داخل خزانة مطابخنا جميعا نجد العديد والكثير من الأعشاب والتوابل التي نقوم بإستخدامها بشكل دائم ومستمر. فالجدير بالذكر أننا قد لا نعلم الكثير من المعلومات عن هذه العناصر ولكنها بشكل عام تحمل بداخلها العديد من الفوائد، ومن أهم هذه العناصر وأكثرها إنتشارا هي أوراق الغار. لذا سنتحدث اليوم بمزيد من التوضيح عنها من حيث أهم فوائدها الصحية التي تعود على جميع أجزاء الجسم بالمزايا المتنوعة.
ما هي أوراق الغار؟
يعد ورق الغار واحد من أشهر المواد الطبيعية التي يتم إستخدامها في مختلف أنحاء العالم، والوطن العربي بشكل خاص حيث يمتاز بنكهته الفريدة حيث قدرته على إضفاء لمسة مميزة على العديد من الأطعمة. فالجدير بالذكر أنه يعتبر نبات شجيري دائم الخضرة يتميز بأوراقه الصغيرة ذات اللون الداكن والرائحة العطرة الجميلة.
يجب العلم أن استخدامات ورق الغار في الطهي تعود إلى العصور القديمة حيث أنه كان يستخدم كعنصر أساسي في تحضير الأطعمة والأطباق التقليدية وهذا بسبب إعتقاد الكثير بأن ورق الغار له فوائد صحية عديدة. لذا فيتم الإستعانة بها لعلاج العديد من الأمراض والأوجاع البدنية.
ما هي فوائد أوراق الغار على الجسم؟
عند قيامنا بإعتماد إستخدام إوراق الغار كعنصر أساسي خلال حياتنا اليومية، فيجب علينا معرفة أن هذا العنصر يتميز بفوائده العديدة والكثيرة والمتنوعة التي تتمثل في الآتي:
أولا: تقوية جهاز المناعة
تحتوي أوراق الغار على مجموعة كبيرة من المركبات النباتية الفعالة مثل الفيتامينات والمعادن والمركبات المضادة للأكسدة والزيوت الطيارة والتربينات. فالجدير بالذكر أن جميع هذه المركبات تعمل بشكل متحد مع بعضها البعض لتعزيز جهاز المناعة والعمل على تقويته.
في بداية الأمر يعتبر فيتامين C واحدا من أهم العناصر الغذائية الأساسية التي تحتوي عليها أوراق الغار حيث أنه يعد فيتامين هام جدا لتقوية جهاز المناعة لأنه يعمل على زيادة إنتاج الخلايا المناعية ويحسن من وظيفتها، وبالتالي يزيد من قدرة جهاز المناعة في مكافحة الجراثيم والفيروسات والبكتيريا.
إضافة إلى هذا الفيتامين، فيجب العلم أنه هذه الأوراق تحتوي أيضا على معادن مهمة مثل الحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والتي تعمل على تعزيز وظيفة الجهاز المناعي وتقويته بصورة كبيرة وملحوظة.
إلى جانب هذا وذاك فتحتوي أوراق الغار على مجموعة من الزيوت الطيارة مثل زيت الأوجينول، وهو يعد مركب هام مضاد للبكتيريا والفطريات والفيروسات والذي يتم تعزيزه داخل الجسم وبالتالي تزداد مقاومة الجهاز المناعي ضد الأمراض الفيروسية والبكتيرية.
ثانيا: تحسين صحة القلب
تحتوي أوراق الغار على العديد من المركبات النشطة مثل الألديهايدات، والفلافونويدات، والتانينات، والأحماض العضوية. فيجب العلم أن هذه المركبات تعتبر مضادات للأكسدة قوية تساعد في العمل على حماية القلب من الأضرار التي قد تنتج عن حدوث عملية التأكسد.
الجدير بالذكر أنه قد أظهرت بعض الأبحاث أن هذه الأوراق الرائعة تحتوي على مركبات هامة تساعد في تقليل مستويات الدهون الضارة في الدم مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية، مما يقلل هذا الأمر من احتمالية حدوث الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية.
لذا فعند القيام بتناول مشروب أوراق الغار فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى خفض ضغط الدم، حيث تحتوي هذه الأوراق على مركبات تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسن من تدفق الدم، مما يؤدي هذا إلى خفض ضغط الدم وتقليل احتمالية حدوث الجلطات الدموية والأزمات القلبية.
علاوة على ما قمنا بذكره من قبل، فقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن أوراق الغار قد تلعب دورا كبيرا في تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية المختلفة مثل ضعف القلب، وانسداد الشرايين، حيث يبدو ذلك الأمر واضحا من خلال الإستخدام المنتظم لأوراق الغار التي تعمل على تحسن في وظائف القلب والشرايين وزيادة القدرة على ممارسة النشاط البدني والمهام اليومية دون الشعور بالتعب أو الإجهاد.
ثالثا: تخفيف الآلام والالتهابات
كما ذكرنا من قبل أن أوراق الغار تتميز بتركيبة كيميائية تحتوي على مجموعة متنوعة من المواد النشطة، بما في ذلك الزيوت الطيارة والتاننات والفلافونويدات والتربينويدات بالإضافة إلى الأحماض الدهنية والبوليساكاريدات والكحوليات وغيرها. فمن هنا يمكننا القول بأن كل هذه المواد النشطة تساهم في فاعلية أوراق الغار الطبية، وتجعلها مفيدة في علاج العديد من الأمراض.
فإذا كنا نعاني من آلام مزمنة أو حادة في العضلات والمفاصل، فيجب العلم أن أوراق الغار هنا قد تكون هي الحل الطبيعي الذي نبحث عنه، وهذا بسبب خصائص هذه الأوراق المضادة للالتهابات والمسكنة للألم التي تساعد في تقليل الالتهابات وتخفيف الآلام، وبالتالي يعزز هذا الأمر من عملية الشفاء وتحسن جودة الحياة بوجه عام.
على جانب آخر فإذا كنا نعاني من بعض الإلتهابات المزمنة في المعدة أو الأمعاء، فيجب العلم أن أمر تناول الشاي الذي يتم تحضيره من أوراق الغار قد يكون له تأثير إيجابي فعال في تخفيف الالتهابات وتحسين وظائف الجهاز الهضمي، وهذا بسبب إحتواء هذه الأوراق على مواد رائعة تساهم في تهدئة الجهاز الهضمي وتقلل من الآلام الناتجة عن التهيجات والالتهابات.
رابعا: تحسين وظائف العقل
أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن أستخدام أوراق الغار يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على وظائف العقل، والقدرات الذهنية بشكل عام حيث أن هذه الأوراق تلعب دورا فعالا في تحسين وظائف العقل، وتحسين الذاكرة والتركيز.
يجب العلم أن أوراق الغار تحتوي على مواد كيميائية تعرف باسم لاوراسولين، وهي تعتبر مركبات نباتية تساعد في تحفيز العقل بشكل ملحوظ، وتعمل على تحسين وظائفه. وبالتالي، فإن مشروب هذه الأوراق يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة وزيادة التركيز والانتباه وتعزيز حالة الأداء الذهني.
خامسا: تحسين صحة الجهاز التنفسي
من بين الفوائد الصحية الرئيسية لأوراق الغار هو أنه يعمل على تحسين صحة الجهاز التنفسي، وهذا بسبب إحتواء هذه الأوراق على مركبات مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا والفيروسات كما ذكرنا مرارا وتكرارا، مما يجعلها مفيدة لصحة الجهاز التنفسي بصورة كبيرة وفعالة. فيجب العلم أنه هذه المواد تساعد في تقليل التهيج والانتفاخ في القصبات والرئتين، وتساهم في تخفيف الأعراض المزمنة لأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر أوراق الغار أيضا مصدرا غنيا بمركبات متنوعة لها دور رائع في تنقية الجهاز التنفسي، وتحسين وظائف الرئتين، مثل الفلافونويدات التي تعمل كمضادات للأكسدة وتحمي خلايا الجسم من الضرر الناجم عن الجذور الحرة، بالإضافة إلى إحتواءها على مركبات قد تساعد في توسيع القصبة الهوائية، وتحسن من أداءالانسجة الرئوية مما يساهم هذا الأمر في تحسين تنفس الهواء واستقبال الأكسجين بشكل أفضل.
سادسا: تحسين مستويات السكر في الدم
إن استخدام أوراق الغار لخفض مستوى السكر في الدم يعود إلى آلاف السنين حيث قد أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن هذه الأوراق تحتوي على مواد فعالة تشبه الأنسولين وتساعد في تقليل مستوى الجلوكوز في الدم وتحسين حركتها إلى خلايا الجسم.
الجدير بالذكر أن أوراق الغار تحتوي على مركبات نباتية تعمل كمانع للأكسدة ومضادة للالتهابات، وهذه المركبات تساعد في تقليل مستوى السكر في الدم بشكل عام.
نحن اليوم كنا بصدد نبات رائع يتواجد في منازلنا جميعا، يحتوي على الكثير والعديد من الفوائد. لذا يجب عدم تجاهل هذا الأمر والعمل على الإستعانة به في خلال الروتين الغذائي الخاص بنا وبشكل يومي.