديد من الجينات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم العوامل الوراثية جنبا إلى جنب مع العوامل البيئية بتحديد كيفية ظهور الجينات الفكرية في داخل عقل الطفل.
على سبيل المثال، قد يولد الطفل مع الجين الفكري، ولكن إذا نشأ هذا الطفل في بيئة سيئة حيث يعاني من سوء التغذية، ولا يمكنه الوصول إلى الفرص التعليمية، فقد لا يسجل نتائج جيدة في مقاييس معدل الذكاء.
-
النظام الغذائي للسنوات الأولى من حياة الطفل
منذ وقت نمو الجنين داخل رحم الأم، وحتى مرحلة الـ 3 سنوات من العمر، يحتاج الإطفال وزهور المستقبل إلى الحصول على أفضل تغذية لكي يقوم العقل بإتقان عمله على أعلى قدر وأقصى مستوى.
فكلما زاد الطعام المغذي الذي يحصل عليه الجنين أثناء وجوده في داخل رحم الأم، وكذلك خلال السنوات الأولى من الحياة بعد الولادة، فكلما زادت مناطق الدماغ من عملها المتطور في عمليات الاكتساب والذاكرة.
يجب العلم أن تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الأحماض الدهنية مثل الأسماك، وخاصة السلمون، والبيض، والحليب، وزيت الزيتون، والأفوكادو فسوف تقوم بمساعدة الأطفال في الحصول على مزيد من التطور الفكري والعقلي والمهاري لديه.
-
النشاط البدني
تعد البيئة المعيشية للطفل هي جميع العوامل المحيطة به مثل الهواء، والطقس، ونمط حياة الوالدين. فالجدير بالذكر أنه كلما كانت البيئة أعذب، وأجمل، وأهدى، كلما زاد نمو الطفل لقوته الداخلية، وقدرته العقلية.
يشير العلماء إلى أن القدرة الفكرية للأطفال في هذه الفترة تعتمد أيضا بشكل كبير على الأشخاص الذين يقومون بالتفاعل معهم بشكل يومي، إلى جانب هذا يأتي دور النماذج التربوية، وكيفية القيام بتربيتهم، وإتباع الأنماط لتشجيعهم حيث يعتبر هذا هو السبب الرئيسي في أن التعليم المبكر سيجعل الأطفال أكثر ذكاء، وفهما ونضجا.
إقرأ أيضا: عزيزتي الأم.. 8 طرق للسيطرة على غضبك تجاه أطفالك
-
الحمل وتأثيره على ذكاء الطفل
من بين جميع تأثيرات البيئة على ذكاء الطفل؛ ربما تكون تجربة ما قبل الولادة المتمثلة في الحمل هي ذات التأثير الأقوى حيث تؤثر الصحة، والتغذية، والتعرض البيئي، والحالة العقلية للأم على نمو دماغ الجنين بشكل واضح، وملحوظ.
إعلمي عزيزتي أن المستويات العالية من هرمونات التوتر لها العديد من الآثار السلبية على نمو دماغ الطفل وذكائه الموروث، وهذا لأنه يعمل بشكل مباشر، وغير مباشر على الخلايا العصبية النامية للجنين؛ إلى جانب قيامه بتغيير مسار الحمل.
-
إعتناء الأباء بأبنائهم
يعتبر التفاعل بين الأطفال، والوالدين، وجميع أفراد عائلتهم، أو مقدمي الرعاية المباشرين لهم هو روتين مهم للغاية حيث أن للوالدين تأثير مباشر على أطفالهم عندما يعلمونهم كيف تتم معالجة الأمور والتعامل معها بشكل سليم وعقلاني إلى جانب قيامهم بتعزيز داخلهم السلوكيات الطيبة من خلال ردود الفعل الإيجابية تجاه أطفالهم.
في الوقت نفسه، يعد الآباء أيضا قدوة لأطفالهم كل يوم حيث يتعلم الأطفال يوميا العديد من السلوكيات من خلال أبسط التفاعلات، فعلى سبيل المثال يقوم بتعلم المودة، واللطف، وكيفية التعامل مع الآخرين؛ وكيفية حل المشكلات، ومراقبة التفاصيل، وتذكر الحقائق.
في كثير من الأوقات يقوم الأطفال الأذكياء بطرح بعض الأسئلة حيث أنهم في هذا الوقت يكون لديهم فضول حول إكتشاف العالم من حولهم، ورغبتهم في العمل على حل المشكلات باستمرار وإيجاد إيجابة للكثير من التساؤلات. فيجب العلم أن كل هذه الصفات هي صفات “ذكاء الطفل” التي تقوم بالتنمية، والتأثر من قبل الآباء.
من أيهما يورث الطفل ذكائه؟
أحتار الكثير من العلماء في هذه الأمر حيث أنه من المؤكد أن العديد من الآباء قد سمعوا من قبل أن ذكاء الطفل موروث بالكامل من الأم. ولكن وجب التنويه إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يتم تأكيد هذه المعلومات بدقة.
فالجدير بالذكر أن البعض قد تبنى هذا الإعتقاد لأن الجين الفكري يقع على كروموسوم X، والأم لديها 2 كروموسومات X. لكن هذا ليس صحيح حيث يمكن أن يكون لدى الطفل كروموسوم X من كلا الوالدين.
باختصار، يعتبر ذكاء الطفل من الأمور المعقدة للغاية التي يجب علينا الإهتمام بها بشكل كبير وإعطائها المزيد من الرعاية لكي تنمو بشكل صحي حيث يترتب على ذلك وجود طفل ذكي قادر على التعامل والتعايش مع العديد من الأنشطة والمهام المختلفة في الحياة.
إقرأ أيضا: نصائح شرائية لملابس حديثي الولادة
كيف نقوم بالعمل على تطوير ذكاء الطفل؟
-
الرضاعة الطبيعية
تعتبر الرضاعة الطبيعية من الأسباب الرائعة التي تجعل طفلك أكثر ذكاءا حيث يحدث هذا لأن حليب الثدي يحتوي على التورين، الذي يقوم بالعمل على تعزيز نمو الدماغ، لذلك يجب القيام بإرضاع الطفل بشكل رئيسي لمدة تصل إلى 6 أشهر على الأقل من العمر، ومن بعد الـ 6 أشهر لمرحلة العامين نقوم بإدخال الأغذية الصحية إلى جانب الرضعات الطبيعية أيضا.
-
تحفيز الخيال لتطوير ذكاء الأطفال الموروث
يجب العمل دائما على سؤال الطفل بعض الأسئلة حول هواياته وأفراد أسرته، والأشياء من حوله، والعالم، وما إلى ذلك. وإذا تبدل الأمر وقامو بطرح عليكِ الأسئلة ، يجب العمل على تشجيعهم على التفكير بأنفسهم، وإيجاد إجابات وحلول لما يدور في ذهنهم.
يمكنك مساعدة طفلك على تناول الطعام، والنوم، واللعب، ولكن في الأمور التي تتطلب التفكير، من الهام ترك الأطفال يستكشفون هذا بأنفسهم في أسرع وقت ممكن. بالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على منح الأطفال التعرض المبكر للكتب، والصور، وهي طريقة فعالة للأطفال لكي يتم توسيع عقولهم، ومداركهم، ومساعدتهم على ربط المفاهيم ، ورعاية فضولهم.
-
ألعاب العقل والتركيز
بالنسبة للأطفال من لحظة ولادتهم إلى عمر الـ 2 سنة، فيجب العلم أنه سيكون نمو الدماغ لديهم من خلال القيام بتحفيز حواسهم من خلال الألعاب؛ والأشياء، والأصوات التي تعمل على تحفيز فضول الأطفال حيث يجب القيام بذلك يوميا من خلال إنشاء محفزات مناسبة من وقت لآخر.
-
التركيز على صحة الطفل
كما معلوم لدينا جميعا فإن نمو الطفل عملية لا تتوقف. لذلك، ليس من الهام معرفة من أين يرث الطفل ذكائه ولكن الأفضل من ذلك هو القيام بإتباع أساليب الرعاية والعناية والتعليم الموازي للطفل مع الرعاية الصحية. إلى جانب هذا يجب التأكيد على أن الأطفال لا يستطيعون تطوير أدمغتهم إلا إذا كانت حالتهم البدنية، والجسمانية متطورة بشكل جيد.
-
إعتناء النساء الحوامل بأنفسهن
عزيزتي الحامل بعد إستشارة طبيبك المختص قومي بالعمل على إتباع بعض أنظمة ممارسة الرياضة البدنية الخفيفة المناسبة لحالتك مع العمل في بعض الأوقات الأخرى على الإسترخاء وتجنب التوتر وأسبابه.
إلى جانب هذا يجب أن تقومي خلال فترة حملك بالتحدث كثيرا إلى طفلك والقيام بلمسه بانتظام حتى يشعر بالحب، والتواصل مع العالم الخارجي؛ حيث أن هذه الظروف تستطيع العمل على تحفيز نمو دماغ الطفل في وقت مبكر.